القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

"باب الزاوية" في الخليل.. خط المواجهة المتقدم

"باب الزاوية" في الخليل.. خط المواجهة المتقدم

الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام

أمام شلال الدم المتدفق في أزقة ومداخل ميدان باب الزاوية تحطمت الحدود المصطنعة التي رسمها اتفاق الخليل الغادر والذي جاء نتاجا لأوسلو.

فمنطقة باب الزاوية في قلب الخليل تقع على نقاط التماس بين منطقة (h1/ وh2 ) بحسب الاتفاق، إضافة إلى أنها مطلة تماما على الحاجز العسكري الرئيس على مدخل شارع الشهداء والمناطق الاستيطانية في قلب المدينة (بيت هداسا ، بيت رومانو، وتجمعات حي الرميدة الاستيطانية) ولذلك فإن ميدان باب الزاوية يشكل خط المواجهة المتقدم في مواجهة قوات الاحتلال والمستوطنين.

أهمية المكان

سمي الميدان باب الزاوية نسبة إلى الزاوية الصوفية التابعة لعائلة السعيد والتي كانت قائمة في قلب المكان على مدخل شارع العميان الذي يقال إن ابراهيم باشا مر منه يوم دخوله المدينة.

استراتيجية المكان ( باب الزاوية ) جعل منها منطقة هامة واستراتيجية تاريخيا، فقد كان مقهى بلاط الشهداء في قلب الميدان مقرا للهيئة العربية العليا حيث حضر إليه الحاج أمين الحسيني أكثر من مرة.

شهادات من التاريخ

الحاج محمد القيمري 81 عاما أحد الذين عاصروا تلك الفترة قال في حديث خاص لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "كنا نلتقي في مقهى بلاط الشهداء في باب الزاوية نخطط للمسيرات الاحتجاجية ضد الانتداب، ويوم انطلقت الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م كنا نجمع السلاح من الناس والمتبرعين في هذا المقهى الذي أصبح مقرا سياسيا وجماهيريا".

وفي نفس الميدان وفي عمق شارع الشهداء كان مقر دار الإخوان المسلمين حيث سمي الشارع بنفس الاسم، وكانت نشاطات الإخوان تنطلق من دارهم في قلب باب الزاوية.

يقول الحاج هاشم عبد النبي النتشة أحد رجالات الحركة الإسلامية في الخليل ورئيس الغرفة التجارية السابق (77 عاما) في حديث خاص للمركز: "كنت رئيسا لكشافة الإخوان المسلمين، وكنا في المناسبات الدينية والوطنية ننطلق من دار الإخوان ونتجمع في ميدان باب الزاوية نقدم العروض الكشفية والأناشيد الحماسية، فكان هذا الميدان أشبه بساحة ثورة وحرب، إضافة الى كونه مقرا تجاريا وقلبا نابضا للمدينة".

وتبدو أهمية ميدان باب الزاوية كونه يتفرع عنه عدة طرق رئيسة وهامة، فإلى الجنوب الغربي يبدأ شارع بئر السبع، وباتجاه الجنوب الشرقي يبدأ شارع الشهداء حيث حاجز الكونتينر والأحياء الاستيطانية اليهودية، وفي الاتجاه الشمالي الشرقي يتفرع من باب الزاوية شارع باتجاه حارة الشيخ التاريخية المسماة بلغة المقاومة (حارة القيادة).

قافلة شهداء باب الزاوية

في قلب ميدان باب الزاوية وعلى مداخله وأزقته تفوح رائحة المسك جراء الدماء الطاهرة الزكية التي تدفقت فوق ترابة عبر السنوات، (الشهيد عباس العويوي، الشهيد جميل النتشة، الشهيد إسماعيل أبو ريان، الشهيد إمام محمد رشاد الشريف، الشهيد حمزة القواسمي، الشهيد حميدان أبو ارميلة، الشهيد خليل أبو اشخيدم، الشهيد رفعت الجعبة، الشهيد رفيق اقنيبي، الشهيد عبد الغني مجاهد، الشهيد كامل الوريدات، الشهيد نضال الفاخوري، الشهيد وليد الجعافرة، الشهيد يعقوب الجولاني، الشهيد يوسف الجعبري، الشهيد ربحي البايض، الشهيد رائد المحتسب والعشرات الذين لم نذكرهم ... وآخر الشهداء الشهيدة هديل الهشلمون).

لا زال ميدان باب الزاوية ينبض بالحياة وهو عنوان المقاومة والجهاد، وعندما يشتعل غضب الشعب لمواجهة الاحتلال يكون الشبان الفلسطينيون في المقدمة، فالمسافة ما بين شباب المقاومة المتجمعين في باب الزاوية وحاجز الكونتينر على مدخل شارع الشهداء لا تزيد عن خمسين مترا ؟! فهم فعلا في خط المواجهة المتقدم.