المسيرات ضد السلطة بالضفة.. أول الغيث وربيع بالصيف
الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام
يتحدث نشطاء فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام عن وصول الربيع العربي إلى الشفة الغربية المحتلة، وذلك تزامنا مع ردود الأفعال المنددة باعتداء قوات الأمن التابعة للسلطة على متظاهرين خرجوا رفضا لزيارة كانت مزمعة لشاؤول موفاز نائب رئيس الوزراء الصهيوني لمدينة رام الله ولقاءه برئيس السلطة محمود عباس.
ويرى مراقبون أن أهالي الضفة خرجوا عن صمتهم بمسيرات رافضة للفساد والاستيطان واستمرار المفاوضات، فاربكوا حسابات أجهزة السلطة التي ما فتئت تنسق مع الاحتلال وتعتقل كل مقاوم، أحرار الضفة أعلنوها نريد أن نعيش بحرية وكرامة، فلقد سئمنا حياة الذل والهوان.
لماذا القمع؟
تعيش السلطة في الضفة حالة من التخبط على صعد عدة، أبرزها الأمني والسياسي والاقتصادي، حتى بات الراتب صرفه من عدمه يشغل الصحافة والمواطنين طيلة العشرة أيام الأخيرة من الشهر على وقع الاعتقال السياسي والفوضى الأمنية وانتشار الأجهزة الأمنية بكثافة في بالون سياسة فارغ.
ويقول المحلل السياسي نشأت الأقطش لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": إن ما يجري بحق المسيرات الرافضة للمفاوضات في الضفة من قمع سيجعل تلك الفعاليات تتسع في الأشهر القادمة وتتحول إلى (الشعب يريد تغيير الرئيس) والمطلوب حاليا وقف تلك الممارسات وأن تكون هناك إجراءات حازمة ضد من قمع المسيرات وأن تطلق الحريات العامة وإلا فإن الشعب الفلسطيني سيذهب إلى منعطفات أخرى".
ويضيف الأقطش بأن الحريات العامة وحق التعبير يجب أن تكون مكفولة في أنحاء العالم العربي كلها بما فيها الضفة الغربية وقطاع غزة، موضحا بأن السلطة تتخوف من انخراط أنصار وعناصر القيادي المفصول محمد دحلان في تلك المسيرات الشعبية، وهذه الحجة تسوقها السلطة كي تقنع الرأي العام بما تصنعه، وهذا يعني أن السلطة ترى كل من يخرج في مسيرات أنهم من أنصار دحلان، على حد قوله.
كفى انحطاطا
المواطن محمد سليمان من رام الله علي ما يجري بالضفة لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" بالقول: "من الغريب أن تستمر السلطة في الكذب على المواطنين حتى أصبحت لا تلقي لمشاعرهم وعقولهم بالا، فقررت أن تستقبل من كانت دباباته ومدفعيته تدك المقاطعة وتحاصر ياسر عرفات في انتفاضة الأقصى، ظنا منها أنها أنهت الغيرة والحرقة والمقاومة في نفوس الشعب، وما حدث من مسيرات على مدار يومين ودعوات لأخرى في الأيام القادمة مؤشر على أن مرحلة جديدة ستدخلها القضية الفلسطينية والضفة الغربية تحديدا، فكان من السلطة وأجهزتها أن تفاجأت بأن المخدر لم يستجب له الشعب، فقمعت المواطنين واعتدت على الصحفيين واعتقلت آخرين في مؤشر على التخبط الأمني الذي تعيشه تلك السلطة التي أصبح الفساد ينخر كل أطرافها تحت عباءة سلام فياض والنزاهة والشفافية".
ويعود المحلل الأقطش للقول بأن "استمرار تلك الإجراءات والتعامل مع المواطنين سيقصر عمر السلطة إلى أقل من عام قادم نظرا للتغيرات الإقليمية وحالة الفراغ السياسي".
ربيع فلسطيني بدأ خجولا، برأي مراقبين، لكنه آخذ في التصاعد، يدلل عيله مؤشرات على الأرض من قبيل اعتصام العشرات من أبناء الكتل الإسلامية في الجامعات رفضا للاعتقال السياسي وكبت الحريات العامة، والتحاق قوى اليسار بالحراك، حيث خرجت للشارع رافضة المفاوضات والعبثية والتخبط الأمني والسياسي، ليكون صيف الضفة ربيعا ولعله يحمل أمطارا.