انشغال فلسطيني في رمضان بالدفاع عن الأقصى
الخميس، 11 آب 2011
في الوقت الذي ينشغل فيه المسلمون حول العالم بشعائر شهر رمضان من صوم وعبادة، ينشغل الفلسطينيون بهم أكبر وهو هم الدفاع عن المسجد الاقصى وحمايته من الاحتلال والمستوطنين. ولا يخفي الاسرائيليون خططهم الرامية الى السيطرة على المسجد وتهويده منذ اليوم لاحتلال مدينة القدس عام 67، لكنهم يعملون على تطبيق هذه الخطط بصور واشكال مختلفة. آخر هذه الوسائل هي تسلل جماعات دينية يهودية الى ساحات الحرم الشريف تحت حراسة قوات الشرطة الاسرائيلية لاحياء ما يسمى خراب الهيكل.
ودأبت المجموعات اليهودية المتطرفة على اقتحام المسجد في مثل هذا الوقت من كل عام عبر مجموعات السياح، والشروع في القيام بطقوس دينية يهودية لجعل المشهد العام في الحرم مشهدا غير اسلامي. لكن هذه المرة يتعمد هؤلاء المستوطنون الدخول بصورة معلنة تحت حماية قوات الاحتلال وشرطة في محاولة منهم لخلق حقيقة جديدة في المسجد وهو حقيقة دخول اليهود الى ساحاته للصلاة.
ويطلق اليهود على المسجد الاقصى المبارك اسم «جبل الهيكل» مدعين انه أقيم على انقاض الهيكل المزعوم.
وقال سدنة المسجد لـ«البيان» ان جماعات يهودية متطرفة تقوم منذ أيام بالتجوال في باحات المسجد ومرافقه المختلفة تحت حراسة من قوات الشرطة الاسرائيلية. وقال احدهم ان الشرطة ابلغتهم أن هؤلاء اليهود ياتون لاحياء ما يسمونه «ذكرى خراب الهيكل». واضاف ان قوات شرطة الاحتلال تقوم بإدخال اليهود المتطرفين من خلال مجموعات صغيرة ومتتالية من باب المغاربة-الباب الوحيد للأقصى الذي يحتفظ الاحتلال بمفاتيحه- وسط حراسات معززة. واكد السدنة بان هذه الجماعات تتجول في باحات وساحات ومصليات المسجد المبارك، وتقيم الصلوات والطقوس الدينية.
وفي ذات الوقت، تعمل الشرطة الاسرائيلية المتمركزة على بوابات المسجد الأقصى الخارجية على تقييد دخول المصلين إلى المسجد وخاصة الشبان حيث توقفهم وتحتجز بطاقات هوياتهم الشخصية . وأكد عدد من حراس المسجد المبارك بأن حالة من الغليان تسود أوساط المصلين المتواجدين في المسجد الذين قابلوا الجماعات المتطرفة بالتكبير والتهليل في وجوههم.
وقال رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، القائم بأعمال قاضي القضاة، الشيخ يوسف ادعيس بان على أبناء الشعب الفلسطيني، خاصة أبناء مدينة القدس المحتلة والأراضي المحتلة عام 48 شد الرحال للمسجد الأقصى المبارك لحمايته. واضاف أن المدينة المقدسة ومقدساتها في خطر حقيقي من خلال استمرار الاستيطان والحفريات تحت أساسات المسجد الأقصى، وهدم البيوت وعمليات الاقتحام المتواصلة لأداء الصلوات اليهودية التلمودية فيه. وطالب منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية العمل على نصرة المسجد الأقصى المبارك.
ويتعرض الحرم الشريف لاشكال مختلفة من الاعتداءات الاسرائيلية الرامية الى مصادرته وتحويله من مكان مقدس للمسلمين حول العام الى مكان عبادة لليهود. اولى هذه الاعتداءات تمثلت في حرق المسجد بعد عامين من الاحتلال. وتواصلت الاعتداءات في السنوات الاخيرة عبر عمليات حفر دائمة تجري اسفل الحرم بحثا عن ما يسمى الهيكل المزعوم.
المصدر: صحيفة البيان الإماراتية