تكية
"خاصكي سلطان" بالقدس ملاذ الفقراء في رمضان
القدس
المحتلة-المركز الفلسطيني للاعلام
تعتبر
"تكية خاصكي سلطان" المحاذية للمسجد الأقصى المبارك واحدة من معالم
مدينة القدس التي يعود تاريخ بنائها لأكثر من 462 عاماً، وتعتبر ملاذا لكثير من
فقراء القدس خصوصا في شهر رمضان المبارك.
ويروي الشيخ
عزام الخطيب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس قصة هذه التكية القديمة
جداً؛ حيث يعود تأسيسها إلى عام 959 هجرية، على يد زوجة السلطان سليمان القانوني
الروسية الأصل واسمها روكسيلانة، التي كانت تحب القدس وتحنو على فقرائها فأوقفت
عليها أوقافا كثيرة لتضمن بقاءها سندا للفقراء.
وتشرف على
التكية دائرة الأوقاف عبر لجنة برئاسة رئيس صندوق الزكاة، بهدف تقديم وجبة ساخة
يومياً لفقراء ومحتاجي مدينة القدس وما حولها من قرى وبلدات.
ويؤكد الخطيب
في حديث لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن رواد التكية يزدادون سنة بعد
سنة، وقال: العام 2013 عام صعب زادت فيه الضغوط الاقتصادية والحصار والإغلاق
وارتفعت فيه نسبة البطالة والفقر في أوساط المقدسيين بشكل ملحوظ، لذلك هناك عائلات
تعيش على ما تقدمة التكية لسد رمقها وجوعها.
وأوضح أن
التكية تقدم نحو 200 كيلو يومياً من الدجاج و120 كيلو من اللحم لما يزيد عن 600
فرد في الأيام العادية، وفي شهر رمضان المبارك يرتفع العدد إلى ما يزيد عن 1000
فرد.
وأشار إلى أن
الغالبية العظمى من رواد التكية من سكان البلدة القديمة بالإضافة إلى نسبة من سكان
محيط القدس وما حولها من قرى وبلدات ومن تقطعت بهم السبل.
وشدد الخطيب
على أن نظام التكية منذ مئات السنين يقوم على تقديم الوجبات الساخة لكل فقير في
المدينة بغض النظر عن دينه وعرقه، وقال: "نحن لا نفرق بين فقير وآخر فهناك
عائلات مسيحية تأتي للحصول على وجبات من التكية بشكل شبه يومي".
وأضاف إن التكية
تعمل في فترة الظهيرة ويبلغ عدد العاملين فيها 6 من الطباخين المهرة، وفي شهر
رمضان يرتفع عددهم إلى 9 يعملون إلى ساعات المساء، فبعد الطبخ يتم توزيع الطعام
بشكل متساوٍ على الجميع دون استثناء حيث يتجمع الفقراء على أبواب التكية ينتظرون
لحظة فتحها وما هي إلا ساعة يوزع فيها الطعام وينفض الجميع عائدا إلى منزله
بانتظار الإفطار.
ويذكر الخطيب
أن هذه التكية يبارك الله عز وجل بما تقدمة للفقراء بشكل ملحوظ، مشيراً إلى أن
التكيّة هي الكلمة التركية المسايرة للخانقاه وللزاوية، فقد أطلق العثمانيون على
الخوانق والزوايا التي كانت قبلهم أو تلك التي أسموها اسم التكايا، فالقدس تنتشر
فيها الزوايا والمدارس والمكاتب وتأتي التكية لتكمل هذا النظام الإسلامي العريق
المتكافل المتضامن الذي يرعى فيه الغني الفقير ويساعد فيه القوي الضعيف في وحدة
إيمانية عظيمة.
كما أن كلمة
تكية نفسها يرجعها البعض إلى الفعل العربي ”اتكأ” بمعنى استند أو اعتمد، خاصة أن
معاني كلمة ”تكية” بالتركية: الاتكاء والتوكؤ والاستناد إلى شيء للراحة والاسترخاء
من عناء الفقر والجوع.