الفلسطينيون ينتقدون مرشح الجمهوريين: تصريحاته عنصرية
رومني يغازل الممولين اليهود: ثقافتكم تضمن تفوقكم
السفير
اختتم المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية ميت رومني زيارة استمرت يومين إلى إسرائيل، أمس، بحصوله على حوالي مليون دولار من ممولين يهود أميركيين، استطاع كسب تأييدهم خصوصاً بعد اعترافه أمس الأول بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، واعتباره أن ثقافة اليهود تجعلهم أكثر قدرة وتفوقاً من الفلسطينيين.
وبعدما شدد في اليوم الاول من الزيارة على وجهة نظره الموحدة مع إسرائيل تجاه المشروع النووي الإيراني، اعتبر رومني في خطابه في حفل جمع التبرعات في فندق "الملك داوود" في القدس المحتلة، الذي حضره حوالي 40 ممولاً يهودياً، أن ثقافتهم سمحت لهم بأن ينجحوا على المستوى الاقتصادي أكثر من الفلسطينيين.
وقال رومني، "كنت أفكر هذا الصباح بينما كنت اتحضر للدخول الى هذه الغرفة بنقاش أجريته في الولايات المتحدة حول تصوراتي عن الاختلافات بين الدول"، مضيفاً "الفرق هو في الثقافة... عندما أتيت الى هنا ونظرت الى انجازات شعب هذه الامة، ادركت قوة الثقافة وحدها على الأقل، من بين أشياء أخرى". واستفاض المرشح الأميركي بشرحه لوجهة نظره، مشيراً إلى أن "نصيب الفرد من الناتج المحلي في إسرائيل وصل إلى حوالي 21 ألف دولار، فيما لا يزيد عن 10 آلاف دولار في الأراضي التي تديرها السلطة الفلسطينية، ما يظهر فرقاً صارخاً في الحيوية الاقتصادية"، من دون الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي لتلك الأراضي على الأقل.
وكانت النتيجة، أنه بعدما حصل في لندن على مليوني دولار من الجالية الأميركية، تلقى مليون دولار، في الحفل الذي حضره صاحب كازينو "لاس فيغاس" شيلدون أدلسون حليف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي وعد بدعم حملة رومني الانتخابية بحوالي 100 مليون دولار لكي يهزم الرئيس الديموقراطي باراك أوباما.
بدوره، وصف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات تصريحات رومني بالعنصرية، مشيراً إلى أن "ذلك الرجل لا يلحظ أن الاقتصاد الفلسطيني لا يحقق قدراته بسبب الاحتلال الإسرائيلي". وأضاف "يبدو لي أن ذلك الرجل (رومني) لا يملك المعلومات والمعرفة والرؤية، والفهم لهذه المنطقة وشعبها".
من جهته، انتقد المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم اعتراف رومني بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشيراً إلى أن تصريحاته "عنصرية ومتطرفة، ومنكرة للحق الفلسطيني، وإسهام في قلب الحقائق، وتزوير للتاريخ، وتضليل للرأي العام واستفزاز لمشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين". وأضاف أن الحركة تعتبرها "رخصة لتشجيع التهويد والاستيطان"، داعياً إلى "الإسراع في حماية القدس والدفاع عنها وتشكيل أقوى وأوسع شبكة أمان عربية إسلامية لها ووضع حد لكل ما يحاك ضدها".
البيت الابيض: على رومني ان يقدم المزيد من الايضاحات حول تصريحاته بشأن الفلسطينيين
الحياة الجديدة-واشنطن - ا.ف.ب - اعلن متحدث باسم البيت الابيض امس انه فهم ان تصريحات مثيرة للجدل لميت رومني حول الفلسطينيين اثارت الارتباك واعتبر انه يتوجب على المرشح الجمهوري ان يقدم المزيد من الايضاحات.
وكشف المتحدث غوش ايرنست ان الموقف الذي اعلنه رومني حول القدس "عاصمة اسرائيل" خلال زيارته لهذا البلد يتعارض مع الموقف الذي دافعت عنه الولايات المتحدة في عهود رؤساء ديمقراطيين او جمهوريين.
وقد اثار المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية ميت رومني امس غضب الفلسطينيين عندما ادلى بتصريح عزا فيه الفجوة الاقتصادية بينهم وبين الاسرائيليين الى فروقات "ثقافية".
وردا على سؤال بهذا الخصوص خلال لقائه اليومي مع الصحفيين في البيت الابيض، اعتبر ايرنست ان "احدى صعوبات أن تكون لاعبا على المسرح الدولي خصوصا عندما تسافر الى منطقة حساسة بهذا الشكل، هي ان تصريحاتكم تكون مراقبة عن كثب من حيث معناها والفروقات الضئيلة في التعبير ودوافعها".
واضاف "من البديهي ان بعض الاشخاص الذين درسوا هذه التصريحات احتاروا بها. ولكن اترك للحاكم رومني تقديم المزيد من الايضاحات حول ما كان يريد قوله".
وذكر المتحدث الاميركي بان موقف رومني الذي يخوض معركة الانتخابات الرئاسية ضد اوباما في السادس من تشرين الثاني "يختلف عن موقف هذه الادارة". واضاف المتحدث ان "موقف هذه الادارة هو ان العاصمة هي شيء يجب ان يتقرر عبر المفاوضات حول الوضع النهائي (للقدس) بين الطرفين".
واشار ايرنست الى ان هذا الموقف "كان نفسه موقف ادارات سابقة سواء ديمقراطية او جمهورية"، مضيفا "اذن، اذا رومني غير موافق على هذا الموقف فهو غير موافق ايضا على موقف اعتمده رؤساء مثل بيل كلينتون ورونالد ريغان".