تعاطف بريطاني "غير مسبوق" مع غزة بعد الحرب الأخيرة
لندن - غريس بريمان: ساد الهدوء سماء غزة عقب سبعة أسابيع من الدمار. لم
يتغير سوى القليل في الخلاف الدائر بين حركة حماس وإسرائيل، بينما حدث تحول في
موقف هؤلاء الذين يشاهدون أعمال العنف ويتعاطفون مع الفلسطينيين عن بعد.
على مدى 50 يوما من الصراع، شهدت بريطانيا خروج عشرات الآلاف إلى الشوارع
تضامنا مع غزة، وكانت الأشعار الفلسطينية تُقرأ في قطارات الأنفاق، واستقالت وزيرة
احتجاجا على موقف حكومتها حيال العدوان الإسرائيلي. وأوضحت استطلاعات الرأي التي
أجريت على مدى العقد الماضي زيادة طفيفة في تعاطف البريطانيين مع الفلسطينيين
مقارنة بالإسرائيليين، ويشير حجم التأييد الكبير لقطاع غزة إلى تحول ملموس في
الرأي العام البريطاني لصالح القضية الفلسطينية.
ويقول كريس دويل، مدير مجلس التفاهم العربي - البريطاني «هناك مؤشرات
واضحة تدل على وجود تحول في موقف الرأي العام البريطاني ليكون أكثر تعاطفا مع حقوق
الفلسطينيين». وأوضح استطلاع رأي أجرته مؤسسة «يوغوف» في اليوم الـ27 من الصراع،
وصول أعداد المتعاطفين مع الفلسطينيين إلى أعلى مستوياتها بنسبة 30 في المائة (مع
العلم بأن عملية التسجيل بدأت عام 2003)، بينما هبطت أعداد المتعاطفين مع "إسرائيل"
لتصل نسبتهم إلى أقل من 12 في المائة.
وحسبما أفادت حملة التضامن مع فلسطين، فقد احتج أكثر من 150 ألف شخص
بشوارع العاصمة البريطانية في 9 أغسطس (آب) الحالي، في أكبر احتجاج تشهده المملكة
المتحدة تضامنا مع القطاع حتى الآن. بينما كانت أعداد المحتجين خلال العدوان
الإسرائيلي على غزة في عامي 2009 و2012، نحو 50 ألفا و15 ألفا على التوالي.
وقالت سارة كولبورن، مديرة حملة التضامن مع فلسطين، لـ«الشرق الأوسط»:
«حتى قبل العدوان الراهن على قطاع غزة، كانت استطلاعات الرأي توضح باستمرار تأييد
الرأي العام للحقوق الفلسطينية، لكن حجم الحشود التي احتجت ضد المجزرة الإسرائيلية
في غزة لا يمكن تصديقه».
الشرق الأوسط، لندن