القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الغزيون يتزايدون بـ (أفقر) و(أضيق) بقاع العالم

الغزيون يتزايدون بـ (أفقر) و(أضيق) بقاع العالم

الأربعاء، 13 كانون الثاني، 2016

داخل شريط ضيق على شاطئ البحر المتوسط، وعلى مساحة من الأرض، تبلغ 360 كيلو مترًا مربعًا فقط، يزداد عدد سكان قطاع غزة المحاصر إسرائيليًا، بًرا وبحرًا وجوًا، رقمًا بعد آخر ليقترب في الوقت الحالي من مليونين.

وفي مطلع كانون ثاني الحالي، أصدرت الإدارة العامة للأحوال المدنية في وزارة الداخلية بغزة، إحصائية أظهرت ارتفاع عدد سكان القطاع، إلى مليون و957 ألفًا، و194 نسمة، نسبة الذكور منهم 50.66% بواقع 991 ألفاً و499، في حين بلغت نسبة الإناث 49.34% بواقع 965 ألفاً و650.

وبحسب الإحصائية، فقد شهد عام 2015 الماضي، تسجيل أسماء 53 ألفًا و729 مولودًا جديدًا، إلى المنطقة التي تعتبر واحدةً من أكثر الأماكن اكتظاظًا بالسكان في العالم.

ووفقاً للزيادة السكانية المنتظمة في قطاع غزة، من المتوقع أن يصل تعداد السكان، إلى مليوني نسمة مع حلول شهر تشرين أول المقبل، بحسب الإحصائية. ويسجل قطاع غزة هذه الزيادة، في ظل وضع اقتصادي وإنساني تقول مؤسسات دولية وأممية، إنه يشهد انحدارًا مستمرًا أدى إلى تصاعد معدلات البطالة وعدم الأمن الغذائي والفقر.

ويقول ناجي سرحان، وكيل وزارة الأشغال والإسكان الفلسطينية، إن القطاع يشهد ارتفاعًا في عدد السكان في ظل أزمة السكن وضيق المساحة.

ويضيف سرحان إن قطاع غزة، يحتاج سنوياً إلى أكثر من 17 ألف وحدة سكنية جديدة.

ويتابع «نتيجة الحصار والحروب المتتالية، هناك عجز في الوحدات السّكنية بما يقارب 70 ألف وحدة، والقطاع مساحته ضيقة بالنسبة لتعداد السّكان، وظروف الحصار والفقر تجعل من الواقع المستقبلي أمرًا معقدا».

وحرب الاحتلال الاخيرة على القطاع ، أسفرت عن هدم 12 ألف وحدة سكنية، بشكل كلي، فيما بلغ عدد البيوت المهدمة جزئيًا 160 ألف وحدة، منها 6600 وحدة غير صالحة للسكن، بحسب وزارة الأشغال العامة الفلسطينية.

وحجم التزاحم السكاني في قطاع غزة يعتبر الأعلى على مستوى العالم، بنسبة كثافة تبلغ 4661 فرداً لكل كيلو متر مربع في قطاع غزة، بحسب تقرير صادر عن جهاز الإحصاء الفلسطيني المركزي.

ويقول معين رجب، أستاذ العلوم الاقتصادية في جامعة الأزهر بغزة، إن هناك ارتفاعًا في نمو سكان قطاع غزة بشكل ملحوظ.

ويضيف رجب أن قطاع غزة سيكون أمام أزمة حقيقية خلال السنوات المقبلة، لن تتعلق بأزمة السّكن وحدها.

وتابع «القطاع المحاصر، والذي يفتقد لأدنى مقومات الحياة، سيعاني من أزمة في المياه، وازدحام في المواصلات، وضيق في المساحات، وهناك فقر في مساحة الأراضي، ولن تكون المساحات الخالية كافية، والتوسع العمودي وبناء الأبراج العالية، لن يكون حلًا استراتيجيًا على مدار السنوات المقبلة».

ويقول أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة، إن «عدد سكان القطاع، يتزايد في ظل وضع إنساني وصحي صعب للغاية».

ويضيف القدرة ، أن «هناك 13 مستشفى حكوميًا و54 مركزًا للرعاية الأولية فقط في قطاع غزة، يقدمون الخدمات الصحية لقرابة مليوني مواطن، وللأسف أغلب هذه المستشفيات والمراكز تفتقد للأدوات والمستلزمات الطبية، إضافة إلى النقص في الأدوية».

ويؤكد القدرة، أن «الحصار يقف حائلًا أمام إقامة المشاريع الصحية اللازمة، وبناء المستشفيات» مضيفا أن «الوضع في غزة ليس مثاليًا للنمو، وللتزايد السكاني».

وتصطدم زيادة عدد سكان القطاع، بما تعانيه غزة من معدلات عالية في الفقر والبطالة، وبحسب إحصائية لنقابة العمال الفلسطينيين، فإن نحو 300 ألف عامل، عاطل عن العمل. ومنذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية مطلع عام 2006، تفرض السلطات الإسرائيلية على غزة، حصاراً خانقاً.

ووفقًا لتقارير أعدتها مؤسسات دولية، فإن 80% من سكان القطاع، باتوا يعتمدون، بسبب الفقر والبطالة، على المساعدات الدولية من أجل العيش.

وقال التقرير السنوي، الصادر عن منظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «الأونكتاد»، مطلع تشرين أول 2015، إن «غزة قد تصبح منطقة غير صالحة للسكن بحلول عام 2020، خاصة مع تواصل الأوضاع والتطورات الاقتصادية الحالية في التراجع».

وأضافت المنظمة أن «72% من سكان غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي».

ووفق بيان صادر عن البنك الدولي في 28 أيلول 2015، فإن الفلسطينيين ازدادوا فقرًا خلال السنوات الثلاث الماضية بشكل متسارع، نتيجة للأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.

وأوضح التقرير أن ربع الفلسطينيين في الوقت الحالي يعيشون في ظروف من الفقر الشديد.

وتبدو الكثافة السكانية أكثر وضوحًا داخل مخيمات اللاجئين، التي تقول وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، إن مخيمات قطاع غزة(ثمانية) باتت بفعل الفقر والحصار الإسرائيلي، عبارة عن كتل بشرية وسكنية تفتقر إلى سبل المعيشة الصحية، وأن الوضع الاقتصادي في حياة اللاجئين، يُسجل انحدارًا مستمرًا وحادًا، يُوصف بأنه الأكثر بؤسا في العالم.

ففي مخيم الشاطئ(تقل مساحته عن كيلو متر مربع) يعيش أكثر من 82 ألف لاجئ، فيما يعيش في مخيم جباليا أكبر مخيمات اللاجئين، أكثر من 100 ألف لاجئ.

وتقول ووفقا لـ أونروا، فإن 70% من سكان قطاع غزة هم من اللاجئين، (1.2 مليون لاجئ موجود تحت رعاية الوكالة الأممية)، وتقول إن هذا الرقم سيزيد إلى 1.5 مليون في العام 2020).

المصدر: الأناضول