القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

"حجارة السجيل".. وكسر حواجز الخوف بالضفة

"حجارة السجيل".. وكسر حواجز الخوف بالضفة
 

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام

أينما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة أو قرية بالضفة في وقت تكون فيه حركة للمواطنين بالشوارع، تنطلق المواجهات وترشق تلك القوات بالحجارة... هذا هو حال الضفة الغربية بعد الحرب الأخيرة على غزة التي كسرت حواجز الخوف وأطلقت العنان لمقارعة المحتل من قبل الفتية والشبان الذين أصبحت المقاومة حديثهم.

ويشير الناشط الشبابي مازن الخواجا إلى أن تطورا ملحوظا في وتيرة المواجهات بدأ يتشكل بالضفة؛ فقبل الحرب ولسنوات عدة كانت قوات الاحتلال تقتحم المدن والبلدات في وضح النهار وغالبا كانت تمر دون أن يرمى عليها حجر.

وأضاف: ولكن الحرب الأخيرة غيرت كل شيء؛ لقد غرست قيما جديدة في نفوس الشباب بالضفة، وأصبحت الأجواء مشحونة ضد الاحتلال ومستوطنيه بحيث لا يدخلون قرية إلا واندلعت مواجهات ورشقت قواتها بالحجارة من جنين إلى الخليل.

وأردف: إن المقاومة هي البوصلة الوحيدة لشريحة واسعة من الشباب بالضفة ؛ خاصة بعد أن رفعت الحرب معنوياتهم وأقنعتهم أن المقاومة قادرة على تحقيق اختراقات وانتصارات.

تصعيد الاحتلال

وكان لافتا قرار وزير حرب العدو إيهود باراك قبل يومين بـ"تسهيل عمليات إطلاق النار من قبل جنود الاحتلال على الفلسطينيين خلال المواجهات بالضفة"، وذلك بعد أن هزت الرأي العام الصهيوني صور جنود الاحتلال وهم يهربون من حجارة الفتية في بلدة كفر قدوم بالضفة وانعكاسات ذلك المشهد على صورة الجندي الصهيوني.

وكان رئيس المعارضة الصهيونية شاؤول موفاز حذر في تصريحات صحفية قبل أيام، من أن اندلاع الانتفاضة الثالثة في الضفة بات على الأبواب؛ ويذكر بهذا الإطار أن موفاز يعرف عنه بأنه تنبأ بعديد حروب ومواجهات في الفترة الماضية ووقعت ومنها انتفاضة الأقصى.

وتنظر قطاعات واسعة من المجتمع الفلسطيني إلى هذه القرارات على أنها جزء من حالة التخبط التي تعيشها سلطات الاحتلال في أعقاب الحرب على غزة؛ ومحاولة لترميم حالة الردع التي تحاول قوات الاحتلال غرسها في نفوس الفلسطينيين.

ارتداد "كي الوعي"

ويؤكد الباحث أيمن عساف أن الاحتلال يعيش بأزمة حول طريقة تعامله مع مواجهات الضفة فهو توقع أن حالة "كي الوعي" التي مارسها خلال السنوات الماضية وعمليات التنسيق الأمني غير المسبوقة طيلة السنوات الست الماضية قد حيدت الضفة عن دائرة الصراع، وتخيل أن قطاع الشباب بالضفة قد فقد البوصلة تجاه فلسطين، ولكن الواقع أثبت العكس.

وأشار إلى أن الحرب الأخيرة على غزة جاءت بعد مرحلة طويلة من الإحباط واليأس بفعل تراكمات الانقسام، حيث كانت الجماهير متعطشة لفعل مقاوم رادع وهم يشاهدون المستوطنات تنهش كل أرضهم، والمستوطنين يقتحمون البلدات ويحرقون ويسلبون ويضربون دون رقيب.

وأضاف: إن هذه القيم التي بدأت تتشكل من جديد لدى قطاع الشباب ستؤسس للمرحلة المقبلة وتنفجر بشكل تدريجي في وجه الاحتلال.