تغريد الغزية.. تتغلب على وجع السرطان بصنع الكعك
الثلاثاء، 16 شباط، 2016
بابتسامة جميلة تزينت "تغريد الحمامي"، وهي تعد الكعك اللذيذ؛ فرغم
الجهد الذي يحتاجه إلا أنها لم تشعر به، والأجمل من ذلك أنه بمثابة بلسم أملٍ لوجع
جسدها من مرض السرطان.
وكلما كانت تعد كمية من الكعك وتبيعهُ، تشعر بمعنويات عالية، خاصة حينما تدرك
أنها إنسانة مُنتجة مُقبلة على الحياة رغم ألم المرض.
وتجد من الشواكل التي تحصل عليها وإن كانت قليلة إلا أنها تعني لها الكثير بمساعدة
عائلتها التي تعاني مرارة الفقر والحصار.
التغلب على المرض
"أنا لا أنتظر الموت، إنما أبحث عن الحياة والعيش مع أفراد عائلتي"..
بهذه الكلمات كانت تغريد الحمامي(58 عامًا) تتحدث لمراسلة "المركز الفلسطيني للإعلام"،
وهي تشعر بمعنويات عالية بعد أن أصبحت إنسانة تعمل، وليس مريضة على سرير المشفى.
وذكرت أن الإنسان حينما يكون مصابا بالسرطان، غالبًا ما يدور في ذهنه الموت،
وهذا الأمر بحد ذاته يقتلهُ أكثر من المرض نفسه، ذلك جعلها تفكر بطريقة أخرى بالبحث
عن الحياة، وأن لا ترهق عقلها بالتفكير بالمرض.
وبينت أن إيمانها بالله تعالى جعلها تتغلب على المرض، وأن تعيش بين أفراد أسرتها
مثلها مثل كل الأمهات.
ولفتت تغريد إلى أن مريض السرطان يستطيع أن يعمل، ويكون إنسانًا منتجًا قدر
الإمكان من خلال العمل بما يناسبه، ويستطيع القيام به.
وعبرت عن سعادتها حينما أتيح لها القيام بذلك لأول مرة من خلال برنامج العون
والأمل لرعاية مرضى السرطان، الذي افتتح معرضًا تضمن مشاركة مُنتجات نساء مريضات بالسرطان،
والتي كانت واحدة منهن.
وقالت: "صحيح أنني مريضة بالسرطان، لكنني أستطيع أن أعمل، ومشاركتي في
معرض لبيع مُنتجات مريضات السرطان، وإقبال الزبائن على الشراء، لدليل واضح على قدرة
مريض السرطان على العمل".
تشجيع الشباب
وأشارت، وهي تشعر بالسعادة كلما أقدم أحد الزبائن على شراء علبة من الكعك منها
داخل المعرض، إلى أنها قبل خروجها من المنزل اشترت جارتها كعكا، ما جعلها تستطيع شراء
وجبة إفطار لأبنائها، وبالوقت ذاته توفير ثمن الموصلات، لنقلها للمشاركة بالمعرض.
وأوضحت أن الربح المادي ليس بالكثير، لكن بالنسبة لها يعني الكثير، ويشجعها
أكثر على العمل، وبالوقت نفسه يمثل بالنسبة لها دعمًا نفسيًّا يجعلها تتغلب على المرض.
وفي نصيحة قدمتها لكل مريض قائلة: "لا تجعل المرض يتغلب عليك إنما تغلب
أنت على المرض بالثقة بالله تعالى ثم بالعمل بما يناسب قدرتك، ذلك سيكون له تأثير كبير
بالشعور بالسعادة، والإقبال أكثر على الشفاء".
وتابعت: "إذا كان هذا تفكير مريضة بالسرطان فكيف سيكون الشاب المقبل على
الحياة خالي من الأمراض؟!.. ذلك يتطلب من الشباب التفكير وإيجاد فرصة عمل لنفسه، وألا
يقف دون العمل شيء، ويقول لم أجد وظيفة.. أنتم يا شباب قادرون على العمل إنما اجتهدوا
بالبحث عن الطريقة الصحيحة".