في ظل الصمت
العربي والفلسطيني
تقدير موقف:
تقسيم الأقصى زمانيًا يمهد لتقسيمه مكانيًا

الثلاثاء، 01 أيلول، 2015
قال مركز القدس لدراسات
الشأن الإسرائيلي إن الاحتلال الإسرائيلي شرع منذ الأسبوع الماضي بتقسيم المسجد الأقصى
المبارك في القدس المحتلة زمانيًا، في خطوة تمهد لمنع المرابطين من التواجد في باحاته.
وأشار المركز في تقدير موقف
أصدره الاثنين بعنوان "التقسيم الزماني في ظل الصمت... سيمهد للتقسيم المكاني"
إلى أن الاحتلال يغلق بوابات المسجد يوميًا من الـ7:30 صباحًا حتى الـ11:30 ظهرًا،
ويمنع دخول الأطفال والنساء وطلبة العلم.
واللافت- بحسب المركز- أن
عملية التقسيم بدأت "إسرائيل" فرضها، والحالة الفلسطينية والعربية في صمت
عميق، حيث توصلت متابعته إلى (صفر) من ردود الأفعال على الأرض، الأمر الذي سيشجع
"إسرائيل" إلى جملة من الخطوات.
وأوضح أن أهم هذه الخطوات
تمثلت في الاستمرار في إغلاق بوابات الأقصى، تجفيف منابع الرباط فيه تمهيدًا لحظر هذا
النشاط المهم، المس قانونيًا بالجهات القائمة على الرباط، المس بموظفي الأوقاف الأكثر
نشاطًا في المسجد خلال الفترة القادمة، وزيادة وتيرة الاقتحامات للمسجد عبر تسيير زيارات
مؤسساتية ودينية له .
وبين أن هذه الخطوات الخمس
في التعاطي مع الأقصى ستشجع التوجهات الإسرائيلية لسلوك أوسع باتجاه تقسيمه، الأمر
الذي نادت به قيادات سياسية دينية إسرائيلية، على رأسها وزيرة الثقافة "ميري ريغف"،
والوزير الإسرائيلي "أوري أرئيل"، بالإضافة إلى الوزير المكلف بشؤون القدس
"زئيف إيلكن".
وتحدث مدير مركز القدس علاء
الريماوي عن السلوك الإسرائيلي المستقبلي تجاه الأقصى، قائلًا إن صلاة اليهود في المسجد
الأقصى ستصبح متاحة مع التقسيم الزماني، وبحرية كبيرة خاصة في ساحة قبة الصخرة، بالإضافة
إلى الساحات المحاذية للبراق.
وكذلك إقامة مناسبات دينية
لليهود في ساحات الأقصى في أيام الأعياد والمناسبات، وإقامة نشطات المؤسسات الدينية
المتطرفة، وتوسيع حالة السياحة الخارجية لليهود تحت عنوان "اعرف مكان الهيكل"،
الأمر الذي تجريه وزارة الثقافة الإسرائيلية خارج أسوار الأقصى، بالإضافة لتوسيع أيام
التقسيم، لتطال أيام محددة من العام عدا الصلوات الخمس.
وترى القراءة الإسرائيلية
بأن الحالة العربية والفلسطينية تساعد على خطوات متزنة تجاه الأقصى، شريطة أن تظل هادئة،
كي لا تثير الحالة المقدسية، الأمر الذي من شأنه الانعكاس على تحرك الأطراف الفلسطينية
.
ورأى مدير مركز القدس علاء
الريماوي أن الخطورة الأكبر على الأقصى بعد التقسيم الزماني، الانتقال لتطبيق التقسيم
المكاني، كما حدث في المسجد الإبراهيمي.
وأضاف أن المؤسسات اليمينة
الإسرائيلية ترى أن ما يجب أن تسعى إليه بناء كنيس كبير على جزء من مساحات المسجد،
تنفيذ مشروع (حديقة توراتية) في أحد زوايا ساحاته، هذا الأمر يلقى إلى الآن معارضة
الجهات الأمنية الإسرائيلية، لكنه في ذات الوقت يلقى قبولًا بمفاصل رئيسة في حكومة
نتنياهو.
خطوات لإفشاله
وعن خطوات إفشال المخطط
الإسرائيلي، أكد الريماوي ضرورة بدء حملة إعلامية واسعة ضد التقسيم الزماني للأقصى،
الأمر الذي يغفله الأعلام حتى اللحظة، إعلان هيئات القدس، والمناطق المحتلة عام
1948 عن برنامج للتصدي لعملية التقسيم، الأمر الذي سيضغط على الأنظمة الرسمية.
بالإضافة إلى ممارسة جهات
إعلامية وحزبية في الأردن، مصر، المغرب، والخليج العربي ضغوطًا على الحكومات لتحرك
يمكنه التأثير بشكل واضح، والدعوة لعقد اجتماع طارئ لمنظمة المؤتمر الإسلامي، لتحريك
الملف عالميًا، وكذلك تحرك شعبي وفصائلي، للوقوف في وجه المخططات الإسرائيلية وبشكل
متسارع.
واعتبر مركز القدس لدراسات
الشأن الإسرائيلي أن الملف الأخطر في هذه المرحلة استهداف المسجد الأقصى، لشعور
"إسرائيل" أن هذه المرحلة ستمكنها من أحداث إنجاز ما .
وخلص إلى أن المخطط الإسرائيلي
يمضي في مراحل عدة منها التهيئة، ثم جس النبض، ثم التطبيق المرحلي، والإعلان عن المشروع
الكامل، وبعد ذلك التطبيق الكلي.
وأشار إلى أن "إسرائيل"
بدأت الخطوة الأهم نحو تطبيق المشروع الكامل لتقسيم الأقصى، الأمر الذي يتطلب مواقف
سريعة لوقف المخطط الإسرائيلي.
المصدر: وكالة صفا