القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الفلسطينيون يحيون ذكرى "يوم الأرض" بمظاهرات في الضفة وغزة

الفلسطينيون يحيون ذكرى "يوم الأرض" بمظاهرات في الضفة وغزة

رام الله/غزة 30 مارس 2014 / أحيا الفلسطينيون الذكرى السنوية الثامنة والثلاثين لـ"يوم الأرض" الفلسطيني اليوم (الأحد) بمسيرات جماهيرية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة تخللها مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في عدة مناطق.

فقد تظاهر عشرات الفلسطينيين اليوم عند حاجز (نتانيا) العسكري غربي طولكرم في شمال الضفة الغربية، حسب مصادر محلية وشهود عيان.

وردد المتظاهرون عبارات تندد "بالاحتلال" الإسرائيلي وممارساته، وأخرى تؤكد على التمسك بالأرض الفلسطينية، والحق في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، إلى جانب دعوات لإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي.

وخلال التظاهرة اندلعت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الجيش الإسرائيلي، حسب المصادر وشهود العيان.

وقال هؤلاء لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن عددا من المتظاهرين أصيبوا بحالات اختناق جراء إطلاق الجيش الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم بالقوة.

وفي السياق، شارك ناشطون ضد الاستيطان وجدار الفصل الإسرائيلي ومزارعون ومتضامنون أجانب، في زراعة شتلات زيتون في أراض مهددة بالمصادرة في بلدة الخضر جنوب بيت لحم إحياء ليوم الأرض.

وجرى خلال الفعالية زراعة 400 شتلة زيتون في أراضي منطقة الثغرة الواقعة ما بين مستوطنتين إسرائيليتين، فيما تصدت القوات الإسرائيلية لمحاولة زراعة شتلات في أراض مهددة بالمصادرة في البلدة.

وحسب المصادر المحلية، فإن قوات الجيش "اعتدت" على المشاركين في الفعالية بالضرب بالأيدي وبأعقاب البنادق لمنعهم من الوصول إلى الأراضي المهددة بالمصادرة.

وفي جنين زرع ناشطون 100 شتلة زيتون في بلدة يعبد جنوب المدينة وسط تأكيد على مواجهة مصادرة السلطات الإسرائيلية للأراضي في البلدة التي كان آخرها الاستيلاء على 17 ألف دونم، بحسب ما أفادت مصادر فلسطينية.

وفي قطاع غزة تظاهر عشرات الفلسطينيين قرب السياج الفاصل مع إسرائيل عند منطقة موقع (ناحل عوز) العسكري شرقي مدينة غزة، وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية ولافتات ترفض "الاحتلال" الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وخلال التظاهرة أطلقت مجموعات شبابية تطلق على نفسها اسم "ائتلاف شباب الانتفاضة" مهرجانا تحت عنوان "ملح الأرض" للتأكيد على التمسك بالأرض الفلسطينية.

وطالبت تلك المجموعات التي تقول إنها لا تنتمي إلى أي فصيل أو حزب فلسطيني في بيان وزع خلال الفعالية، المجتمع الدولي بالتدخل الجاد لوقف "سياسة التهويد وتكريس الاحتلال من قبل إسرائيل وإعادة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني".

ولم يحدث خلال التظاهرة احتكاك مع القوات الإسرائيلية المتمركزة خلف السياج الفاصل والتي كانت تراقب الشبان الفلسطينيين عن بعد، فيما انتشر في المكان عناصر من شرطة الحكومة المقالة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في القطاع.

وفي فعالية متزامنة أطلق شبان فلسطينيون طائرات ورقية في أجواء أطراف بلدة (خزاعة) شرقي خان يونس في جنوب القطاع غزة تأكيدا على التمسك بالأرض الفلسطينية.

ورفع المشاركون في الفعالية، لافتات منددة بالحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، وأخرى تطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي باللغتين العربية والإنجليزية.

كما تظاهر عشرات الفلسطينيين قرب حاجز (بيت حانون/إيرز) في شمال قطاع غزة، وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية، ولافتات تؤكد على التمسك بالأرض الفلسطينية ورفض وجود "الاحتلال" الإسرائيلي عليها.

وأكد القيادي في الجبهة (الديمقراطية) اليسارية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة خلال المظاهرة، أن ذكرى يوم الأرض "ستبقى راسخة على مر الأجيال ضد سياسة مصادرة الأراضي والضم والاقتلاع الإسرائيلية ".

وطالب أبو ظريفة السلطة الفلسطينية بـ "تجاوز حالة الانتظار والتوجه للأمم المتحدة وتقديم طلب الانضمام لكافة المؤسسات الدولية وخاصة محكمة الجنايات الدولية لوضع إسرائيل تحت طائلة المساءلة والمحاسبة".

إلى ذلك، نظمت القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة مهرجانا خطابيا في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع جرى التأكيد خلاله، على التمسك بكامل الأراضي الفلسطينية ورفض الاحتلال الإسرائيلي لها.

ورفع المشاركون في المهرجان الأعلام الفلسطينية، ولافتات تدعو إلى التمسك بالأرض والحقوق الفلسطينية وأخرى تطالب بعودة اللاجئين الفلسطينيين، بينها "هنا باقون وليرحل العابرون".

وقال القيادي في الجبهة الشعبية القيادة العامة لؤي القريوتي، في كلمة القوى خلال المهرجان، إن الشعب الفلسطيني "متمسك بحقوقه الثابتة رافضا كل محاولات تصفية قضيته".

وأشار القريوتي إلى تزامن ذكرى يوم الأرض مع تحديات خطيرة تواجه القضية الفلسطينية تتجلى باستمرار في الحصار ومصادرة الأراضي وبناء وتوسيع الاستيطان ومحاولات تهويد القدس.

وأكد أن مواجهة هذه الأخطار "تتطلب استمرار رفض القبول بالشروط الأمريكية ورفض كل أشكال الضغوطات ومحاولة فرض اتفاق إطار ينتقص من حقوق شعبنا في المفاوضات مع إسرائيل".

ودعا القريوتي إلى عدم تمديد المفاوضات وتحميل إسرائيل مسؤولية "رفضها" الإقرار بحق الشعب الفلسطيني في حق تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة.

من جهتها، أكدت حركة حماس في بيان بمناسبة ذكرى يوم الأرض، على التمسك الكامل بـ"كل شبر من أرض فلسطين، ورفض التنازل أو التفريط أو المساومة عن الأرض والمقدسات".

وقالت الحركة إن "مخططات الاحتلال الصهيوني المتسارعة في فرض أمر واقع عبر التهويد والاستيطان لن تفلح في تغيير أو طمس الحقائق".

وشددت على أن "المقاومة بكافة أشكالها وعلى رأسها المقاومة المسلحة هي السبيل الأمثل لاسترداد أرضنا "، معتبرة " أن المفاوضات التي ثبت فشلها لا تحقق أدنى تطلعات شعبنا ولن يجنى منها سوى المزيد من التنازل".

ويحيي الفلسطينيون في 30 مارس من كل عام ذكرى يوم الأرض، وذلك عندما أدى إعلان السلطات الإسرائيلية مصادرة 21 ألف دونم من أراضي الجليل والمثلث والنقب في عام 1976 إلى مظاهرات عارمة في صفوف الفلسطينيين داخل إسرائيل، ما أدى إلى سقوط ست ضحايا.

وقال تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في بيان أصدره اليوم بالمناسبة، إن إسرائيل تسيطر على أكثر من 85 في المائة من "أرض فلسطين التاريخية" التي تبلغ حوالي 27 ألف كم2، بينما يستغل الفلسطينيون حوالي 15 في المائة فقط من مساحة تلك الأراضي.

وذكر البيان أن عدد المواقع الاستيطانية والقواعد العسكرية الإسرائيلية مع نهاية العام 2013 في الضفة الغربية بلغ 482 موقعا، فيما بلغ عدد المستوطنين 563 ألفا و546 مستوطنا مع نهاية العام 2012.

ويتضح من البيانات أن 49.2 في المائة من المستوطنين يسكنون في القدس، حيث بلغ عددهم حوالي 277 ألفا و501 مستوطن منهم 203 ألاف و176 مستوطنا في الجزء الشرقي من المدينة.

وحسب البيانات تشكل نسبة المستوطنين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 21 مستوطنا مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في القدس بحوالي 69 مستوطنا مقابل كل 100 فلسطيني.

/مصدر: شينخوا/