"اللشمانيا"
يغزو طوباس والغضب يتزايد بسبب إهمال السلطة

الخميس، 19 آذار، 2015
لا يرى المواطن
أمجد دراغمة من مدينة طوباس أن طريقة مكافحة مرض اللشمانيا "ذبابة أريحا"
في منطقته يسير بطريقة منهجية صحيحة في ظل انتشار ملحوظ للمرض هذا العام في المنطقة
وعشرات الإصابات التي تسجل في هذا الإطار.
ويشير دراغمة إلى
حالة من الهوس تسود بين الأطفال وطلبة المدارس وذويهم جراء التشوهات البشعة التي تتركها
لسعات هذه البعوضة على جسد الإنسان سيما الوجه، إضافة إلى العديد من المخاطر الصحية
لأنواعها الأخرى.
تشوه الوجوه
ويقر دراغمة بإجراءات
عملية تقوم بها وزارة الصحة على صعيد رش المبيدات لمكافحة البعوضة وتوفير العلاج المجاني
للمصابين، ولكنه يشير إلى أن هناك خللا في
التنسيق المسبق بين الأطراف ذات العلاقة للسيطرة على مرض موسمي.
وأردف: هذا المرض
يظهر في هذه الفترة من كل عام، ولكن انتشاره هذه السنة في طوباس كان أكثر من السابق،
عدا عن انتشاره في أحياء ومناطق لم يصلها من قبل.
وبين نحو خمسين
إصابة مسجلة بهذا المرض حتى الآن في طوباس، بات مشهد التشوهات التي تظهر على الوجوه
مألوفا، في ظل تردد أعداد كبيرة على العيادات الصحية لتناول اللقاحات.
وبحسب إحصاءات
وزارة الصحة، فإن نحو 400 -500 حالة تسجل سنويا بهذا المرض الذي تنتشر بعوضته في الأودية
والمناطق المنخفضة، مما جعل الأغوار بيئة حاضنة له، ولكن اللافت هذا العام هو دخوله
لأحياء مدينة طوباس السكنية التي لم يصلها في السابق.
وتقول المواطنة
مها صوافطة: "لو كان هناك إجراءات وقائية كافية سبقت انتشار المرض لأمكن التقليل
من الإصابات، مؤكدة أنه كان يجب على الجهات المختصة أن تقوم بحملات مكافحة مبكرة في
الأغوار والأودية، وتحجيم أماكن تجمع القمامة ومعالجتها وغير ذلك من الإجراءات.
إهمال رسمي
ويشكو سكان منطقة
الإسكان في طوباس من إهمال الجهات الرسمية لمنطقتهم، وعدم القيام بالجهود الكافية لمكافحة
المرض الذي سجل معظم الإصابات بالحي المذكور، حيث رفعوا أكثر من مناشدة في هذا الإطار.
وتعاني مناطق الأغوار
عموما من إشكالات متعددة، فمنها التهميش الناجم عن ضعف المؤسسات الرسمية وتمثيلها فيها،
وكذلك إجراءات الاحتلال التي فصلت الأغوار بأحزمة استيطانية عن واقعها الفلسطيني وحولت
غالبية أراضيها لمناطق حرام بحكم التصنيف العسكري وتصنيف مناطق "ج".
ويشير الناشط في
محافظة طوباس والأغوار الشمالية علي دراغمة، إلى أن ضعف المؤسسات يؤثر على مستوى الخدمات
وهناك شكاوى عامة من التهميش، وهذا يتسبب في ضعف الفاعلية عند مواجهة كوارث أو مشاكل
أو أمراض.
وطالب بمزيد من
الاهتمام بمناطق الأغوار الشمالية وتطوير البنى الصحية والاجتماعية، وتعزيز سرعة الاستجابة
عند الأزمات، منوها إلى أن نحو 70 ألف مواطن يعيشون على خط النار في مختلف مناطق الأغوار.
ولا تنكر وزارة
الصحة التحديات التي تواجهها في العمل في مناطق الأغوار، سيما تلك الناجمة عن الاحتلال
الصهيوني وعدم القدرة على العمل بحرية في كثير من مناطق "ج" في الأغوار.
ويقول رئيس قسم
الطب الوقائي في صحة طوباس قدري دراغمة: إن الوزارة تقوم بعمليات رش عديدة ومنتظمة
لمكافحة ذبابة أريحا في المناطق التي تستطيع العمل فيها، ولكن هناك مناطق في الأغوار
الشمالية قريبة من المستوطنات ولا نستطيع الرش فيها، فينتقل البعوض إليها حين نرش منطقة
ويعود بعد انتهاء مفعول الرش.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام