القيادي عزام: واثقون أن ورشة البحرين وصفقة القرن
ستفشلان فشلاً ذريعاً
الإثنين، 17 حزيران، 2019
أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي الشيخ
نافذ عزام، أن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، كانت عند كلمتها والتزمت بالتفاهمات
مع الجانب الإسرائيلي التي تمت عبر الوسطاء (المصري والقطري والأممي)، إلا أن الاحتلال
يماطل في الالتزام، وما حدث خلال الأيام القليلة الماضية هو تلكؤ الاحتلال بالالتزام
بالتفاهمات؛ ولكن تدخل الوسطاء (المصري – القطري) من جديد ووصول المبعوث الأممي لعملية
التسوية لقطاع غزة ميلادينوف، ساهم في التزام الاحتلال بإدخال الأموال القطرية لقطاع
غزة.
وقال عزام في حديث خاص لـ "فلسطين اليوم"،
عندما تمت التفاهمات مع الاحتلال عبر الوسطاء احترم الفلسطينيون كلمتهم وكان من الضروري
أن يكون هناك تنفيذ من قبل إسرائيل، وهو ما يسعى إليه المصريون والقطريون باستمرار.
وأضاف أن ما يهمنا كفلسطينيين هو أن يكسر الحصار وتخف معاناة شعبنا.
وأوضح عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي،
أن هناك أشياء تحققت على الأرض من التفاهمات، وأشياء قطعت أشواط كبيرة سواء ما يتعلق
بخط الكهرباء وموضوع إقامة مستشفى على حدود قطاع غزة الشمالية بتمويل قطري، وموضوع
المنطقة الصناعية في شمال قطاع غزة والتي سيكون للأمم المتحدة دوراً واضحاً فيها، وموضوع
الأموال والاستثمارات، مستدركاً أن هناك موضوعات لم تنجز بعد، دون أن يذكر تفاصيل هذه
الموضوعات التي لم تنجز.
وشدد القيادي عزام، على أن هذه القضايا الإنسانية
في قطاع غزة وجاءت لأن شعبنا يعيش معاناة كبيرة والجهود تهدف للتخفيف عن شعبنا، نافياً
أن تكون مثل هذه الخطوات تساهم في تعزيز فصل غزة عن الضفة الغربية. وأكد أن تحقيق الوفاق
الداخلي سينفي هذه الشبهات تماماً.
وقال: لا نظن أن المساعدات التي تقدم لغزة في ظل
التفاهمات لا يمكن على الإطلاق أن تفهم على أنها تعزز انفصال غزة. وأضاف أن هناك مشكلة
قائمة في غزة يجري العمل على حلها وهذا بعيداً عن البرامج السياسية، مشيراً إلى أن
الكل في قطاع غزة مُصر ويقف بقوة ضد أي مسعى لفصل قطاع غزة أو تفتيت القضية الفلسطينية.
وحول دعوات قادة الاحتلال الإسرائيلي لرئيس الحكومة
بنيامين نتنياهو بتوجيه ضربة عسكرية قوية لغزة، ليبرمان، أكد القيادي عزام، أن
"إسرائيل" لا تريد الخير لشعبنا، وأن ما تفعله من تفاهمات تفعله مُكرهة،
ونحن ندافع عن حق شعبنا في الحياة وهي حقوق واضحة للجميع.
ولفت إلى أن الأصوات الإسرائيلية التي تنادي بضرب
غزة وتشديد الخناق عليهم، أمر متوقع ولا يمكن إلا أن يكون هذا النهج لإسرائيل تجاه
الفلسطينيين. متسائلاً هل من المتاح لإسرائيل تنفيذ تلك التهديدات؟ مشددا على أن الفلسطينيين
في كل الأحوال يدافعون عن أنفسهم ولا يمكن أن يستسلموا لإسرائيل.
الحضور العربي في قمة البحرين
وفي سياق آخر، أعرب القيادي عزام عن حزنه وألمه
لإعلان بعض الدول العربية نيتها المشاركة في ورشة عمل المنامة في البحرين، مؤكداً أنه
لا يجوز لدولة عربية أن تستضيف مؤتمراً الهدف منه طعن الفلسطينيين وتصفية قضيتهم.
وقال:" لا زالت الفرصة قائمة لمراجعة المواقف
من قبل الدول العربية، متمنياً أن لا تشارك أي دولة عربية في هذه الورشة التي تديرها
أمريكا، مطالباً كل الدول بمراجعة مواقفها لأنهم بذلك يعطون الفرصة لإسرائيل للاستمرار
في عدوانها على شعبنا والتضييق عليه، كما يعطون فرصة للإدارة الأمريكية برئاسة دونالد
ترامب للمضي في تصفية القضية الفلسطينية.
وأعرب القيادي عزام عن ثقته بأن هذه الورشة ستمنى
بالفشل الذريع كما فشلت كل المشاريع السابقة، مشيراً إلى أن الظروف كانت أفضل عشية
التوقيع على اتفاق أوسلو، ونهاية هذه الاتفاقية (أوسلو) متوقعة وهي الفشل.
وأجزم أن ورشة البحرية وصفقة القرن ستفشلان؛ لكن
إذا كان هناك تراخي من بعض الدول العربية فهذا سيرتب معاناة للشعب الفلسطيني وسيعطي
"إسرائيل" فرصة للمضي في خططتها، وفرصة لترامب للتجبر أكثر.
موقف فلسطيني موحد
وثمن عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي
نافذ عزام، موقف السلطة من صفقة القرن وورشة البحرين والمواقف المشبوهة الأخرى، مؤكداً
أن موقف السلطة إيجابي وهذا يعزز الفرص من أجل استعادة الموقف الداخلي، لكن يجب أن
يتبع هذا خطوات على الأرض لترتيب الوضع الداخلي، عندما نعيد توحيد الصف الداخلي سيحسن
من فرصنا لمواجهة كل المشاريع المشبوهة التي تختصرها صفقة القرن.
وقال:" مطلوب جهد كبير لتحقيق ذلك، وهناك جهد
مصري كبير، نحن لن نيأس وسنستمر من أجل تماسك الوضع الداخلي.
اللاجئون في لبنان
وحول الوضع المعيشي الصعب في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين
في لبنان، أكد القيادي عزام أن موضوع مخيمات لبنان مؤلم جداً ويمثل هاجساً للكل الفلسطيني،
لافتاً إلى أن اللاجئ الفلسطيني يعيش حياة بائسة، وأن كل لقاءات قادة الحركة وعلى رأسها
الأمين العام مع اللبنانيين، يضعون ملف الواقع المعيشي للاجئين على سلم الأولويات مع
كل المكونات اللبنانية. واصفاً حياتهم بأنها لا تليق بالبشر كحياة.
وأوضح، أن الواقع المرير للاجئين الفلسطينيين في
لبنان، يؤثر على الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني (حق العودة)، من خلال حالة النزوح
والهجرة في صفوف اللاجئين للخارج دفعتهم لها تلك الظروف المأساوية. وأكد أن هناك إمكانية
لتحسين حياة الفلسطينيين في لبنان، والأمر ليس مستحيلاً أن تتخذ الحكومة اللبنانية
خطوات في هذا السياق، مع التأكيد على أنه لا أحد من الفلسطينيين يقبل بالتوطين، مطمئناً
التيارات اللبنانية بمختلف توجهاتها من أن التوطين أمر مرفوض لدى الكل الفلسطيني.
وأشار إلى وجود مساعي مشكورة من بعض الإخوة في لبنان
والتيارات الأخرى لإدخال تحسينات؛ مشدداً على ضرورة تغيير الوضع الموجود في المخيمات
من حيث التضييق وحرمان الفلسطينيين من أشياء كثيرة مع شكرنا لاستضافة لبنان لعشرات
الالاف من الفلسطينيين؛ لكن لا يجوز الاستمرار بهذا الشكل للوضع القائم.
استهداف إيران
وحول الاتهامات الأمريكية والسعودية والإسرائيلية
لإيران بالوقوف خلف استهداف البارجتين في خليج عُمان، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي:"
من المؤكد أن هناك محاولة أمريكية-إسرائيلية واضحة لحصار إيران ومعاقبتها على مواقفها،
من القضية الفلسطينية، واستقلال القرار الإيراني ورفضها الإذعان لأمريكان. لافتاً إلى
أن أمريكا لا تريد أن تكون إيران مستقلة وتقف في وجه سياستها التدميرية في العالم.
وأضاف، أن هناك محاولات محمومة في هذا الإطار وإدارة
ترامب تخلت عن كل الأعراف الدبلوماسية وتمارس حربا مجنونة ضد إيران على جميع الصعد،
وتحاول تحريض دول المنطقة ودول العالم في هذه الحرب، معرباً عن أسفه أن هناك بعض الدول
العربية تظن أن وقفوها مع أمريكا يمكن أن يفيدها، مشدداً على أن من يسير في هذا المسار
هو خاطئ وواهم.
وأكد أن علاقة مستقرة ومتوازنة بين إيران والعرب
ستعود بالخير على المنطقة والأمة الإسلامية وستساهم في الوقوف في وجه السياسية الامريكية.
ورأى أن الاتهامات جاهزة ضد إيران دليل على النوايا
السيئة لدى أمريكا و"إسرائيل"، ومن الواضح أن موقف إيران من فلسطين وإصرارها
على استقلالية قرارها واقتصادها هما السبب وراء هذه الحرب، ومن الضروري للدول العربية
أن تعيد النظر في مواقفها من إيران.
وأكد أن هذه المنطقة تمثل مطمعاً لأمريكا وإسرائيل
ولا يمكن أن نحمي أمتنا إلا إذا استطاعت قوى المنطقة العرب وإيران وتركيا فهذا بلا
شك سيفيد المنطقة كثيراً.