تقرير مركز لوزان السويسري: تحليل عينات رفات عرفات يؤكد تسممه
بالبولونيوم المشع
ذكرت الجزيرة نت،
الدوحة، 6/11/2013 من باريس نقلاً عن مراسلها محمد العلي، أن علماء سويسريين كشفوا عن وجود بولونيوم
مشع في رفات الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وسط تقديرات بأنه مات مقتولا
بهذا السم. وعثر العلماء المكلفون بفحص عينات من رفات عرفات، على مقادير تصل إلى
18 ضعف المعدل الاعتيادي من مادة البولونيوم المشع، مما يرفع إلى 83% نسبة
الاشتباه بأنه مات مسموما بهذه المادة.
وأفاد تقرير من 108 صفحات صادر عن المركز
الجامعي للطب الشرعي في مدينة لوزان السويسرية حصلت الجزيرة على نسخة منه، إن
مقادير غير طبيعية من البولونيوم وجدت في حوض عرفات وأضلاعه وفي التربة الموجودة
تحت جثمانه.
وتسلمت سهى عرفات أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل
نسخة من تقرير الخبراء السويسريين في باريس أمس الثلاثاء من محاميها سعد جبار
بحضور عالم الطب الشرعي البريطاني ديفد باركلي الذي تولى شرح مضمونه.
وقال باركلي إن تلك النتائج تؤكد أن عرفات مات
مقتولا عبر تسميمه بالبولونيوم. وأضاف أن "ما تم العثور عليه هو البندقية
التي قتلته والدخان يتصاعد منها.. ما لا نعرفه حتى الآن من كان ممسكا بها وقت حصول
الجريمة".
وبعد تسليم نتائج التقرير أكد الخبير البريطاني
أن "معلوماته قوية" وأن "كافة النتائج أشارت إلى أن البولونيوم
الذي عثر عليه في (رفات) عرفات كان أعلى من كل حالات التسمم السابقة" بهذه
المادة، مما يعني حسبه "أننا أمام ما يمكن أن يكون اغتيالا".
ومضى باركلي قائلا إن البولونيوم المعروف بأن
عمره ينخفض بمعدل النصف كل ستة أشهر "انخفض ليتساوى مع الرصاص" في رفات
عرفات، وقال إنه بإمكان التحقيق البحث الآن في "من كان له الدافع وأتيحت له
الفرصة" لقتل الزعيم الفلسطيني.
وفي يوليو/تموز 2012 بثت الجزيرة تحقيقا
استقصائيا تضمن نتائج فحص متعلقات عرفات التي عثر العلماء السويسريون بعد فحصها
-وفحص بقايا بوله وبقع دمه وبعض الشعر العالق في قبعته- على مقادير عالية من مادة
البولونيوم 210.
ومن جهتها قالت سهى عرفات إن نتائج الفحص
السويسري تظهر أن زوجها مات مقتولا، وإن هناك جريمة ارتكبت، مضيفة أن الخطوة
التالية بالنسبة للمحققين الفرنسيين هي متابعة التحقيق للكشف عن القاتل.
وأجهشت أرملة الزعيم الفلسطيني أمس بالبكاء
تأثرا بعد تسلمها تقرير الخبراء السويسريين الجديد في العاصمة الفرنسية باريس.
وتحدثت سهى باللغة الإنجليزية في موقف مشحون
بالعواطف ٍقائلة بعد استماعها لشرح باركلي مضمون التقرير، قائلة إن "مرتكبي
الجريمة جبناء لأنهم لا يريدون أن يضعوا بصمتهم عليها، لكن إرادة الله شاءت أن يتم
الكشف عنها بعد تسع سنين". وأضافت "تذكرت وضعه في أيامه الأخيرة
بالمستشفى.. أخبرني أنه لا يخاف الموت، لكنه كان يفضل الموت في معركة". وقالت
"مات أبو الفلسطينيين جميعا.. لقد أصبحوا أيتاما من بعده"، وأضافت
"سأبذل جهدي.. سأعمل على مستوى العالم كي يؤتى بالقاتل"، ودعت السلطة الفلسطينية
للذهاب "إلى النهاية لمعرفة الحقيقة، وعليها اتخاذ إجراءات صارمة".
وأضافت وكالة رويترز للأنباء، 6/11/2013، من باريس نقلاً عن مراسلها بول تيلور، أن سهى عرفات
قالت يوم الاربعاء إن عرفات مات مسموما بالبولونيوم المشع عام 2004. وأضافت
لرويترز في باريس "نحن نكشف جريمة حقيقية.. اغتيال سياسي."
وقالت سهى عرفات التي التقت مع أعضاء من فريق
الطب الشرعي السويسري في جنيف يوم الثلاثاء "هذا أكد كل الشكوك التي كانت
تساورنا." وأضافت "تأكد علميا أن وفاته لم تكن طبيعية ولدينا دليل علمي
على أن هذا الرجل قتل."
ولم تتهم دولة أو شخصا وقالت إن الزعيم التاريخي
لمنظمة التحرير الفلسطينية كان له أعداء كثيرون لكنها أشارت إلى أن إسرائيل وصفته
بأنه عقبة في طريق السلام.
وظهرت على الفور مزاعم بوجود شبهة جنائية.
فعرفات كان لديه خصوم بين شعبه لكن كثيرا من الفلسطينيين أشاروا بأصابع الاتهام
إلى إسرائيل التي حاصرته في مقره في رام الله في آخر عامين ونصف من حياته.
وقال واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة
التحرير الفلسطينية في بيان يوم الأربعاء "الشهيد ياسر عرفات ذهب ضحية اغتيال
وارهاب دولة منظم وهي إسرائيل التي كانت معنية بالتخلص منه.
"والآن وصول النتائج الى ان البولونيوم هو
الذي قتل الرئيس ياسر عرفات هذا عمل ارهاب دولة منظم وبالتالي لا بد من متابعة هذه
المسألة."