الفرص المتاحة لاستيعاب فلسطيني العراق في الأراضي الفلسطينية
الجمعة، 07 تشرين الأول، 2011
عقدت دائرة شؤون اللاجئين في حركة المقاومة الإسلامية حماس ظهر الخميس 06/10 ورشة عمل لمناقشة آليات وحلول حول "الفرص المتاحة لاستيعاب فلسطيني العراق في الأراضي الفلسطينية", وذلك بحضور منسق لجنة اللاجئين في المجلس التشريعي الدكتور عاطف عدوان, والنائب في المجلس التشريعي عن كتلة حماس البرلمانية الدكتور مروان أبو راس, ونخبة من الأكاديميين, وقادة الفصائل الفلسطينية, في نقابة المهندسين في قطاع غزة.
وتأتي هذه الورشة, بعد ورود العديد من التقارير التي تفيد عن تعرض اللاجئين الفلسطينيين في العراق للملاحقة والقتل وتشريد, خصوصاً في مجمع البلديات في بغداد, إضافة لفرار العديد منهم من ديارهم واستقرارهم على الحدود السورية والحدود الأردنية العراقية, فيما أوصى الحضور على ضرورة تشكيل لجنة وطنية تضم الحكومة والفصائل الفلسطينية, وذلك للبدء بخطوات عملية تكون من أولوياتها, عمل إحصائيات كاملة ودقيقة حول أعداد اللاجئين الفلسطينيين في العراق, ورصد الانتهاكات والتجاوزات التي يتعرض لها اللاجئون.
الدكتور عاطف عدوان قال: (بأن حدود قطاع غزة متاحة لكل الفلسطينيين), لكنه استطرد بأن غزة ستكون بمثابة "محطة انتقالية" لهم لحين تحقيق عودتهم على أرضهم المحتلة عام الـ 48, لكنه حذر في نفس الوقت من ما أسماه "بعد سياسي سلبي" لهذه العودة, في إشارة لما يروج له الصهاينة من عودة اللاجئين في الخارج لأراضي الضفة الغربية وقطاع غزة, وتخليهم عن أراضيهم المحتلة عام الـ 48, وقال: (نحن ضد تطبيق الرؤية الصهيونية لهذا المشروع, لكن علينا أن نضع في اعتبارنا معاناة هؤلاء اللاجئين, والعمل الجاد لتخليصهم من عذابهم), كما وجه دعوة للحكومة في رام الله لمحاولة إيجاد حلول لهم, وتقديم العون لقضيتهم.
من جانبه أكد الدكتور مروان أبو راس على ضرورة تأسيس هيئة لمتابعة أحوال اللاجئين الفلسطينيين في العراق, وشدد على ضرورة التواصل الرسمي والدبلوماسي من قبل الحكومة الفلسطينية بالحكومة العراقية لتوفير الحماية القانونية اللازمة بما يضمن حقوقهم, كما دعا لضرورة توفير مساعدات طارئة وعاجلة للاجئين الفلسطينيين المقيمين على الحدود العراقية مع سوريا والأردن, أو محاولة استضافتهم في دول عربية أخرى, بعيدا عن النزاعات والحروب, إضافة لضرورة العمل الجاد من أجل إبراز قضيتهم إعلامياً وعالمياً, وذكر بأن النواب في المجلس التشريعي قد نظموا عدد من الزيارات لهم, ودعا لتكثيف هذه الزيارات للتأكيد على التواصل بين الفلسطينيين في الداخل والخارج, وتقديم المساعدة لهم.
مخاوف وتحذيرات
من جهة أخرى حذر المجتمعون من ما أسموه "مخاوف سياسية سلبية" لهذا المشروع, وأهمها المساحة الجغرافية الضيقة والكثافة السكانية العالية التي يعاني منها قطاع غزة, إضافة للظروف الاقتصادية الصعبة, والحصار الصهيوني, كما حذروا من تحول قضية اللاجئين الفلسطينيين في العراق "من قضية سياسية لقضية إنسانية", داعين لضرورة توحيد الخطاب الإعلامي بشكل لا يؤثر على اللاجئين في الدول المستضيفة لهم, كما حذروا من أن تتماشى هذه الخطوة مع الطرح الصهيوني في رؤيته لحل قضية اللاجئين, والاكتفاء بعودتهم لحدود الضفة وغزة, مشددين على ضرورة ضمان حقهم في العودة لأراضيهم في الـ 48, فيما أكدوا وجود مؤامرة من قبل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين على قضية اللاجئين الفلسطينيين في العراق من خلال ترحيلهم إلى دول مثل البرازيل وغيرها, و من ثم تنصلها الكامل عن مسؤولياتها تجاههم.
أين منظمة التحرير؟
من جهة أخرى استغرب الحاضرون غياب دور منظمة التحرير الفلسطينية, والسفارة الفلسطينية في بغداد, وعدم تحركهم في اتجاه إيجاد الحلول اللازمة لقضيتهم, والتخفيف من معاناتهم, أو تسليط الضوء على قضيتهم, ودعوا منظمة التحرير الفلسطينية لاتخاذ خطوات عاجلة تعمل على تسوية أوضاعهم.
هجمات يومية
نائب رئيس جمعية الإخوة العراقية الفلسطينية أ.سعد المسلماني الذي شارك في الورشة, أضاف بأن "الاحتلال الأمريكي للعراق قد جلب الخراب والدمار للفلسطينيين هناك" على حد وصفه, وذكر بأن الفلسطينيين في العراق يتعرضون لـ"هجمات يومية منظمة", وهناك مضايقات مستمرة بحقهم في مجمع البلديات حيث تداهم بيوتهم قوات من مغاوير الداخلية العراقية دون أي أمر قضائي, ويقومون بعمليات استفزازية وعمليات اعتقال دون أي ذنب, كما أضاف لتعرض اللاجئين الفلسطينيين في العراق لعمليات تشريد وقتل من قبل ميليشيات غير عراقية تابعة لأحزاب لها مصالح في إنهاء الوجود الفلسطيني في العراق, مطالباً بدور فعال للسفارة الفلسطينية في بغداد.
واقع مرير
أبو وائل وشاح أحد الفلسطينيين الفارين من جحيم العراق على حد وصفه, تحدث بشكل موسع عن معاناة اللاجئين الفلسطينيين في العراق, واصفاً وضع الفلسطينيين في العراق "بالمرير" وأضاف بأن عدد العائلات التي نجحت في الهرب من موت محقق كان يلاحقهم في العراق, هي 16 أسرة, نجحوا في دخول قطاع غزة بعد رحلة معاناة لاحقتهم, وتعسر تنقلهم من دولة لأخرى بسبب الوثائق والإقامة, موضحاً بأن معاناتهم بدأت مع بداية العدوان الأمريكي على العراق عام 2003, من جهته دعا الحكومة في غزة للنظر لقضيتهم "بعين العطف" وإعطائهم حق الأولوية لتوفير فرص عمل تكفل لهم العيش الكريم بين أهلهم.