«بدء الربيع الفلسطيني»... ونتنياهو يتهم حزب الله بالسيطرة على مجلس الأمن
الإثنين، 26 أيلول، 2011
سارعت الأحداث في اليوم الفلسطيني في مجلس الأمن، فما إن قدّم الرئيس محمود عباس طلب انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة، حتى أصدرت اللجنة الرباعية بياناً يعيد الأطراف إلى طاولة المفاوضات، ما يعني تأجيل بت الطلب في مجلس الأمن إلى أجل غير مسمّى.
بعد ساعات قليلة من تقدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بطلب انضمام فلسطين ضمن حدود 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أصدرت اللجنة الرباعية الدولية بياناً ينطوي على إجهاض لكل المبادرة الفلسطينية، وإرجاع القضية إلى طاولة المفاوضات مع تجميلات شكلية، عبارة عن جدول زمني لإنهاء التفاوض خلال عام.
وناشدت الرباعية، التي جمعت وزراء خارجية الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والأمين العام للأمم المتحدة، على نحو عاجل كافة الأطراف لكي تذلل العقبات القائمة «وتستأنف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية الثنائية المباشرة دون إبطاء أو شروط مسبقة»، لكنها «تقبلت أن الاجتماع في حد ذاته لن يعيد بناء الثقة الضرورية لكي تكلل المفاوضات بالنجاح»، لذلك اقترحت اللجنة الخطوات التالية: أولاً عقد لقاء تحضيري بين الطرفين خلال شهر من أجل الاتفاق على جدول عمل وأسلوب المضي في التفاوض. ثانياً سيكون في الاجتماع التزام من الطرفين بأن أهداف أي مفاوضات يبقى بلوغ اتفاق ضمن إطار زمني متفق عليه من كلا الجانبين، على ألا يمتد إلى ما بعد نهاية عام 2012. قبل ذلك تتوقع الرباعية من الطرفين أن يتقدما بـ «اقتراحات شاملة خلال 3 أشهر بشأن الأراضي والأمن، وأن يحرزا تقدماً ملموساً خلال ستة أشهر»، وفي الختام وُعدت روسيا باستضافة مؤتمر دولي في موسكو بعد التشاور مع الأطراف «على موعد مناسب».
بيان من الممكن القول إنه أطاح المشهد الاحتفالي الذي كان في الجمعية العامة، حين اعتلى محمود عباس المنبر ليعلن تقديم طلب انضمام فلسطين. وخاطب أبو مازن ممثلي المجتمع الدولي شارحاً إحباطه من مفاوضات برهنت عن عقمها، طالباً من المجتمع الدولي فرض إرادته، مخاطباً الضمائر، وطالباً وضع حد لمعاناة شعب يقتّل ويشرّد ويستباح كل يوم من قبل دولة تتحدى كل الشرعية الدولية، وترفض القوانين والأعراف، وتتغذى بمفاهيم عنصرية. وشرح مجدداً مواصلة بناء المستوطنات «بتفاخر» في الضفة والقدس وجدار الفصل العنصري، بينما يجري التطهير العرقي «إلى حد إبعاد نواب فلسطينيين عن أراضيهم، ومنع المصلين من بلوغ المساجد والكنائس». وقال إن الاحتلال يسابق الزمن لرسم الحدود وفق ما يريد ويغير الواقع ويقوض إمكان إقامة الدولة الفلسطينية.
كذلك حذر من أن شروط إسرائيل الجديدة، قاصداً الاعتراف بيهودية إسرائيل، إنما تهدف إلى تحويل الصراع في المنطقة إلى صراع ديني بغيض «يهدد مستقبل مليون ونصف مليون مسيحي ومسلم من مواطني إسرائيل»، رافضاً ذلك أو الانسياق فيه. وشرح كيف أن عودة السلطة العسكرية الإسرائيلية بصورة أحادية إلى الضفة كسلطة عليا مخالف لكافة الاتفاقات السابقة، ويقوض السلطة الفلسطينية بالكامل.
وأعاد التذكير بخطاب ياسر عرفات عام 1974، وكرر مناشدة الأمم المتحدة قائلاً «لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي». وذكّر المجتمع الدولي بما جرى عام 1988 في جنيف حين طرح برنامج السلام الفلسطيني. وأكد أن الفلسطينيين رضوا بـ «العدل النسبي بقبول 22 في المئة من أرض فلسطين التاريخية». تنازلوا من أجل «تسوية تاريخية تسمح بصنع السلام في أرض السلام». ثم ذكّر باتفاق أوسلوا قبل 18 عاماً والاعتراف المتبادل بين المنظمة واسرائيل «لكن كانت كل مبادرة ومؤتمر وتحرك يتكسر على صخرة المشروع التوسعي الاستيطاني الإسرائيلي». وأكد مواصلة الشعب الفلسطيني المقاومة السلمية بدعم نشطاء السلام من أجل تحقيق حلم الدولة المستقلة، باعتماد الخيار الدبلوماسي والسياسي «دون تفرد أو من أجل نزع شرعية إسرائيل»، لكن «لنزع الشرعية عن الاستيطان والتفرقة العنصرية». ورأى أن العودة إلى المفاوضات بدون برنامج زمني محدد ومرجعيات واضحة، ومع استمرار جيش الاحتلال على الأرض في تعميق احتلاله «أمر غير مقبول». وبعد القول «كفى كفى كفى وقراءة بيت الشاعر الراحل محمود درويش «واقفون هنا...»، استوحى من الربيع العربي ليقول إنه «دقت ساعة الربيع الفلسطيني».
بدوره، سخر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مباشرة من المنظمة.
المصدر: نزار عبود - الأخبار