القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 19 كانون الثاني 2025

انطلاق أول راديو وتلفزيون بإدارة أطفال غزة

انطلاق أول راديو وتلفزيون بإدارة أطفال غزة

السبت، 16 حزيران، 2012

تعمل مجموعة من الأطفال والمراهقين في غاية السعادة كخلية نحل في قناة متخصصة بالأطفال انطلقت ببثها التجريبي قبل نحو أسبوعين، في خطوة هي الأولى في فلسطين.

ومعظم هؤلاء من ضحايا الحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة نهاية عام 2008، وينشطون في خطوة لإبراز معاناتهم على مدار السنوات الماضية من خلال البرامج المنوعة، والترفيه عن أنفسهم، بمشاركة الأطفال في محاولة لنسيان أيام ثقيلة على الذاكرة والقلب.

ويسعى هؤلاء من خلال انضمامهم للإذاعة -التي تتبع نادي الصحفي الصغير الذي أسس عام 1997، واهتم بتشجيع الأطفال على نشر مقالاتهم وكتاباتهم في وسائل الإعلام المختلفة في الداخل والخارج- إلى تنمية مواهبهم ومشاركة المجتمع أفكارهم وطموحاتهم.

وتهدف المؤسسة إلى إتاحة الفرصة للأطفال والفتيان والشباب تحقيق ذاتهم، واجتهد الأطفال والمراهقون بمساعدة مشرفيهم في وضع خطة برامجية للبث التجريبي لراديو وتلفزيون الصحفي الصغير الذي يبث من مدينة غزة بالصوت والصورة.

ويحاولون تنفيذ ما تلقوه خلال الدورات المكثفة في النادي الذي اجتهد على مدار سنوات لإطلاق أول إذاعة مسموعة وتلفزيون الكتروني في قطاع غزة يحمل هموم الأطفال، ويسعى في تنمية مواهبهم وقدراتهم والتنفيس عنهم.

وتقول منسقة البرامج الصحفية اليافعة إيمان أبو واكد إن انطلاق الإذاعة جاء بعد جهد كبير وفترة تدريب طويلة، مشيرة إلى أنها ستنوع في تناول قضاياها، ولا سيما في المجالات الترفيهية والفنية والإعلامية وكذلك الإغاثية العلاجية والتنموية.

وتشير إلى أن جميع البرامج من إعداد وتقديم وتنفيذ الفتيان والأطفال، لافتة إلى أن هدف المؤسسة إتاحة الفرصة للأطفال والفتيان والشباب تحقيق ذاتهم وتحسين أدائهم واستثمارهم في عملية الإنتاج والإبداع.

وتقع الإذاعة والتلفزيون الإلكتروني في مقر متواضع وسط مدينة غزة، ويتكون من صالة للمونتاج والبث وأخرى للإعداد، إضافة إلى استوديو بألوان زاهية تتناسب والفئة المستهدفة، وتبث الإذاعة على الموجة 106.3، فيما يبث التلفزيون الالكتروني عبر موقع النادي www.yjctv.ps.

ويطمح الأطفال والفتيان اللذين يديرون هذه القناة إلى تحويل البث التلفزيوني الإلكتروني إلى فضائي لبث قضاياهم للعالم أجمع.

وتشير المذيعة المراهقة آية الطيب إلى أن الإذاعة متخصصة ذات أهداف نوعية خاصة تعبر عن رؤية النادي إزاء قضايا الأطفال والدفاع والترويج لحقوقهم على المستويات كافة، من أجل تقديم خدمة إعلامية متكاملة، لافتة إلى أنها تهدف إلى تمكين المشاركين من التدريب على المهارات الإعلامية والثقافية، وتطوير قدراتهم على تنفيذ ومتابعة ثقافاتهم.

الأطفال يحاولون تنفيذ ما تلقوه خلال الدورات المكثفة في النادي

وأكدت الطيب أن الإذاعة ستعمل على مساندة ومساعدة المؤسسات العاملة كافة في مجال الفتيان والشباب، وتغطية فعاليتهم إعلاميا وتوفير المعلومات وتبادلها فيما بينهم، موضحة أن بعض البرامج ستبث باللغتين الانجليزية والفرنسية.

وركز النادي في السنوات الأخيرة على قضايا الأطفال والشباب ورسم لوحات الأمل لديهم بريشتهم وقلمهم وكاميراتهم الصغيرة؛ ليوصلوا صوتهم إلى باقي أطفال العالم.

وتحدثت الصحفية المراهقة جميلة الهباش التي فقدت ساقيها في الحرب الأخيرة على غزة، وتلقت تدريبات اعلامية مكثفة في قناة الجزيرة من قطر أن البرامج المقترحة سوف توجه إلى الأطفال وتتعلق باهتماماتهم، على سبيل المثال: دروس اللغة، الحياة المدرسية، المشاكل في المدارس، هواياتهم، دورهم في المجتمع، عمالة الأطفال، حقوق الأطفال ، العلاقة مع الآباء و المدرسين.

وأشارت إلى أن هناك العديد من البرامج التي سوف يتم فيها دعوة الآباء إلى النقاش والاستماع لأطفالهم بوجود مختصين في التربية وأطباء وخبراء نفسيين، وذلك لاقتراح حلول للمشاكل الأكثر انتشاراً عند أطفال غزة.

أما الصحفيتان الصغيرتان زينب ومنى السموني اللتين فقدتا عائلتهما خلال الحرب أيضاً، اللتين ستُقدمان برنامجاً خاصاً بهذه الفئة فشكرتا الإذاعة؛ كونها أتاحت لهن فرصة توصيل صوتهن للعالم ونقل صورة المعاناة الحقيقة للضحايا، ويشاركهما في البرنامج الطفل لؤي صبح ( 13 عاما) الذي فقد عينيه أيضاً خلال الحرب.

والسموني ومعهن عدد من أطفال ضحايا الحرب وأعضاء نادي الصحفي الصغير سافروا مؤخراً إلى فرنسا ودولاً أوروبية أخرى؛ للعلاج النفسي وتلقي دورات تدريبية في مجال إعداد وتقديم البرامج الإذاعية والتلفزيونية.

وذكرت أبو واكد –منسقة البرامج- أن القناة ستشترك في برامج مباشرة مع نظيراتها في مدن فرنسا وبلجيكا؛ لتعزيز التعاون والتواصل مع أطفال العالم، خاصة مع أبناء الجاليات الفلسطينية والعربية هناك.

وأشارت إلى أن وفدًا من الفتيان والفتيات شاركوا في برامج مشابهة في تلك المدن في فترات سابقة.

وتقول أبو واكد إن الإذاعة تلقت تمويلاً جزئياً بنسبة 20 بالمئة من مؤسسات فرنسية مساندة للشعب الفلسطيني، من بينها "CBSP" وهي جمعية فرنسية تساعد في مشاريع إنسانية، مشيرة إلى وجود نقص شديد في تمويل المعدات اللازمة لاستمرارية الإذاعة والتلفزيون بشكل جيد.

المصدر: غزة - صفا