اللجنة الدولية لكسر الحصار تدعو إلى
حملات طارئة لإغاثة غزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام
دعت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة،
المؤسسات الإنسانية والإغاثية والحكومات العربية والإسلامية والمجتمع الدولي إلى
ضرورة الإسراع في معالجة آثار المأساة خلفها المنخفض الجوي وموجة البرد والأمطار
الشديدة والسيول التي ضاعفت من معاناة أهل غزة الذين يخضعون لحصار ظالم منذ سبعة
أعوام.
وقالت اللجنة في بيان لها "إن هذه
الكارثة الإنسانية تحتاج إلى هبة إنسانية دولية، ونخوة عربية وإسلامية وحملات
طارئة للإغاثة والمساندة المستعجلة، يتعاون فيها الجميع لتصليح ما دمرته السيول،
وإعادة إعمار البيوت التي تضررت وإصلاح المرافق العامة التي تأثرت، مع ضرورة توفير
المقومات الأساسية من وقود وكهرباء والسماح بشكل عاجل بإدخال المضخات والمعدات
اللازمة للتعامل مع هذه الحالات التي تنذر تقارير الأرصاد الجوية بأنها قد تتكرر
خلال الأسابيع القادمة".
وأشارت اللجنة إلى أن المنخفض الجوي كشف
عن تقصير كبير من قبل أغلب المؤسسات الدولية والمنظمات الإنسانية بحق أهل غزة، كما
كشفت عن انخفاض شديد في مستوى النخوة والكرامة عند عدد كبير من حكام الدول العربية
الذين لم يحركوا ساكنًا للتخفيف من معاناة أطفال غزة في هذا الظرف الاستثنائي.
واعتبرت اللجنة أن المسؤول الأول عن
التداعيات الكارثية للمنخفض وعن عذابات أهل غزة إنما هو الاحتلال الصهيوني الذي
يفرض الحصار على قطاع غزة منذ فوز حركة حماس بالانتخابات البرلمانية عام 2006،
ولكن ذلك لا يعفي من المسؤولية السلطات في مصر التي قامت بتشديد الحصار على غزة
عبر الإغلاق المتكرر لمعبر رفح. والتي طالبتها اللجنة بفتحه للبضائع والمسافرين
بشكل دائم.
كما طالبت اللجنة السلطات المصرية بتسهيل
إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة لغزة، وكذلك تسهيل مهمة الوفود التضامنية
والسياسية التي ستنظمها اللجنة وغيرها من المؤسسات للوقوف عن قرب على الظروف
الإنسانية الصعبة التي يعاني منها أهل القطاع. ولفتت اللجنة أيضًا إلى مسؤولية
المجتمع الدولي ومؤسساته عن استمرار معاناة مليون وثمانمائة ألف من المواطنين في
غزة، وذلك بسبب المعايير المزدوجة في التعامل مع القضية الفلسطينية، حتى في بعدها
الإنساني.
وأضافت اللجنة أن هذه المؤسسات ما فتأت
تعامل الفلسطينيين بمعايير مزدوجة وتزيد من مأساتهم بمطالبة الضحية تقديم تنازلات
للجلاد، واعتبار شروط الرباعية الدولية المجحفة أساسا لفك الحصار عن قطاع غزة
وقيادته المنتخبة.
وقال زاهر بيراوي -الناطق الرسمي باسم
اللجنة- إن واجب الأخوة الإنسانية في حالة الكوارث والأزمات الطبيعية يتطلب من
الجميع وقفة رجل واحد ووضع الخلافات السياسية جانبًا، والنظر بعين الرحمة
والإنسانية للمتضررين. وأعرب عن استهجانه لوقوف الدول العربية عموما والدول
الخليجية خصوصا موقف المتفرج على معاناة غزة في الأزمة الأخيرة، باستثناء دولة قطر
التي هبت لمساعدة أهلنا في القطاع من خلال توفير الوقود لمحطات الكهرباء. الأمر
الذي لاقى ترحيبًا وتقديرًا كبيرين من المواطنين في غزة، وأشعرهم بأنه ما زال في
الأمة شيء من نخوة وكرامة.
وأخيرًا طالبت اللجنة الدولية لكسر
الحصار جميع اللجان والفعاليات التضامنية الشعبية وحملات كسر الحصار على مستوى
العالم لتفعيل جهودها لكسر الحصار عن قطاع غزة، كما دعت كافة دول العالم وخاصة
الدول الأوروبية صاحبة التأثير في الشرق الأوسط لكي تمارس ضغطًا حقيقيًّا على
الاحتلال من جهة وعلى السلطات المصرية لفتح المعابر والسماح بإدخال احتياجات
القطاع الأساسية بما فيها الوقود الذي يمكن من تشغيل محطات الكهرباء، ويمكن
الفلسطينيين من العيش والتنقل بكرامة.
جدير بالذكر أن اللجنة الدولية لكسر
الحصار عن غزة هي عضو في لجنة التنسيق العليا لتحالف أسطول الحرية، وتتكون من عدد
كبير من المؤسسات والحملات الوطنية الرامية لكسر الحصار في أكثر من 25 دولة، وتقوم
بتنسيق الجهود الرامية لكسر الحصار في العالم العربي وأوروبا وأمريكا، ودول شرق
آسيا ودول الكومونويلث. وقامت بتنسيق عدد من القوافل الإغاثية والتضامنية إلى غزة
خلال السنوات الماضية.