القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

حسن يوسف: الفصائل الفلسطينية تنسق على أعلى مستوى

حسن يوسف: الفصائل الفلسطينية تنسق على أعلى مستوى

وصف القيادي بحركة حماس الشيخ حسن يوسف ما يجري في الأراضي الفلسطينية بالانتفاضة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ويتفاءل بآفاقها وما ستقود إليه. ويؤكد في حواره مع الجزيرة نت على وجود تنسيق على أعلى مستوى بين الفصائل الفلسطينية.

أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجود لقاءات على أعلى مستوى بين الفصائل الفلسطينية لتنسيق الفعاليات في مواجهة الاحتلال، لكنه مع ذلك حذر من مخاطر تحدق بمقاومة الشعب الفلسطيني عبر مبادرات تقطع الطريق على التحرك الشعبي الذي بدأ يؤتي ثماره.

وفيما يلي نص الحوار:

- بداية، اختلفت توصيفات السياسيين والمحللين للمواجهات المستمرة مع الاحتلال للأسبوع الثالث على التوالي، ففريق يسميها انتفاضة وآخر يطلق عليها هبة شعبية، بماذا تصفونها أنتم؟

ما يجري انتفاضة بكل معنى الكلمة، فالمواجهات الحالية وما يدور ليس وليد اللحظة، أو وليد لحظات وأيام يسيرة مضت، بل منذ فترة طويلة هناك نقاط احتكاك كثيرة مع الاحتلال في الضفة الغربية.

- في ظل الالتحام الذي ذكرته، ما مقومات استمرار واتساع الانتفاضة، وأية مخاطر تواجه؟

أعتقد أن استمرار الانتفاضة واتساعها أمر ممكن، لكن هناك محاذير ومخاطر شديدة تحيط بها. معرفتنا بسلوك المستوى الرسمي الفلسطيني، وقبله المستوى الرسمي العربي، أنهم يقطعون الطريق على أي انتفاضة وأي حراك، عندما يشعرون أن الشعب يمكن أن يجني ثمرة نضاله.

من هنا، يقوم النظام الرسمي بخطوة اعتراضية، وبإغراء من المجتمع الدولي وأوروبا وأميركيا، برغبة إسرائيلية، فيشغلون المستوى الرسمي الفلسطيني بفتات صغير دون جني أي ثمرة حقيقية على الأرض من هذا الاحتلال الإسرائيلي.

أشعر بمخاطر كبيرة، لكن الذي يبعث على الأمل في الاستمرار هو أن المعركة في قلب القدس، والأجهزة الأمنية الفلسطينية لا وجود لها هناك، وهذا الحراك عامل ضامن لاستمرار الانتفاضة.

- بحديثك عن المستوى الرسمي كأنك تتوقع عودة المفاوضات أو التنسيق الأمني ونشر الأجهزة الأمنية على خطوط التماس، أليس كذلك؟

هذا ليس بعيدا. هناك تحرك مصري أردني، وأطراف عربية أخرى، على الأرض، بالتنسيق مع المؤسسة الإسرائيلية. وفي تقديري السلطة الفلسطينية أصلا لا خيار لها إلا خيار المفاوضات. هم لا يريدون أصلا انتفاضة ويريدون -مع شديد الأسف- سقفا محددا، وهو كما يقرّون بذلك العودة للمفاوضات، خيارهم الأوحد حتى لو فشلت، وبالتالي يسعون لعدم استمرار الانتفاضة.

- بمتابعة أقوال عدد من منفذي عمليات الطعن والمشاركين في مواجهة الاحتلال، يرفضون تبنيهم من قبل الفصائل، ما تفسيرك؟

سيدي، نحن لا نريد أن نجلد أنفسنا. يلاحظ في الفترة الأخيرة أننا في تلاوم متبادل، الفصائل تلوم الناس والناس تلوم السلطة، وهكذا. يجب أن يكون جهدنا منصبا نحو تطوير الانتفاضة في مواجهة الاحتلال. يجب ألا تغفل مشاركة الكتل الطلابية في مواجهة الاحتلال في نقاط التماس في أكثر من موقع في رام الله ونابلس والخليل. أليست هذه الكتل أذرعا للفصائل والقوى المختلفة؟

على المستوى الفصائلي، منذ أشهر ونحن نشارك في لقاءات دورية، لقاءات للفصائل الوطنية والإسلامية، حتى قبل هذه الأحداث، وفي هذه الاجتماعات نضع بصمات وفعاليات لمواجهة الاحتلال.

- وأين تجرى هذه اللقاءات؟ في الضفة أم غزة؟

في الضفة طبعا، وفي رام الله تعقد اجتماعات مركزية لقيادات الصف الأول، ولقاءات فصائلية لمستويات أدنى في مختلف المحافظات، ويجري التنسيق لمختلف الفعاليات.

- هل فتح وحماس تشاركان في الاجتماعات؟

نعم. بالتأكيد على مستوى الصف الأول ودون ذلك.

- إذا لماذا تبادل الاتهامات على الفضائيات؟

البعض يحب الاتهام والهجوم والمناوشات، مع أنها خفت بشكل كبير جدا. البعض برأيي لا وجود له إذا لم يهاجم ويتهم.

- يلوم البعض قيادات الفصائل بأنها غائبة عن المشهد، وترسل الشبان ليقتلوا على الحواجز، ما تعليقك؟

كل قطرة دم وحتى عرق تخرج من أي فلسطيني هي خسارة. أنا أرى المسيرات والقيادات موجودة في مقدمة المظاهرات وآخرها الجمعة الماضي. لكن لا يشترط أن ترمي الحجارة أو تتقدم المواجهات، هذا عمل شباب وهم أقدر على ذلك.

- مؤخرا تقدمت جهات دولية بمقترح لنشر مراقبين دوليين في الأقصى، وهو مقترح رفضته إسرائيل، فهل تؤيدون مثل هذا المقترح؟

إذا كانت إسرائيل رفضت المبادرة فلا جدوى من الإجابة بنعم أو لا. لا يجوز أن نرحل همومنا ومشاكلنا إلى الآخر ونعتمد عليه، الاعتماد الرئيس يجب أن يكون على شعبنا. وفي تقديري لو خلي بين شعبنا والاحتلال، وتوقف التنسيق الأمني والاعتقالات، ورفعت الأجهزة الأمنية يدها عن المقاومة، فشعبنا بإمكانه أن يقف أمام الاحتلال.

- ما الذي دفع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ليطلب من وزرائه وأعضاء الكنيست عدم دخول الأقصى. أليست هذه نتيجة لحراك الشعب وما يقوم به من عمليات بطولية؟

لو يُخلى بين شعبنا والاحتلال، فباستطاعته هدم سياسات الاحتلال وفرض الوقائع عليه. انظر إلى القدس، وحتى تل أبيب التي عاشت حالة تشبه حظر التجول، فيما يقول 66% من الإسرائيليين إنهم مع الانسحاب من القدس الشرقية، بغض النظر عن رؤيتي لهذا المصطلح. فكيف لو كانت يد الشعب مطلقة؟

- في السؤال الأخير، ماذا تقولون في عسكرة الانتفاضة، وهو أمر ترفضه بعض الفصائل؟

شعبنا الفلسطيني معه كل الخيارات. يجب أن تكون كل خياراته مفتوحة في وجه العدوان والفصائل تشاهد الإعدامات الميدانية بدم بارد، وكل فلسطيني يحرك يده أو يضعها في جيبه بات متهما ويعدم مباشرة تحت ذرائع مختلفة. من هنا، فالشعب يجب أن تتاح له كل الخيارات في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

الجزيرة نت، الدوحة