الفلسطينيون يحيون ذكرى «يوم الأرض» بمسيرات
وفعاليات جماهيرية تؤكد على الوحدة وخيار المقاومة
الخميس، 31 آذار، 2016
أحيا الفلسطينيون في كافة المناطق الفلسطينية
يوم أمس، الذكرى الأربعين لـ«يوم الأرض» من خلال فعاليات جماهيرية أكدت التشبث بالحقوق
المشروعة وفي مقدمتها العودة وتقرير المصير. ودعت إلى ضرورة مواصلة المقاومة بكل أشكالها
ضد الاحتلال. وفي قطاع غزة خرجت مسيرة جماهيرية بدعوة من الفصائل، وصلت إلى مشارف معبر
«إيرز»، للتنديد بالسياسات الاحتلالية.
وخرجت جماهير غفيرة في مسيرة حاشدة دعت
لها القوى الوطنية والإسلامية، لإحياء فعالية «يوم الأرض»، انطلقت من عزبة عبد ربه،
إلى بوابة معبر بيت حانون «إيرز» شمال قطاع غزة.
ورفع المشاركون أعلاما فلسطينية ولافتات
تندد بالاستيطان الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية، وتؤكد على تمسك الفلسطينيين بالأرض،
وكتب عليها «لن نتنازل عن الأرض الفلسطينية»، و»لن نتنازل عن أرضنا»، كما هتف المشاركون
ضد الاحتلال.
وتقدم صفوف المسيرة قادة العمل الوطني والإسلامي.
وأكد الدكتور زكريا الأغا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الذي ألقى كلمة الفصائل
على ضرورة تحقيق الوحدة الفلسطينية، لمواجهة السياسات الإسرائيلية.
وأكد استمرار الشعب الفلسطيني في نضاله
من أجل نيل حقوقه الوطنية الثابتة الممثلة في حق العودة وتقرير المصير، وإقامة الدولة
الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني لا يزال يواجه
«سياسة التطهير العرقي» ومصادرة الأراضي. وأكد أنه لن يكون هناك أمن ولا استقرار في
المنطقة، إلا إذا تم الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وحل قضيته العادلة.
من جهته أكد الدكتور أحمد بحر، النائب الأول
لرئيس المجلس التشريعي، والقيادي في حركة حماس، دعمه بهذه المناسبة التي تتطلب الوحدة،
لتشكيل حكومة وحدة وطنية، تتبنى برنامج المقاومة والثوابت الفلسطينية.
وأشار إلى استمرار الشعب الفلسطيني في
«انتفاضة القدس» حتى دحر الاحتلال، مؤكدا على وحدة الشعب على تحرير الأرض.
إلى ذلك شهد قطاع غزة عدة فعاليات جماهيرية
أخرى إحياء لذكرى «يوم الأرض»، فنظمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، فعالية تضمنت
زراعة أشجار الزيتون في أراضي المواطنين المجرفة، شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة.
وضمن فعاليات الزراعة التي يعبر فيها الفلسطينيون
عن تمسكهم بالأرض، نظمت جمعيات وهيئات أهلية العديد من هذه الفعاليات، في مناطق قريبة
من الحدود، وأخرى وسط المدينة، حيث أشرفت الجامعة الإسلامية على حملة غرس أشجار الكينا،
في أحد شوارع غزة. كما نظمت قوى اليسار الخمس وهي الجبهتان الشعبية والديمقراطية، وحزب
الشعب وفدا المبادرة الوطنية، مسيرة جماهيرية انطلقت من أمام منطقة «القلعة» وسط مدينة
خانيونس، واتجهت حتى مكتب تشغيل «الأونروا» في المدينة.
وفي ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، جرى الاحتفال
بأكبر جدارية رسومات، توسطها مجسم لقبة الصخرة، حيث شملت هذه الرسومات التي أحيت ذكرى
«يوم الأرض» الأحداث اليومية الثورية للشعب الفلسطيني على مدار تاريخ الصراع مع الاحتلال
الإسرائيلي.
وبلغ طول الجدارية 2300 متر وشارك بتشكيلها
نحو 300 فنان تشكيلي من قطاع غزة، نظمتها جمعية الثقافة والفكر الحر، وتتحدث عن بداية
الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وصولاً إلى انتفاضة القدس.
وقامت وزارة الإعلام في هذه الذكرى بفعالية
تذكارية، تضمنت زراعة أشجار بأسماء الصحافيين الذين استشهدوا خلال الحرب الأخيرة على
غزة، وذلك في ساحة «السرايا» وسط مدينة غزة، فيما قامت بلدية المدينة أيضا بإقامة معرض
تراثي بهذه المناسبة.
وإضافة إلى هذه الفعاليات قامت دائرة شؤون
اللاجئين في حركة حماس بمناسبة الذكرى الأربعين ليوم الأرض الفلسطيني، بإطلاق حملة
إلكترونية للتغريد عبر وسائل التواصل الاجتماعي على»تويتر» و»فيسبوك» على الوسم الخاص
بالحملة #يوم_الأرض.
ونظم أيضا قطاع المرأة في حركة فتح حملة
للتأكيد على أحقية الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وتقرير مصيره، شملت رفع المشاركين
الأعلام الفلسطينية، وارتداء الملابس التراثية، خلال فعالية قرب الحدود الشرقية لمدينة
خانيونس جنوب القطاع، شملت أيضا إطلاق بالونات في الهواء مزينة بألوان العلم الفلسطيني.
وفي مثل هذا اليوم في عام 1976، شهدت مناطق
48 إضرابا شاملا، وحاولت القوات الإسرائيلية كسر الإضراب بالقوة، فأدى ذلك إلى صدام
بين المواطنين والقوات الإسرائيلية، أسفر عن استشهاد عدد من الفلسطينيين من عدة مناطق.
وجاء الإضراب بعد قرار السلطات الإسرائيلية
مصادرة نحو مليون ونصف مليون دونم من أراضي الفلسطينيين داخل الخط الأخضر.
وأصدرت الفصائل الفلسطينية بهذه المناسبة
العديد من البيانات، أكدت على استمرار النضال الفلسطيني حتى تحرير فلسطين.
وأكد القيادي في حركة حماس يحيى موسى، أن
الأرض الفلسطينية «لا تقبل القسمة بيننا وبين الاحتلال الغاصب».
وأضاف في تصريحات خلال زراعة أشتال زيتون
قرب الحدود «إن شعبنا لا يقبل قسمة أرضه، وهو شعب واحد في الداخل والشتات وفي كل أماكن
تواجده على الأرض الفلسطينية»، لافتاً إلى أن شعبنا يتطلع لقيادة واحدة على مستوى آماله
وتطلعاته.
وقالت الجبهة الشعبية إن انتفاضة يوم الأرض
الخالد عام 1976، أكدت «بطلان وزيف الأسطورة الصهيونية التي روجوا لها لاغتصاب فلسطين»،
والتي تقوم على «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض».
وأكدت إن انتفاضة الشباب المعمدة بالتضحيات
الجسام «تبشر بانتفاضة شاملة مستمرة وتتطور بقدر توفير مرتكزات الدعم والمشاركة والحماية
الوطنية لها رسمياً وشعبياً»، وفي حديثها عن لانتفاضة الحالية التي تشهدها المناطق
الفلسطينية قالت إنها أكدت على «استحالة الرهان على سراب المفاوضات».
ودعت الجبهة الشعبية لأهمية وأولوية توحيد
وتعزيز النضال المشترك لجماهير الشعب في مناطق الـ 1948 مع الكل الوطني وبالجمع بين
الحقوق المدنية والحقوق الوطنية والقومية لعموم الشعب الفلسطيني.
وأكدت على ضرورة «مواجهة وتعرية الممارسات
الصهيونية العنصرية وفضحها»، وكذلك طالبت بإعادة ترتيب الأولويات الوطنية بترتيب البيت
الفلسطيني وتنفيذ الاتفاقيات الوطنية المتفق عليها. وشددت على ضرورة «إنهاء الرهان
على المفاوضات ومغادرة كل أشكال التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال رسمياً وفردياً،
وتنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني بشأن العلاقات مع الكيان الصهيوني، والتخلّص
من قيود الاتفاقيات الموقعة معه».
وشددت على ضرورة مواجهة وإحباط مشروع «الدولة
اليهودية» على طريق تحقيق الهدف الاستراتيجي بفلسطين الدولة الواحدة الديمقراطية التي
يتحقق فيها عودة اللاجئين.
من جهتها أكدت جبهة التحرير الفلسطينية،
أن ذكرى يوم الأرض الخالد، تجدد الأمل بمواصلة مسيرة كفاح الشعب الفلسطيني التحرري،
رغم التحديات والصعاب، وتشحذ الهمم لـ «التمسك أكثر فأكثر بالأرض والحفاظ عليها، والدفاع
عنها، واستعادة ما اغتصب منها، مهما غلت التضحيات».
وأكدت أنه بهذه الذكرى لتي تجسّد وحدة الأرض
والشعب تكون ركيزتها الأساس «إنهاء الانقسام البغيض، ومواصلة المقاومة بكافة أشكالها
المتاحة والمشروعة».
من جهتها أيضا أكدت المبادرة الوطنية الفلسطينية
أن أحداث «يوم الأرض» ما زالت شاهدة على المشروع الاستيطاني الإسرائيلي، وشددت على
أن»المقاومة الشعبية هي الطريق لتقصير عمر الاحتلال وتغيير ميزان القوى المختل».
وأكد حزب الشعب أن «يوم الأرض» أصبح راسخاَ
في وجدان وحياة الشعب الفلسطيني بفعل الانتفاضة، وأنه مثل تحدياَ بارزاَ لـ «العنصرية
الإسرائيلية»، وتأكيداَ معمداَ بالدم على رفضه لكل مشاريع الاقتلاع والترحيل وتهويد
الأرض الفلسطينية.
المصدر: القدس العربي