الجمعة، 21 نيسان، 2023
أعلنت معظم
الدول العربية أمس رؤية الهلال، وبالتالي العيد اليوم، بينما لسان حال المواطنين
يقول «عيد بأي حال عدت يا عيد»، إذ يكابدون في بلدانهم للحصول على لقمة العيش في
ظل أزمات اقتصادية وسياسية صعبة وغلاء فاحش للأسعار.
ففي مدينة الباب
شمال سوريا وأمام واجهة محل يعرض ألبسة أطفال، تشير السيدة أمينة إلى «طقم
بنّاتي»، وتقول لـ«القدس العربي» «ثمنه 550 ليرة تركية، الأسعار مرتفعة جداً».
وتضيف أنها لن تستطيع أن تشتري ثياب العيد لكل أولادها، إلا بعد أن تستدين من
أقاربها، مبينة أن دخل زوجها لا يتجاوز الـ1700 ليرة تركية (أقل من 100 دولار).
ويقول سعد نعمة
وهو صاحب محل لبيع الإكسسوار في مدينة مارع الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حلب
الشمالي لـ»القدس العربي» إن «الإقبال أقل بكثير من موسم العيد الماضي، فمع كل عيد
يزداد الوضع الاقتصادي صعوبة».
وفي مدينة حلب،
أكدت صحيفة «الوطن» أن أصحاب محال الألبسة في المدينة رفعوا أسعار معروضاتهم 50 في
المئة قبيل حلول عيد الفطر، وذلك بعد زيادتها 3 أضعاف مقارنة بشهر رمضان الماضي.
وفي دمشق أكد
رئيس «الجمعية الحرفية لصناعة البوظة والحلويات»، بسام قلعجي، أن «نسبة 80 في المئة
من السوريين باتوا أخيراً يشترون الحلويات بالقطعة». ويشعر اللاجئون الفلسطينيون
في العراق بحرمان يذيقهم مرارة الحسرة وهم على أعتاب حلول عيد الفطر السعيد. وقال
ناشط وإعلامي فلسطيني في العراق، الخميس، إن اللاجئين الفلسطينيين في العراق سرقت
منهم فرحة العيد على مدار سنواتٍ طويلة، لا سيما الأطفال المحرومين من أبسط حقوقهم
الإنسانية كباقي أطفال العالم.
وأضاف الإعلامي
حسن الخالد، من بغداد، في حديث خاص لوكالة «صفا»، أنّ الكبار سرقت منهم الابتسامة
وأصابهم الهم والحزن لعدم مقدرتهم على تلبية احتياجات أطفالهم، ولأن الكثير من
الأسر الفلسطينية أصبحت اليوم تشعر بالغربة؛ بعد تشتت أفرادها في أكثر من 52 دولة.
وأوضح أنّ نحو 6
آلاف لاجئ فلسطيني في العراق يعانون أوضاعًا مادية ومعيشية سيئة للغاية، في ظل
حرمانهم من معظم حقوقهم كلاجئين.
وحول أوضاع
اللاجئين الفلسطينيين في العراق في شهر رمضان، بيّن الخالد أنّ الشهر الفضيل مرّ
على الفلسطينيين وهم يعيشون تحت خط الفقر، وفي ظل ظروف اقتصادية ومعيشية قاسية،
جعلتهم ينتظرون المساعدات من أهل الخير والجمعيات حتى وإن كانت قليلة. وأشار إلى
ارتفاع نسبة البطالة بين أوساط اللاجئين الفلسطينيين، إضافة إلى انتشار الفقر، حتى
أصبح 70 % منهم تحت خط الفقر، بفعل ما يمر به العراق من أزمة مالية واقتصادية
خانقة، إضافة إلى انخفاض الدينار العراقي مقابل الدولار، ما أدى إلى ارتفاع جميع
الأسعار، وأصبحت الحياة ذات تكلفة عالية على اللاجئ الفلسطيني. ولفت الناشط
الفلسطيني إلى أنّ إلغاء القرار 202 وحرمان اللاجئين الفلسطينيين من الكثير من
الحقوق مثل التقاعد، والرعاية الاجتماعية، والتوظيف، إلى جانب قرار المفوضية
السامية لشؤون اللاجئين بوقف برنامج «بدل الإيجار»، زاد من معاناتهم المعيشية، حيث
أصبح اللاجئ يعمل لساعات طويلة حتى يُؤمن احتياجات أسرته، إن استطاع ذلك.
واشتكى الخالد
من عدم وجود جمعيات أو منظمات إغاثية تساعدهم في معيشتهم، قائلا: «إن وجدت فإن
نسبة ما تقدمه من مساعدات للاجئين لا تكفي الجميع».
وطالب بضرورة
التحرك الحقيقي من قبل جميع الأطراف الفلسطينية و الدولية الرسمية منها والشعبية،
لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين في العراق، والعمل على إرجاع حقوقهم المسلوبة؛ حتى
يعيش اللاجئ الفلسطيني حياة كريمة تتوفر فيها أبسط مقومات الحياة.
وفي بيروت تدير
شقيقتان توأمان لبنانيتان مبادرة إنسانية باسم «تياب (ثياب) العيد» في محاولة
لتخفيف الأعباء عن أسر فقيرة في ظل ظروف اقتصادية صعبة للغاية يمر بها البلد.
وأطلقت الصحافية شيرين والمحامية دارين قباني المبادرة قبل 8 سنوات عبر «فيسبوك»،
بدعوة الميسورين إلى التبرع بما تفيض به خزائن ملابسهم خلال شهر رمضان وعيد الفطر.
وحظيت المبادرة باستجابة واسعة من لبنانيين في داخل وخارج البلد، ما حفزّ
الشقيقتين على استئجار محل وسط العاصمة بيروت، مما سهَّل على المحتاجين استلام
التبرعات.