"القسام" والاحتلال من ينتصر أخيراً
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
بعد إعلان كتائب القسام أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام انتهاكات الاحتلال الصهيوني، وترجمتها لهذا الأمر على أرض الواقع بدخولها المعركة وبقوة في التصعيد الأخير، وانتهاء تلك الجولة من التصعيد دون تحقيق الاحتلال أي نصر يذكر، لقي هذا الأمر انتقادات داخل جيش الاحتلال كونه لم يأخذ فرصة توجيه ضربات قاسية لحماس، وقد نشرت كبرى الصحف العبرية تقريرا مفصلا يظهر انزعاج الجنرالات الاحتلال من المستوى الأول في قيادة الجيش والمستوى السياسي لأنهم لم يسمحوا لهم بتوجيه ضربات قاسية ضد حماس، مثلما سمح لهم من قبل ضد الجهاد الإسلامي، وجاء في التقرير أنه ورغم استخدام حماس صواريخ طويلة المدى وتقوي موقفها إلا أن رد جيش الاحتلال كان رقيقا ما يجعل القول أكيداً أن رد الاحتلال كان بموجب حسابات استراتيجية مع مصر ولأسباب سياسية في منطقة أخرى، وليس ردا عسكريا.
المواجهة قادمة
المحلل السياسي والمختص بالشؤون الصهيونية الدكتور عدنان أبو عامر أكد أن موجة التصعيد الأخيرة لم يوجه الاحتلال الصهيوني فيها ضربة قاضية لحماس، واستطاعت حماس خلالها أن ترفع من حدة صواريخها وتستهدف مواقع عسكرية، وخلالها كان لجيش الاحتلال السبق في الضربة الأولى، ولكن كانت حماس صاحبة الضربة الأخيرة، ولخروجهم من هذه الموجة بفشل أدى ذلك إلى تلك الحالة من الاستيلاء.
وقال أبو عامر في تصريح خاص لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "أن المواجهة الكبرى بين حماس والاحتلال الصهيوني قادمة لا محالة، ولكن الظروف السياسية في المنطقة غير ناضجة لاستفراد الاحتلال بقطاع غزة، ولهذا هو يرجئ تلك المواجهة إلى أن تستقر تلك الظروف الإقليمية".
وأوضح المحلل السياسي أن البديل عن فتح مواجهة مع حماس هو اجتياحات صغيرة، أو تصعيد ليومين أو ثلاثة وينتهي، مستبعداً أن يجرأ الاحتلال على استهداف الصف الأول من القيادة السياسية أو العسكرية لحماس، لأنها لا تريد إرباك الساحة في قطاع غزة.
الموقف محرج
من جهته؛ أكد المحلل السياسي باسم أبو عطايا أن قادة الأجهزة العسكرية والسياسية في كيان الاحتلال يحاولون استغلال أي فرصة لضرب حركة حماس، ومثل هذه التصريحات ليست للمرة الأولى وليست الأخيرة، وهم دائماً يحملونها المسؤولية الكاملة عن كل ما يجري في قطاع غزة وحتى وإن لم تشارك، ولكن هذه المرة كانت محرجة أكثر لحكومة الاحتلال لأن حماس دخلت هذه المعركة بقوة وأعلنت ذلك، ولكن دور حكومة الاحتلال لم يكن بحجم القوة والتحدي لكتائب القسام.
وقال أبو عطايا في تصريح خاص لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "لا أعتقد أن مثل هذه التصريحات قد تجر المنطقة إلى حرب، والدليل أن رد الاحتلال على إطلاق الصواريخ كان بشكل محدود ومنضبط، وكيان الاحتلال لا يريد أن يدخل حرب في هذا الوقت بالتحديد، وهناك كثير من الملفات على طاولة الحكومة الصهيونية أولى من الحرب على غزة".
وأشار المحلل السياسي أنه ليس من المستبعد إقدام الاحتلال على اغتيال قيادات، وأن هذا الغضب داخل جنرالات جيش الاحتلال ممكن أن يستفز قادة الجيش ضربة لقيادات حركة حماس العسكرية أو السياسية.
ويبدو بعد هذا التقرير أن قادة جيش الاحتلال يريدوا أن يثأروا لكرامتهم أمام جنودهم وجنرالاتهم، فعاد التصعيد من جديد على قطاع غزة بس حالة الهدوء التي شهدها القطاع، ظاناً أنه بذلك ممكن أن يحقق مكاسب يرضي بها جيشه، ولكن كتائب القسام تقف لهم بالمرصاد بعد أن أعادت وأعلنت أنها جاهزة للرد على ممارسات الاحتلال التعسفية، واستباحته دماء أبناء شعبنا.