تنديد فلسطيني
بمصادرة جزء من مقبرة «باب الرحمة»

الخميس، 03 أيلول، 2015
أدان المفتي العام للقدس
والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين مصادرة سلطات الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من مقبرة
باب الرحمة الملاصقة للسور الشرقي للمسجد الأقصى المبارك، ووضع الأسلاك الشائكة حولها
لتحويلها لمسارات ما يسمى "الحدائق الوطنية". ورسم حدود جديدة للمقبرة الموجودة
منذ مئات السنين.
وأوضح حسين في بيان صحفي
أن مقبرة باب الرحمة مقبرة تاريخية، وتحوي بين جنباتها رفات الصحابيين الجليلين عبادة
بن الصامت، وشداد بن أوس، كما دفن فيها عدد من علماء مدينة القدس والشهداء الأبرار،
وهي بالتالي تكتسب أهمية خاصة لدى المسلمين، إضافة لحرمتها كمقبرة لموتاهم.
واعتبر قرار المس بالمقبرة
بأنه خطير ومدان بكل المعايير، لأنه يمس الأماكن
المقدسة الإسلامية التي لا يحق لأي جهة غير الأوقاف الإسلامية التدخل فيها.
وقال إن سلطات الاحتلال
تمعن بهذه الغطرسة، مستغلة حالة الانشغال العربي والإسلامي، والصمت الدولي، والشرخ
الفلسطيني لتحقيق مآربها، وهي بهذه الاعتداءات تنتهك القوانين الدولية التي تفرض عليها
احترام حقوق الملكية، وأصحابها'.
واستنكر المحاولات المتواصلة
لتهويد المسجد الأقصى من خلال تقسيمه زمانيًا ومكانيًا، واستمرار محاصرته، ومنع المصلين
والمرابطات والمرابطين من دخوله، ومنهم بعض حراسه وموظفي دائرة الأوقاف الإسلامية في
القدس.
وحمّل سلطات الاحتلال المسؤولية
عن عواقب هذه الجرائم، مناشدًا العالم أجمع بحكوماته ومنظماته ومؤسساته وعلى رأسها
اليونسكو، التي تعنى بالسلام والإنسان والمقدسات، العمل على ثني "إسرائيل"
عما تخطط له من طمس لهوية القدس وتشريد أبنائها، وضرورة التحرك العاجل لدرء الأخطار
عن المدينة ومقدساتها.
من جهتها، حذرت دائرة شؤون
القدس في منظمة التحرير من مخاطر استيلاء طواقم تابعة لما يسمى "بـسلطة الطبيعة"
الإسرائيلية على جزء كبير من مقبرة باب الرحمة، ووضع السياج والأسلاك الشائكة في الجزء
الشرقي منها.
كما حذرت من مخاطر مواصلة
حكومة الاحتلال في انتهاكاتها اليومية والمتواصلة، بهدف تهويد المدينة المقدسة بشتى
الأساليب والطرق، وفرض واقع جديد من خلال حملات النهب والاستيلاء المحمومة التي تستهدف
المقدسات الإسلامية في مدينة القدس'.
وعبرت عن بالغ قلقها جراء
ما يحدث في القدس، وإغلاق المسجد الأقصى لليوم التاسع على التوالي، ومنع النساء والمرابطات
من دخوله، و'السماح للمستوطنين المتطرفين باقتحامه وتدنيسه بشكل يومي، تنفيذًا لمخطط
التقسيم الزماني والمكاني للمسجد، والذي بدأ العمل به على أرض الواقع.
بدورها، حذرت الهيئة الاسلامية
المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من الاستيلاء على جزء كبير من المقبرة، منددةً بمواصلة
سلطات الاحتلال انتهاك حرمة المقابر الاسلامية في القدس، ولا سيما مقبرتي باب الرحمة
ومأمن الله.
وأشارت الهيئة إلى أن الاستيلاء
الأخير على أراضي باب الرحمة ما هو إلا اعتداء جديد على الأوقاف والمقدسات يضاف إلى
سلسلة الاعتداءات والانتهاكات اليومية في القدس وسائر الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد الأمين العام للهيئة
حنا عيسى أن عملية المصادرة والاستيلاء هذه ليست الأولى من نوعها، فقد سبقها مصادرة
1800 متر من أراضي المقبرة المذكورة، وذلك بهدف تهويدها وإقامة مسالك سياحية ومعالم
تلمودية لإضفاء الطابع اليهودي عليها وسلخها عن واقعها العربي وتاريخها الإسلامي.
وأضاف أن استمرار
"إسرائيل" بطمس معالم المقابر الإسلامية ومصادرة أراضيها، ونبش قبور المسلمين،
وتدمير رفاة الأئمة والعلماء، على الرغم من السخط المقدسي الفلسطيني أولًاً، والتنديد
العالمي، يشكل تحديًا إسرائيليًا واضحًا للحرمة الاسلامية، والحق الفلسطيني، وكافة
القوانين والاعراف والمواثيق الدولية، ودليل واضح على أن "إسرائيل" باتت
دولة فوق القانون.
المصدر: وكالة صفا