المقاومة ترفض نزع سلاحها ونتنياهو
يتوعّد
أعلنت حركة «حماس» أمس أنها لم تتسلم
أيّ مبادرة رسمية من الجانب المصري في ما يتعلق بوقف إطلاق النار والتهدئة مع
الجانب الإسرائيلي، مشيرة إلى أن ما يتم تداوله حول نزع سلاح المقاومة أمر غير
خاضع للنقاش، مع توعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ»توسيع وتكثيف»
العملية العسكرية مع سقوط نحو 200 شهيد و1500 جريح.
وفي المساعي السياسية، أعلنت الرئاسة
الفلسطينية أن الرئيس محمود عباس سيزور القاهرة اليوم للقاء الرئيس المصري عبد
الفتاح السيسي بهدف التشاور والتنسيق لإنجاح المبادرة المصرية، التي رحَب بها أمس
الرئيس الأميركي باراك أوباما في عشاء رمضاني أقامه في البيت الأبيض.
وقال المتحدث باسم الرئاسة
الفلسطينية نبيل أبو ردينة أمس، إن لقاء عباس والسيسي سيأتي في إطار التشاور
المستمر وتنسيق المواقف.
وتابع قائلاً إن الرئيس عباس سيزور
تركيا في الثامن عشر من الشهر الجاري للهدف عينه، كما سيجري اتصالات عربية ودولية
للعمل على وقف إطلاق النار وتثبيت التهدئة.
وقالت حركة «حماس» أمس، أنها لم
تتسلم أي مبادرة رسمية من الجانب المصري في ما يتعلق بوقف إطلاق النار والتهدئة مع
الجانب الإسرائيلي، ملقية الضوء على أن ما يتم تداوله حول نزع سلاح المقاومة أمر
غير خاضع للنقاش.
ونقل تقرير نشر على الموقع الرسمي
لحركة حماس على لسان المتحدث الرسمي باسمها سامي أبو زهري «إنَّ حماس لم تتسلم حتى
الآن أيّ مبادرات رسمية من أية جهة، وذلك تعليقاً على إعلان مصر طرحها مبادرة
للتوصل إلى تهدئة مع الكيان الإسرائيلي في قطاع غزة.»
وأكَّد أبو زهري أن ما يتم ترويجه
بشأن نزع سلاح المقاومة «عمل غير خاضع للنقاش ونحن شعبٌ تحت الاحتلال والمقاومة
بكافة الوسائل حقٌ مشروع للشعوب المحتلة.» وشدَّد الناطق باسم حركة حماس على أنَّ
«وقف إطلاق النار قبل التوصل لاتفاق التهدئة مرفوض ولم يحدث في حالات الحرب أن يتم
وقف إطلاق النار ثمَّ التفاوض.»
وكان وزير الخارجية الاميركي جون
كيري حذر من فيينا أمس، من أن «ما يجري هناك ينطوي على مخاطر كبيرة وحتى احتمال
تصعيد العنف بشكل اكبر».
واعلن كيري انه قرر الغاء زيارته
المقررة الى مصر والعودة الى واشنطن لاعطاء المبادرة المصرية لوقف اطلاق النار
الوقت لكي تنجح. ودعا الدول العربية الى الضغط على حركة حماس لقبول المبادرة
المصرية بعد ان رفضتها برغم قبول الحكومة الاسرائيلية بها.
وقال كيري «نحن مستعدون.. لبذل كل
جهودنا لمساعدة الاطراف على الالتقاء والعمل على خلق مناخ مناسب للمفاوضات
الحقيقية».
واكد «انا مستعد للعودة الى المنطقة
غدا اذا لزم الامر، او في اليوم التالي او الذي بعده لمتابعة اية احتمالات اذا لم
تنجح هذه (المبادرة). ولكن المصريين يستحقون منحهم الوقت والمجال لمحاولة انجاح
هذه المبادرة».
ورحب الرئيس الأميركي باراك اوباما
بالمبادرة المصرية، وعبر خلال حفل افطار رمضاني استضافه في البيت الابيض، عن امله
في ان «تتيح استعادة الهدوء». واكد ان اسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ضد
هجمات «لا تغتفر». لكنه وصف مقتل مدنيين فلسطينيين بأنه «مأساوي».
وفي الجانب الاسرائيلي، توعد رئيس
الوزراء بنيامين نتانياهو أمس بـ«توسيع وتكثيف» العملية العسكرية على قطاع غزة بعد
ان رفضت حركة حماس مبادرة التهدئة المصرية. وقال نتانياهو في تصريحات نقلها
التلفزيون «كان من الافضل حل هذه المسالة دبلوماسيا، وهذا ما حاولنا القيام به
عندما قبلنا اليوم اقتراح الهدنة المصري».
واضاف «لكن حماس لم تترك لنا خيارا
سوى توسيع وتكثيف حملتنا ضدها».
وقال ايضا «عندما لا يكون هناك وقف
لاطلاق النار، فان ردنا هو «النار»».
وتابع «هكذا سنتصرف حتى نحقق هدفنا
بجلب الهدوء لمواطني اسرائيل، وفي الوقت ذاته الحاق اكبر الضرر بالجماعة
الارهابية».
واعلن رئيس هيئة الاركان الاسرائيلي
الجنرال بني غانتز ان «الجيش استانف هجماته وسيوسعها بقدر ما يلزم جوا وبحرا وبرا
وفقا لاوامرنا».
وفي تصريحات متلفزة، رد نتانياهو على
انتقادات الصقور في حكومته في وقت سابق الثلاثاء عندما انتقد وزير الخارجية
افيغدور ليبرمان قبول اسرائيل بالهدنة المصرية و«تردد» نتانياهو، قائلا ان على
اسرائيل اقتحام غزة وطرد حماس منها. وقال نتانياهو «في هذه اللحظات يجب اتخاذ
القرارات بهدوء وصبر وليس على عجل ووسط الضجيج».
وبعيد تصريحات نتانياهو، اعلن مكتبه
انه اقال نائب وزير الدفاع داني دانون، العضو المتشدد في حزب الليكود الذي انتقد
نتانياهو بشدة اثناء العملية واصفا اياها بـ«الفشل»، قائلا ان حماس تسيطر على
النزاع. واضاف «من غير المنطقي ان يهاجم نائب وزير الدفاع قيادة البلاد التي تقود
الحملة». وتابع ان «التصريحات القاسية تظهر انعدام المسؤولية.. حتى ان جماعة حماس
الارهابية تستخدمها لانتقاد الحكومة كما هو واضح في اتصالاتها».
وأعلن الجيش الاسرائيلي ان مدنيا
اسرائيليا قتل من جراء سقوط صاروخ اطلق من قطاع غزة، ليكون بذلك اول اسرائيلي يقتل
في العنف المستمر منذ ثمانية ايام بين اسرائيل وحركة حماس.
وقال الجيش ان الرجل قتل بالقرب من
معبر ايريز الفاصل بين اسرائيل وغزة. وصرح متحدث باسم اجهزة الطوارئ الاسرائيلية
بأن القتيل (38 عاما) وصل الى المعبر لتوزيع الطعام على الجنود المنتشرين هناك.
وصرحت كتائب عز الدين القسام الجناح
المسلح لـ«حماس» في بيان مساء انها قصفت معبر ايريز.
وقالت ان عناصرها «تقصف حشودات
عسكرية عند موقع ايريز بخمس قذائف هاون 80»، كما اعلنت في بيان آخر قصفها لمدينة
تل ابيب بالاشتراك مع سرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي.
وجاء في البيان انه «في عملية مشتركة
كتائب القسام وسرايا القدس تقصفان تل ابيب ب 4 صواريخ ام-75».
وأعلنت سرايا القدس بدورها في بيان
منفصل ان «الوحدات الصاروخية لسرايا القدس وكتائب القسام تقصف تل ابيب بعشرات
الصواريخ الساعة السابعة مساء (أمس)».
واضافت ان «صليات من صواريخ براق
ام-70 وام-75 تستهدف تل ابيب».
وفي الولايات المتحدة، وافقت لجنة في
مجلس الشيوخ الاميركي أمس على زيادة تصل الى نصف قيمة المساعدة المالية الاميركية
لنظام «القبة الحديدية» الدفاعي الاسرائيلي الذي تستخدمه اسرائيل حاليا لاعتراض
الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة.
واقر اعضاء مجلس الشيوخ مساعدة بقيمة
351 مليون دولار لتمويل نظام الاعتراض خلال العام المالي 2015 الذي يبدأ في الاول
من تشرين الاول مقابل 235 مليونا في 2014. وكان الرئيس باراك اوباما طلب فقط 179
مليونا من التسليفات للعام 2015.
وانفقت الولايات المتحدة في الاجمال
700 مليون دولار منذ 2011 تاريخ وضع النظام في الخدمة، لدعم تطوير «القبة
الحديدية» الرامية الى مواجهة الصواريخ القصيرة والمتوسطة الامد (صواريخ وقذائف
مدفعية) التي تستهدف مناطق مأهولة.
وتسليفات العام 2015 التي تنص ايضا
على 270 مليونا لانظمة اخرى مضادة للصواريخ، تحتاج لموافقة مجلس الشيوخ النهائية
بحلول ايلول. وتبنى مجلس النواب مبلغا مماثلا في ايار.
ا ف ب، رويترز، وفا، سي ان ان