القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

باحثون يدعون إلى ضرورة صياغة "مشروع وطني " يمثل كل الفلسطينيين

باحثون يدعون إلى ضرورة صياغة "مشروع وطني " يمثل كل الفلسطينيين

اختتمت أعمال ندوة "مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني" التي عقدها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة لمدة يومين.

وخصصت عدد من المواضيع ذات صلة في اليوم الأخير للندوة توزعت على: قضايا اللاجئين والمبادرات الشبابية،مركزية القدس وإمكانية إقامة الدولة في ضوء السياسات الإسرائيلية، المشروع الوطني الفلسطيني: المنظمات الدولية والاقتصاد السياسي، واختتمت الندوة بجلسة نقاشية حول مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني.

وترأس الجلسة الأولى محمد المسفر وتحدث فيها شفيق الغبرا بمداخلة حملت عنوان "رحلة إلى فلسطين : شهادات من الأرض المحتلة " حيث أشار فيها إلى أن الحالة الفلسطينية الجديدة تعبير عن طموحات وآمال خريجي الجامعات وطلبتها وتعبير عن الشبان والشابات المرتبطين بالأرض والمكان، وأن النهوض الفلسطيني الجديد قابل للتطور باتجاه تحدي المشروع الصهيوني وإيقاف اندفاعه ودفعه للتراجع بنسب مختلفة، وهذا يعني تسجيل نقاط جديدة في صراع الحقوق ضد الظلم.

وأضاف الغبرا أن "اللغة الجديدة للفلسطينيين تبدو وكأنها تخاطب لغات الثوريين والناشطين العرب الذين احتلوا الميادين وحلموا قبل أكثر من أربع سنوات بعصر بلا فساد واستقواء وبلا هيمنة وتهميش.

والفارق بين الحالة الفلسطينية وتلك العربية أن الفلسطينيين بحكم التجربة والتاريخ يتواصلون مع ماض قاس وواقع جوهره الاضطهاد القومي والتوسع الاستيطاني والسلوك العنصري".

أما الباحثة عروب العابد فتحدثت عن التهميش القانوني الذي يعاني منه اللاجئون الفلسطينيون في الدول العربية المجاورة لفلسطين المحتلة.

وأشارت العابد أنه في الأحداث التي تعيشها دول المنطقة تصبح وثائق السفر التي يحملها اللاجئون الفلسطينيون وثائق بلا قيمة لا تمنحهم أي حقوق أساسية. وقد سائلت الباحثة في ورقتها الدور القانوني لأجسام الأمم المتحدة في تأمين الحماية ودور الدول العربية المضيفة في رعاية اللاجئين الفلسطينيين.

والاهم من ذلك أظهرت الفجوة في اتفاقيات السلام والتي لم تذكر حماية اللاجئين الفلسطينيين في الشتات ولم تدرك الخطر الذي يهدد الوجود والهوية الفلسطينية. وخلصت العابد بقولها إلى أن هناك أصوات تدعوا إلى تأمين اللاجئين الفلسطينيين، و ضمان حقوقهم المدنية و لابد من دعمها، اللاجئ الفلسطيني إنسان ، و لابد من معاملته على هذا الأساس بعيدا عن أي تمييز أو احتقار.

وفي ورقتها " الحركة الطلابية الفلسطينية العابرة للحدود: فهم الماضي وبناء المستقبل" أشارت الباحثة مريم أبو سمرا الى الدور الأساسي الذي لعبه الطلاب الفلسطينيين في تحريك الجماهير إلى نهاية عقد السبعينات، كما ارتبطت الحركة الطلابية بمفهوم نضالي يحمل في ثناياه شحنة من العلامات المؤشرة للتغيير والعطاء والنضال، وكثيراً ما أرتبط اسمها بحركات التغيير الجذرية على كافة الصعد (الاجتماعية والاقتصادية والسياسية) في العالم، وتمثل ذلك من خلال قوة وجودها وحضورها في القضايا التي تلامس وتشتبك مع المطالب القاعدية التي تعبر عن مجموع صالح الشعوب التي تطمح للكرامة والعدالة الاجتماعية والاقتصادية

وأشارت أبو سمرا إلى أن تجربة الكتل الطلابية في الجامعات الفلسطينية ومأسسة عملها النقابي ودورها السياسي يختلف حسب البيئة الثقافية والاكاديمية والسياسية التي نشأت بها وتطورت في ثناياها، ولوحظ تصدر جامعة بيرزيت على الجامعات الأخرى في الضفة الغربية من مأسسة ورسوخ ومبادرة الحركة الطلابية فيها، فشكلت في مناسبات عدة قائدة وملهمة للحركات الطلابية الأخرى في الجامعات الفلسطينية، يعود الفضل فيها حسب الباحثة إلى سمعة الجامعة ودورها الريادي وممارستها للقوانين الادارية بصورة تقترب إلى الإدارة الديمقراطية والليبرالية.

وعند قراءتها لواقع الحركات الشبابية والعمل الشبابي في فلسطين أوضحت الباحثة آيات حمدان بأن ما اصطلح على تسميته "الحراك الشبابي" الفلسطيني، وإن تفاوتت معدلات شدته وانتظامه وعناوينه، عكس في الضفة الغربية على وجه الخصوص تشابك وتداخل عاملين مهمين: الأول، وجود حيز من الفراغ السياسي والتنظيمي الذي تركه تراجع الدور الكفاحي/ النضالي والسياسي للتنظيمات الفلسطينية المنخرطة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية بعد اتفاقات أوسلو سنة 1993. والثاني تكثيف الحالة الاستعمارية وسياساتها التي طالت المكان والانسان الفلسطيني .

مركزية القدس

وفي الجلسة الثانية "مركزية القدس وإمكانية إقامة الدولة في ضوء السياسات الإسرائيلية" التي ترأستها حصة العطية، أشار الباحث عصام نصار في مداخلته "رؤية مغايرة لمركزية الصراع على القدس: دروس من تاريخ المدينة" إلى أن العامل الجوهري في التعامل مع قضية القدس في مواجهة دولة تستند إلى أيديولوجية حصرية بجماعة متخلية محددة تستثني أهل المدينة لا يكون عبر رؤية دينية ضيقة، كما تفعل بعض الحركات الإسلامية في الراهن، بل اعتبار القدس ركيزة رئيسية في المشروع الوطني الفلسطيني ( السياسي) الجامع في مواجهة الاحتلال.

أما الباحث منير نسيبة فقدم مداخلة بعنوان " استغلال دولة الاستعمار الإسرائيلي للهواجس الأمنية في رسم سياساتها الاستعمارية في مدينة القدس" أوضح فيها أن من يتتبع السياسات الإسرائيلية يدرك تماماً أن هذه الإجراءات ليست بإجراءات أمنية على الرغم من أن حكومة الاحتلال وصمتها بهذه الصفة، بل هي إجراءات تهجيريه استعمارية ترمي إلى تقليل عدد الفلسطينيين إلى أصغر حد، وزيادة عدد اليهود إلى أكبر نسبة ممكنة.

أما الباحث علاء محاجنه فقد أشار بورقته " الدور القانوني لمخططات التهويد في القدس" ان اسرائيل لا زالت تستعمل الورقة القانونية في كل تصعيد لتنفيذ مخططاتها المتعلقة بتهويد القدس وفي مواجهة كل فعل سياسي فلسطيني يسعى لتقويض المخططات الاسرائيلية ويتحداها حتى من خلال الامكانيات المحدودة المتاحة. وأوضح محاجنه أن عملية التهويد تقوم على مبدأ مزدوج ومتزامن من المحو والإنشاء، حيث تسعى اسرائيل بشكل حثيث الى محو المشهد الاصلاني الفلسطيني وثقافته في المدينة وذلك بهدف انشاء مشروع سيادي استيطاني مكانه. وتتم عملية التهويد هذه من خلال دمج بين اليات وممارسات قانونيّة ورمزية وجيو-ديموغرافيّة وأمنيّة متكاملة

واختتم الجلسة الباحث أسامه أبو ارشيد في مداخلته "معنى حل الدولتين في ظل تقويض إمكانية إقامة دولة فلسطينية" مشيرًا إلى أنه في ظل غياب إجماع وطني، أو حتى نوع من التوافق، على حدود دنيا لـ"مشروع وطني فلسطيني"، تشرذم الموقف الفلسطيني، بين من يطالب بالتحرير الكامل الشامل، دون وضوح رؤية لكيفية تحقيق ذلك، وما بين من لا يكاد يعرف قاعا لحجم التنازلات التفاوضية مع إسرائيل. وقد دعا أبو ارشيد إلى ضرورة صياغة "مشروع وطني فلسطيني" يمثل الكل الفلسطيني، ويتوافق على حدود دنيا مرحلية عملية، في أفق تحقيق حلم التحرير والانعتاق الأكبر من الاحتلال الإسرائيلي.

الامم المتحدة وفلسطين

وفي الجلسة الثالثة بعنوان المشروع الوطني الفلسطيني: المنظمات الدولية والاقتصاد السياسي" والتي ترأسها الدكتور خالد الجابر، ناقشت الأوراق موضوع المبادارات الفلسطينية في الأمم المتحدة، ومحكمة الجنيات الدولية، للباحثة سلمى كركي أيوب، والمشروع الوطني الفلسطيني والأمم النتحدة للباحث سعيد عريقات، والتغلب على نظرية اللعبة في السياق الفلسطيني للباحث توفيق حداد.

واختتمت الندوة بحلقة نقاشية شارك فيها الدكتور عزمي بشارة حيث اكد ان هناك إدراكا شاملا لدينا أننا في مأزق، وأن تحقيق المصالحة الفلسطينية أضحى مستحيلًا ، كما ان ثمة مشكلة بنيوية في وجود سلطات فلسطينية في الوقت الذي لم تحل فيه مسألة الدولة و يمكن أن تحصل مصالحة في النضال والعمل وليس بين سلطتين في دولة واحدة.

وقال ان لدينا ارتباكا في الخطاب وليس فقط في الأهداف والمصالح ولن نخرج في هذا المؤتمر بحلول عملية فمن يناضل هو الآن يقوم بالنضال ولا ينتظر مخرجات هذا المؤتمر، هم في الساحات المختلفة يناضلون.

وخلص الى القول بان هناك حصارا جائرا في غزة تقوم به إسرائيل ودولة عربية، وان الصراع هو على جوهر الصهيونية وليس على حدود ال67. واختتم بالقول ان تبادل الرأي بحد ذاته سينتج شيئا جديدا لكنه يستغرق وقتًا ولابد من أن يكون مستمرًا وليس في جلسة واحدة.

المصدر: الدوحة - الشرق