القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

ثلاث لوائح عربية تتنافس في انتخابات «إسرائيل»

ثلاث لوائح عربية تتنافس في انتخابات «إسرائيل»
فلسطينيو 48 يواجهون كنيست اليمين الديني
 

الثلاثاء، 22 كانون الثاني، 2013

يواجه فلسطينيو الأرض المحتلة في العام 1948 تحديات متصاعدة. وبينما يبتعد الواقع العربي عنهم أكثر، منشغلاً بحدود العام 1967، فإن سلطة الاحتلال تسعى طوال الوقت الى إبعاد الأنظار عن واقعهم السياسي والمعيشي، لطمس هويتهم.

ومن التحديات التي يواجهها هؤلاء، الانتخابات الإسرائيلية، وخصوصاً اليوم، فهم يواجهون كنيست من المرجح أن يسيطر عليها اليمين الديني، ومن هنا تدور الأسئلة حول نسبة مشاركة الفلسطينيين في الانتخابات، وما هي الأحزاب المشاركة، وطبيعة دورها في الكنيست المقبلة الغنية بأحزاب اليمين الديني والمتطرف؟ ولكن في النهاية ما تعريف اليمين الإٍسرائيلي واليسار، أم أن وجودهما أصلاً مرتبط فقط بالإسرائيلي، ويبقى متطرفاً ويمينياً عندما يتعلق الأمر بالفلسطيني.

نسب المشاركة

في حديث إلى «السفير»، يشرح الخبير في الخريطـة الحزبية في "إسرائيل" برهوم جرايسي أن «فلسطينيي 48 يشكلون حوالي 14,5 في المئة من إجمالي ذوي حق التصويت في إسرائيل، والبالغ عددهم 5,565 ملايين»، مشيراً إلى أن السنوات الماضية بينت أن نسبة مشاركتهم في الانتخابات تتراجع من عام إلى عام، «كما هو الحال في الــشارع اليهودي». إلا أنه بحــسب جرايسي «هنــاك فجوة دائما في نسبة التصويت بين الجمهورين تتراوح بين عشرة و12 في المئة، ففي انتخابات العام 2009، شارك في الانتخابات من فلسطينيي 48 نحو 53,5 في المئة، في مقابل أكثر بقليل من 64 في المئة من بين اليهود»، مرجحاً أن ترتفع النسبة ولو بشكل ضئيل بحسب استطلاعات رأي داخلية للأحزاب الفلسطينية.

أما المدير العام لـ«مركز باحث للدراسات» وليد محمد علي، فيجد أن لا جدوى من المقارنة بين مشاركة الفلسطينيين والإسرائيليين (اليهود).

ويقول محمد علي في حديث إلى «السفير»، إن أسباب المقاطعة لدى الجانبين مختلفة دائماً، «فهناك إرباك واضح داخل المجتمع اليهودي، حيث انخفضت الثقة بالقادة، خصوصاً في ما له علاقة بتوسع نطاق الفساد». أما الفلسطيني فله أسباب مختلفة كلياً، من بينها عدم توحد الأحزاب العربية في لائحة واحدة، فضلاً عن «إحساس الفلسطيني أن هذه الدولة قائمة على حسابه»، وأخيراً وخاصة، فإنّ «الفلسطيني اليوم يثق أكثر في الجمعيات الأهلية والمدنية للمطالبة بحقوقه». وبالتالي يتوقع محمد علي أن تنخفض نسبة المشاركة إلى أقل من 50 في المئة.

اللوائح الفلسطينية الثلاث

وفي وقت اعتبر محمد علي أن عدم توحد لوائح الأحزاب الفلسطينية قد يربك الناخب ويبعده عن المشاركة، يشير جرايسي إلى الجدل الذي حصل حول احتمال خوض الانتخابات في لائحة مشتركة، رابطاً فشله بالأسباب التالية: «إذ اتهم التجمع الوطني الديموقراطي والقائمة الموحدة حزب الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة بتعطيل الوحدة، إلا أن الأخيرة تؤكد أن الاستطلاعات الداخلية التي لديها ولدى أحزاب آخرين، أثبتت أنه ما كان للائحة مشتركة أن تحقق النتيجة المرجوة نفسها».

وبالتالي ما كان من الجبهة إلا أن دعت إلى وحدة «التجمع» و«الموحدة» في لائحة مشتركة، ترتبط باتفاقية فائض أصوات معها، إلا أن المبادرة قوبلت بالرفض، وفقاً لجرايسي، الذي يشير إلى أنه «في نهاية المطاف، ارتبطت الجبهة مع التجمع باتفاقية فائض أصوات، وهو نظام إسرائيلي يسمح في كثير من الأحيان، بضمان مقعد إضافي لإحدى اللائحتين».

أما التمايزات بين اللوائح الثلاث، فهي إجمالاً تتفق على قضايا فلسطينيي 48، وذلك لا يخلو من بعض الخلافات الاجتماعية، التي قد تتصاعد إلى حد التوتر. وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، تتمسك الجبهة و«القائمة الموحدة» بحل الدولتين، إلا أن «التجمع» يدعو إلى الدولة الواحدة ثنائية القومية، وفقاً لجرايسي.

الفلسطينيون مقابل اليمين الديني

وبالنتيجة فإن ثلاث لوائح تمثل الأحزاب الفلسطينية ستشارك في انتخابات الكنيست اليوم. ويتفق المحللون على أن تلك الأحزاب ستحافظ على قوتها الحالية، ربما بزيادة مقعد واحد فقط.

ولكن الفلسطينيين في الكنيست سيواجهون اليوم اليمين الديني خاصة، إذ أشارت استطلاعات الرأي على مدى الشهرين الماضيين إلى تقدم ملحوظ لأحزاب اليمين الديني، وخصوصاً «البيت اليهودي» برئاسة نفتالي بينيت.

ولكن في النهاية ما هو تعريف اليمين واليسار والوسط في إسرائيل؟ فهل أحدها يطالب بحقوق الفلسطيني؟ العكس تماماً، فهم لا يتفقون سوى على عدم الاعتراف بوجوده أصلاً.

يجيب محمد علي أن الأحزاب الإسرائيلية جميعها «صهيونية تتنافس على ماذا ستقدم للمستوطن»، فحزب العمل على سبيل المثال «ليس في برنامجه شيء عن الحقوق الفلسطينية»، وهو الذي لم يعد يعترف أصلاً بيساريته. وكأن الأحزاب الإسرائيلية تتنافس على يمينيتها من أجل الحصول على الأصوات. والأهم من ذلك، بنظر محمد علي، أنه يجب «إعادة التدقيق في معنى اليسار واليمين في إسرائيل».

وبالنتيجة، يقول محمد علي إن الأحزاب العربية في الكنيست لم تستطع تغيير شيء، خصوصاً في ظل قوانين الكنيست المتطرفة والتي لا تعترف أصلاً بالفلسطيني كمواطن.

أما جرايسي، فيقول حول احتمالات التغيير، «نحن نخوض الانتخابات منذ العام 1949 وطيلة الوقت في المعارضة، لا نشارك كي ندخل الحكومة وبرغم ذلك نغير ونلعب اللعبة البرلمانية وأحيانا نحقق نجاحات ولو محدودة»، مضيفاً أن «الأهم هو أن فلسطينيي 48 يحتاجون لعنوان سياسي واضح، والمعركة هي على وجه هذه الجماهير... فلو امتنعنا كلنا عن المشاركة، لحصلت الأحزاب الصهيونية على نسب كبيرة، وادعت تمثيلها».

المصدر: ربى الحسيني - السفير