"القدس العربي":
"إسرائيل" تروّج للسلام الاقتصادي.. مطار فلسطيني في أريحا ضمن خطة كيري
رام الله - وليد عوض: حرصت مصادر إسرائيلية متعددة خلال الايام الماضية على
الترويج بأن القادم من الادارة الامريكية من خلال وزير خارجيتها جون كيري الذي زار
المنطقة اكثر من مرة بهدف احياء عملية السلام، لن تتعدى مشاريع اقتصادية لتحسين
اوضاع الفلسطينيين مثل انشاء مطار خاص بهم في منطقة اريحا الى جانب مشاريع استثمارية
اخرى.
وفيما اعلن اكثر مسؤول فلسطيني عن رفض القيادة للسلام الاقتصادي بمعزل عن
السلام السياسي ذكرت مصادر إسرائيلية الاربعاء ان تنفيذ المشاريع الاستثمارية في
الضفة الغربية تأتي ضمن خطة السلام الاقتصادي ولن تكون مرتبطة بالتقدم السياسي بين
الفلسطينيين والإسرائيليين.
ونقلت اذاعة الجيش الإسرائيلي الاربعاء عن مصادر مطلعة في مكتب رئيس
الوزراء بنيامين نتنياهو على فحوى مقترحات كيري ان الاستثمارات ستتم عبر القطاع
الخاص الفلسطيني المتطلع الى شراكة مع الاقتصاد الإسرائيلي والعالمي بعيدا عن
تعقيدات التقدم في السلام ام عدمه.
وحسب المصادر الإسرائيلية فان مقترحات كيري التي طرحها في زيارته الاخيرة
للمنطقة تشمل كذلك اطلاق سراح اسرى فلسطينيين معتقلين منذ ما قبل اتفاق اوسلو
1993، ونقل السيطرة الامنية عن مناطق بالضفة الغربية للسلطة الفلسطينية، الى جانب
وقف طرح عطاءات للاستيطان خاصة في منطقة القدس الشرقية والاكتفاء بالعطاءات
الحالية.
وحسب المصادر الإسرائيلية فان الرزمة الاميركية التي ستطرح - في ظل عدم
حصول تقدم على صعيد استئناف المفاوضات على اساس حدود عام 1967- ستشمل اتجاهات
اقتصادية واعلامية وثقافية مترابطة لوقف التحريض في وسائل الاعلام وزرع مفاهيم
التعاون والسلام والتعايش والتبادل الحضاري بين إسرائيل والفلسطينيين والشعوب
العربية في ظل انعكاسات الربيع العربي الاقليمية والدولية وضرورة استغلالها لخدمة
السلم الدولي.
وادعى موقع ‘تيك ديبكا’ الإسرائيلي إن كيري اقترح على رئيس الوزراء الإسرائيلي
والرئيس الفلسطيني جملة مقترحات اقتصادية وسياسية في محاولة منه لإعادة الإطراف
إلى طاولة المفاوضات.
وحسب الموقع فان الولايات المتحدة وإسرائيل والفلسطينيين فرضت تعتيما على
تفاصيل الاقتراحات التي قدمها كيري، مشيرة الى ان هناك بعض التفاصيل التي رشحت عن
المقترحات الأمريكية ومنها إقامة مطار فلسطيني قرب مدينة أريحا يلغي ارتباط
الفلسطينيين بمطار تل أبيب.
ووفقا للموقع الإسرائيلي ومصادره ستقام إلى جانب المطار شركة طيران وطنية
فلسطينية يشكل أسطولها الجوي همزة وصل بين الدولة الفلسطينية المستقبلية ودول
أوروبا وأمريكا وبقية العالم، وستمر الطائرات الفلسطينية عبر المجال الجوي
الإسرائيلي بعد تنسيق رحلاتها مع أبراج المراقبة الجوية الإسرائيلية، وستكون
الإجراءات والترتيبات الأمنية داخل المطار في يد السلطة الفلسطينية بالكامل، لكن
إسرائيل ستراقب حركة المسافرين عبر اجهزة الحواسيب وكاميرات مراقبة بما يشبه
الترتيبات الأمنية التي كانت سائدة على معبر رفح عام 2006.
وتقضي خطة كيري وفق المصادر الإسرائيلية بتحويل كامل منطقة أريحا إلى مركز
اقتصادي يشهد وضع الأساسات الاقتصادية الأولى للدولة الفلسطينية المستقلة حيث
يقترح كيري الى جانب مشروع المطار السماح للسلطة بإقامة مصنع بوتاس في منطقة
‘غالية’ شمال البحر الميت، مشيرة المصادر الى ان كيري طالب إسرائيل بالانسحاب من
تلك المنطقة التي يوجد فيها مستوطنة ‘كيبوتس غالية’ وتسليمها للسلطة، لكن ليس من
الواضح فيما إذا كانت إسرائيل ستخلي ‘الكيبوتس? المذكور ام انه سيبقى مكانه.
وتعتبر الخطة الأمريكية انسحاب إسرائيل من شمال البحر الميت الانسحاب الأول
ضمن سلسلة انسحابات أو سلسلة من عمليات نقل الصلاحيات في مناطق الضفة الغربية بما
يسمح بإمكانية تحقيق المفاوضات الثلاثية المتوقعة ‘الأمريكية الإسرائيلية الفلسطينية’
تقدما.
وأشار الموقع الإسرائيلي إلى خطط ومقترحات كيري سابقة الذكر كجزء من خطته
الأصلية الهادفة إلى تحسين الوضع الاقتصادي الفلسطيني الخطة التي توقع لها وزير
الخارجية الامريكي برفع قيمة الناتج القومي الفلسطيني الخام بنسبة 5 بالمئة وتخفض
نسبة البطالة بما يعادل الثلثين من 21 بالمئة حاليا إلى 8 بالمئة خلال السنوات
الثلاثة المقبلة.
القدس العربي، لندن، 30/5/2013