القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 26 كانون الأول 2024

تلاميذ غزة يدرسون في غرف صفيح ويحلمون بدولة تنهي معاناتهم

تلاميذ غزة يدرسون في غرف صفيح ويحلمون بدولة تنهي معاناتهم

الأربعاء، 28 أيلول، 2011

تحلم الطفلة هالة بدولة فلسطينية تؤمن لها التعلم في مدرسة مبنية بالإسمنت والطوب، وترفع "العلم الفلسطيني" في قطاع غزة بدلا من غرفة مصنوعة من الصفيح.

وفي قاعة مصنوعة من الصفيح ونوافذها من الاسلاك وتفتقر للتهوية تجلس هالة (14 عاما) مع أكثر من أربعين تلميذة على كراس خشبية قديمة. وتقول: "أشعر أنني في فرن.. لا نقدر على التفكير أو التعلم في الصف".

وتضيف أن كل ما يشغلها هو "متى تنتهي الحصة الدراسية؟".

وتؤكد هالة التي تدرس في مدرسة "الرمال الإعدادية للبنات اللاجئين" التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في حي الرمال غرب مدينة غزة "حلمي دولة لفلسطين تبنى فيها مدارس لنا من الاسمنت والطوب ونرفع عليها علم بلادنا".

وتقف هداية الوحيدي مديرة المدرسة التي صنفت "المدرسة المميزة الأولى" من بين مدارس "الانروا" في قطاع غزة، عاجزة عن تقديم أي مساعدة لتلميذاتها في غرف الصفيح وهي تتجول بهدوء بين مقاعد الدراسة.

وتتساءل الوحيدي "ماذا نفعل؟" في ظل عدم وجود تهوية أو نوافذ أو إضاءة، والازدحام غير العادي في مقاعد صفوف الصفيح. وتضيف: "لا يمكن تخيل الوضع حال انقطاع التيار الكهربائي المتكرر".

وتضيف المدرسة أنها غرف "لا تصلح حتى للحيوانات (...) لا تليق بالبشر وتسبب السرطانات"، مشيرة ايضا الى "التأثير النفسي المدمر وصعوبة التحصيل العلمي" لهذا الوضع.

ويؤكد الناطق باسم "الأونروا" عدنان ابو حسنة أن الدراسة في غرف الصفيح هذه "غير مناسبة وتؤثر سلبا على تحصيل التلاميذ ووضعهم النفسي".

ويضيف: "لكننا مضطرون لهذا، ونحاول التغلب عليها بتوفير دعم نفسي واماكن تهوية، وتغطية الغرف"، بينما اضطرت إدارة المدرسة لقطع اشجار كانت زرعت أثناء انشاء المدرسة قبل خمسين عاما، لوضع حاويات الصفيح.

ويوضح أن "الأونروا" وضعت منذ بدء العام الدراسي الجديد في ايلول الجاري ستين غرفة من الصفيح في عدد من مدارسها لتغطية "النقص الحاد" في المدارس.

ويقول أبو حسنة إن عدد التلاميذ في مدارس "الأونروا" بلغ هذا العام "220 ألف طالب بزيادة أكثر من تسعة آلاف عن العام الماضي"، مؤكدا أن الوكالة بحاجة الى بناء 150 مدرسة الى جانب "240 مدرسة" تابعة لها في غزة.

ويعزو أبو حسنة هذا الوضع الى "الحصار وعدم إدخال "إسرائيل" مواد بناء الى غزة"، مؤكدا أن لدى "الأونروا خططا لبناء مئة مدرسة لإنهاء الازمة وانتهاء العمل بنظام الفترتين وعشرة آلاف وحدة سكنية في القطاع في العامين القادمين".

من جهتها، تعتقد الوحيدي أن الحل المؤقت "ممكن بإدخال "إسرائيل" غرف اسمنتية جاهزة كالتي تستخدم في "إسرائيل"، وبالتالي لا حاجة ملحة لإدخال مواد الاسمنت بدلاً من غرف الصفيح المدمرة".

وهذا ما يؤكده تقرير أعده مركز الميزان لحقوق الانسان شدد على أن الحصار الإسرائيلي يشكل "العائق الاكبر" للتعليم في قطاع غزة، وأدى الى "عجز كبير" في المباني المدرسية.

وأوضح التقرير أن عدد المدارس في القطاع بلغ 677 مدرسة وعدد الطلاب فيها 465 ألف طالب وطالبة.

وأضاف أن وزارة التربية والتعليم في غزة تحتاج لإقامة 130 مدرسة "بشكل عاجل" في حين تحتاج "الانروا" لبناء 119 مدرسة للقضاء على نظام الفترتين الذي يصل الى 79% من المدارس.

وأوضح ابو حسنة أن الحاويات او غرف الصفيح "حل مؤقت ونأمل انهاء الازمة ببناء فصول جديدة خلال عام".

وتؤكد هبة الاشرم (14 عاما) التي تدرس في غرفة من الصفيح في مدرسة في بيت لاهيا شمال القطاع أن "هذا الصف لا يصلح للدجاج". وتضيف وهي تتصبب عرقا بسبب درجة الحرارة المرتفعة داخل فصلها الدراسي: "حرام عليهم لا نستطيع الجلوس فكيف سنستوعب الدراسة".

وتعاني هذه الفتاة من مرض جلدي بسبب الحر والرطوبة كما تقول.

وتعبر عن أمنيتها بأن يصوت اعضاء مجلس الامن لمنح الفلسطينيين دولة "ووقتها سنقيم مدارسنا على الطراز العالمي الحديث"، مؤكدة أن "حلمي أن أعيش في دولة تعترف فيها كل الدنيا".

وتستدرك الفتاة أن "إسرائيل لن تسمح وأميركا ستصوت بالفيتو لكن الحق لا يضيع".

أما سهيلة زميلة هالة فتقول: "أشعر أنني في صندوق صفيح يغلي مثل قنبلة ذرية ستنفجر (...) أملنا بالأمم المتحدة أن توافق على دولة لنا.. كفى معاناة".

وتشاطرها مادلين ابو سيف (15 عاما) التلميذة في الصف العاشر أن خطوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب الاعتراف بعضوية كاملة لفلسطين في الامم المتحدة "عظيمة"، مؤكدة أن "فلسطين تبقى دائما موجودة، وأتمنى أن تصبح دولة حقيقية فورا وتنتهي معاناة الشعب الفلسطيني".

وكانت "إسرائيل" "وافقت مبدئيا" في اذار الماضي على دخول مواد البناء لتنفيذ "مشروعين إسكانين" تشرف على إقامتهما "الأونروا" في جنوب القطاع لإسكان آلاف الفلسطينيين الذين هدمت بيوتهم في عامي 2002 و2003".

المصدر: جريدة السبيل الأردنية