القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

"جموح الانتفاضة".. الرهان الصهيوني الفاشل

"جموح الانتفاضة".. الرهان الصهيوني الفاشل

الإثنين، 21 آذار، 2016

لا تزال انتفاضة القدس تُقدم نموذجًا فريدًا على تنوع وسائلها، وتُحبِط تقديرات الكيان الصهيوني، وتُحيّر معطيات المحللين الصهاينة، وتتخطى كل الوسائل المحبِطة والحلول الإجرامية للقضاء على شبانها.

قسم الترجمة والرصد في "المركز الفلسطيني للإعلام" تابع ما كتبه ألون بن ديفيد في مقال له تحت عنوان "ستة أشهر على هجمة الأفراد الإرهابية والبقية تأتي"، الذي نشره معهد الأمن القومي الصهيوني، وما جاء على صحيفة معاريف.

التقدير الصعب

يقول المحلل بن ديفيد في مستهل مقاله: "الشعب وصناع القرار ووسائل الإعلام أيضًا - تجد صعوبة في تقدير الوضع الذي تعلق فيه منذ بداية هجمة الأفراد الإرهابية في سبتمبر 2015؛ فمنذ أكتوبر وبعد أكثر من 250 عملية ومحاولات القيام بعمليات وأكثر من 90% منها قام بها أفراد، رغم تسجيل انخفاض دائم في عدد العمليات، ولكن لا علامات تدل على قرب اختفاء الظاهرة".

ويضيف المحلل: "عندما نتورط في ظاهرة جديدة وغير مفسرة نميل إلى العودة لما نعرفه، لذلك فقد سميت هذه الهجمة الإرهابية "انتفاضة"، وهناك من وصفها بـ"انتفاضة الأفراد" أو "انتفاضة السكاكين"؛ إذ إن غالبية العمليات الدموية فعلًا كانت عمليات طعن".

ويشيرألون إلى أن "منفذي العمليات لم يرسلهم تنظيم.. التحقيق مع المهاجمين الذين ظلوا على قيد الحياة (حوالي 90) أظهر أنهم جميعًا تلقوا إلهامًا من مشاهدة الإنترنت بطريقة ما والتلفاز والصحف التي توضح لهم العذاب الذي تسببه إسرائيل للفلسطينيين، وحثتهم على القيام بعمل ما، وللكثيرين منهم صلة قرابة أو معرفة مع واحد من الـ 180 فلسطينيا الذين قتلوا خلال الأشهر الستة الأخيرة".

وبحسب المحلل بن ديفيد: "الهجمة الإرهابية الحالية يُتَخذ قرار تنفيذها بالتحرك بوقت قصير قبل العملية، وجُل تفكير المنفذين هو الفوز برضا الله، ويدورالحديث بينهم على حقوق الإنسان الأساسية والتطلع إلى إنهاء الاحتلال، ولكنهم ليسوا معنيين بصيغة الحل، بل وأقل من ذلك بالتسهيلات التي تقدمها "إسرائيل" للفلسطينيين، قبل خروجهم لتنفيذ العملية يوصي بعضهم بألا يتبنى أي تنظيم المسؤولية عن فعلته".

خوارزمية فاشلة

ويؤكد المحلل أن المخابرات الصهيونية المتطورة عاجزة أمام هجمات الأفراد.. "الجهاز الفاعل الذي تم إنشاؤه لكي يتعقب تنظيم الإرهاب ظل بلا فائدة؛ إذ إن الحديث هنا يدور عن إرهاب غير منظم، وعن قرار مستقل ليس فيه شركاء، والخوارزميات التي طورت لتتعقب الفلسطينيين الذين يظهرون رغبتهم بالتضحية بأنفسهم على شبكات التواصل الاجتماعي ليست مجدية في مواجهة عشرات الآلاف الذين يعبرون عن ذلك الآن وعلى مدار الساعة، والردع الإسرائيلي أيضًا لا يؤثر على منظومة اعتبارات منفذ العملية".

وتابع: "إسرائيل تمنع إعمار بيوت المخربين التي تدمرها، بيد أنه وبجانب أطلال الخراب أنشئت بيوت جديدة ولم تبقَ العائلات في الشوارع، وبالتالي فهدم البيوت - الذي ربما يغذي شعورالانتقام لدى الجمهور الإسرائيلي - لا يُسهم في الردع، يحتمل أن طرد عائلات المهاجمين إلى قطاع غزة كان ليخلق ردعًا من نوع ما، غير أن هذه الفكرة لُجمت في الوقت الحالي من المستشار القضائي للحكومة.. الهجمة الإرهابية هي نتاج الجو العام، فمصطلحات "موجة الإرهاب" أو "جولة العنف" التي يستخدمها الجيش ووسائل الإعلام غير ذات صلة لوصف الأجواء العنيفة هنا؛ فهي لن تختفي قريبًا".

سراب الحلول

وطرح المحلل الصهيوني عددًا من المقترحات حول ما ينبعي على الاحتلال فعله، من خلال عدة إجراءات، مطالبًا بـ"تعزيز الفصل بين "الإسرائيليين" والفلسطينيين؛ الأمر الذي سيقلل الاحتكاك وفرص تنفيذ الهجمات، سيما في القدس وفي تخوم الخط الأخضر".

وطالب أيلون بـ"المبادرة بخطوات مع السلطة الفلسطينية ما من شأنه أن يغير الأجواء، يشير الجيش "الإسرائيلي" إلى شمال السامرة وأريحا على أنها أماكن تستطيع "إسرائيل" أن تسمح فيها بالسيطرة الفلسطينية الكاملة".

كما دعا إلى "تحسين الردع في مواجهة الأفراد من خلال طرد عائلات المخربين التي تُبدي دعمها للعمليات إلى غزة، وهي عقوبة قاسية تنطوي على مسائل قانونية وأخلاقية من الوزن الثقيل، ولكن يجب أن نعرف أنه إذا علم المخرب أنه بفعلته سيُحكَم على عائلته بالبؤس والشقاء ستزيد فرصة امتناعه عن القيام بفعلته"، حسب ادعائه.

ويختم المحلل العسكري ألون بن ديفيد: "إن حكومة إسرائيل في الوقت الحالي تختار خط التصريحات الهجومية السهلة، والعمل في حده الأدنى، بعدم وجود مبادرة إسرائيلية تغير الأجواء وتؤدي إلى الفصل بين التجمعات السكانية في مناطق الاحتكاك الأساسية؛ سيظل الظهر "الإسرائيلي" مكشوفًا لطعنات الأفراد".

تخبّط وعنجهية

وفي ذات السياق ذكرت صحيقة معاريف تحت عنوان "كيف سنتغلب على موجة الإرهاب"، قائلة: "التعامل مع وسائل التحريض يجب أن يتم بشكل منهجي ومنظم، كإعلان الحرب على محطات التلفزيون والراديو والذي لا يستوجب بالضرورة هجومًا جسديًّا، بل يمكن أن يشمل حظرًا للترددات وإمكانيات تشويش متنوعة تعرف كيف تقوم بها قوات الأمن، ومصادرة أجهزة الإرسال هنا أو هناك لن تجدِي".

وأضافت الصحيفة: "كذلك من الممكن استخدام سياسة العصا والجزرة.. جهاز الأمن يعلم جيدًا من هي الشخصيات التي تترأس دائرة التحريض؛ فالواجب معاقبة ومحاصرة المكان الذي يخرج منه المنفذون للعمليات، وزيادة الاعتقالات وحرمانهم من تصاريح العمل، وسحب الفوائد هي خطوة مطلوبة، بالإضافة إلى أن كبار المحرضين يجب أن يتم التعامل معهم بشكل خاص على حدة، حيث إن دولة إسرائيل تعلم ما هي نقاط الضغط التي تسمح بالعمل تجاه كل واحد منهم".

وتابعت: "ومن أجل خلق ردع مجدٍ يجب تحديد مدة زمنية معلنة للمسح وهدم بيوت منفذي العمليات. صحيح قد يتسبب هذا الأمر بإثارة صعوبات من الجهاز القضائي، لكن جزءًا كبير من نفس الانتقاد الذي وجهته المحكمة العليا تم توجيهه ضد السياسات غير الموحدة لهدم المنازل وليس تجاه النشاط نفسه".

وأشارت الصحيفة، إلى أن الأماكن مثل مفترق غوش عتصيون وباب العمود في القدس تحولت خلال النصف عام الماضي لمسرح لعمليات دائمة؛ وأن وضع حواجز خرسانية وزيادة القوات في المكان مُجدية فقط في حالات معينة، إحدى المشكلات التي تواجه قوات الأمن في المكان هي: إيجاد صعوبات بالتعرف على المنفذ وتصفيته قبل أن يقوم بأي خطوة، سواء في باب العمود أو في مفترق غوش عتصيون، فوضع كاميرات حرارية ستسمح للجنود بالتعرف من البداية على تحديد وجود أي سلاح موجود تحت الملابس، كما قالت الصحيفة.

وختمت الصحيفة بالقول: "أحداث الأشهر الأخيرة في شمال القدس خلقت انطباعًا بفقدان السيطرة "الإسرائيلية" هناك، في قلنديا حاولوا إعدام اثنين من الجنود، وفي شعفاط اضطرت قوة من حرس الحدود للاشتباك مع مئات المتظاهرين، من أجل التوضيح للمتظاهرين وإقناعهم أن "إسرائيل" لم تتنازل عن سيطرتها وسيادتها في ضواحي عاصمتها، كما أنه من الواجب إجراء عملية إنفاذ شاملة هناك للمحافظة على الأمن، ومداهمة مئات الجنود والشرطة للأحياء، وجمع الأسلحة، واعتقال المتظاهرين والمحرضين، وهدم المباني غير القانونية، وفي المقابل عملية تنظيف شاملة لقسم الصحة العامة في بلدية القدس، وتخطيط جيد لهذه العملية يمكن أن يضمن نجاحها ومنع وقوع ضحايا، وتوازن الردع الذي انتُهك هناك سيُستعاد، بدلاً من أن يتخوف الجيش وشرطة "إسرائيل" من الدخول للمخيم.. السكان سيبدأون بالخوف من جديد من الشرطة والجيش"، حسبما زعمت "معاريف".