حماس: المفاوضات مع
"إسرائيل" تجري بلا غطاء شرعي أو تفويض شعبي
غزة- سيد إسماعيل: أكد القيادي في حركة حماس د. محمود
الزهار على أن الحركة ترفض المفاوضات الحالية مع الاحتلال لأنها تعد "تجميلاً
له" أمام العالم، وأنها تجري الآن "بدون غطاء شرعي فلسطيني، أو أي غطاء
من أي نوع، وإنه محكوم عليها بالفشل مسبقاً"، مشدداً على أن هذه المفاوضات
تعد "جريمة بكل المعايير الأخلاقية والسياسية، وأنها تتم بلا أي تفويض من
الشعب الفلسطيني".
وقال الزهار خلال مؤتمر صحفي عقدته الحركة، اليوم،
بمدينة غزة، والذي حضره كل من القياديين بالحركة خليل الحية وفوزي برهوم:" مر
على المفاوضات نحو اثنين وعشرين عاماً، منذ مؤتمر مدريد وحتى الآن، دون الوصول إلى
أية نتائج على الأرض، وسط استمرار الطرف الفلسطيني في تقديم المزيد من
التنازلات".
وأضاف: "إننا نؤكد على أنه لا تفويض ولا شرعية
للفريق التفاوضي بالتنازل عن أرض فلسطين وبقية الثوابت الفلسطينية وعلى رأسها حق
العودة، الذي نؤكد أنه حق جماعي وفردي لكافة اللاجئين الفلسطينيين، لا يستطيع أي
كان التنازل عنه، كما أننا نؤكد على رفضنا لكل مشاريع التوطين لهؤلاء اللاجئين
".
وتابع قائلاً: "إن محمود عباس يمضي إلى المفاوضات
مجدداً، متجاهلاً إجماع باقي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ومختلف جموع الشعب
الفلسطيني على رفضها، ومستغلاً انشغال الدول العربية بشئونها الداخلية، في ظروف لا
تختلف كثيراً عن تلك التي أفضت إلى حدوث اتفاق أوسلو (..) كما أن عباس تنازل حتى
عن تلك الشروط التي وضعها للعودة إلى المفاوضات، لنجد اليوم بأن الهجمة
الاستيطانية بالضفة الغربية مستمرة، فضلاً عن العمل حالياً على تقسيم المسجد
الأقصى بين المسلمين واليهود على غرار المسجد الإبراهيمي".
وأشار الزهار إلى أن المطلوب حالياً هو "جر قادة
الاحتلال إلى المحاكم الدولية المختلفة على ما اقترفوه من جرائم بحق الشعب
الفلسطيني على مدى العقود الطويلة الماضية، وليس التفاوض معهم"، مطالباً في
الوقت ذاته بضرورة الكشف عن كافة تفاصيل وملامح الاتفاقات التي يجري صياغتها
حالياً مع الجانب الإسرائيلي.
وواصل بالقول: " لقد قالوا (أي الفريق التفاوضي)
بأنهم ذاهبون للمفاوضات لـ"رفع العتب" عن الجانب الفلسطيني وكيلا تقطع
أموال المساعدات الدولية عن الشعب الفلسطيني، مؤكدين هذه المفاوضات
"سـتفشل"، لكننا نجد اليوم أن هذه المفاوضات تتم بخرق الاتفاقيات
المبرمة مع الفصائل الفلسطينية، في وقت سابق، بالعاصمة المصرية القاهرة، والتي
أكدنا فيها تمسكنا بالثوابت الفلسطينية (..) وأقول لمن يدعي بأن لدى حركة حماس
برنامج تفاوضي على حدود عام 67 أمر غير صحيح تماماً ".
كما شدد القيادي بحركة "حماس" على أن الطريق
الوحيد والأمثل أمام الشعب الفلسطيني هو خيار المقاومة، الذي أثبت جدارته، وأنه
"قد حان الوقت كي تتوحد كافة الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركة فتح، لتبني
هذا الخيار، وتفعيل برنامج جديد للمقاومة، يضمن تفعيل دور أبناء الشعب الفلسطيني
في مخيمات الشتات، وتقوية دورهم في عملية المقاومة ضد الاحتلال ".
وطالب الزهار جامعة الدول العربية برفع الغطاء عن هذه
المفاوضات "التي تتاجر بدماء الشهداء وبالثوابت الفلسطينية"، حسب
تعبيره، كما دعا أيضاً جماهير الشعب الفلسطيني وفصائله إلى "الوقوف ضد هذه
المفاوضات، بكل الوسائل الممكنة، والتأكيد على أن تحرير فلسطين لا يتم إلا
بالمقاومة وحدها "، ليؤكد مراراً في السياق ذاته على أنه "لا شرعية لأية
انتخابات تتم بلا توافق وطني فلسطيني ".
من جهته، قال الحية خلال المؤتمر: " إننا نرفض
التعامل مع القضية الفلسطينية على أنها "قضية مفاوضات" فقط، حيث أن هذه
المفاوضات تعدت الحدود والثوابت الفلسطينية، إذ وافق الطرف الفلسطيني المفاوض على
اعتبار القدس عاصمة دولية، وتوطين اللاجئين في كل الدول العربية مما يعني إسقاط حق
العودة، مع الحديث عن دولة فلسطينية داخل حدود جدار الفصل العنصري، والاعتراف
بيهودية دولة الاحتلال، وهي جميعاً أمور مرفوضة بالنسبة لنا. إننا نفرض هذا
التفريط بثوابت الشعب الفلسطيني". وحول صفقة خروج الأسرى الفلسطينيين من سجون
الاحتلال، قال الحية: "إننا نرحب بخروج أي أسير فلسطيني من سجون الاحتلال،
ولكن ليس بالتضحية بثوابت الشعب الفلسطيني، إذ لا يمكن أن نقايض حرية هؤلاء الأسرى
بضياع الوطن وثوابته، مع استثناء الأسرى المقدسيين وفلسطينيي الأراضي المحتلة عام
48 (..) إن السبيل الأمثل لتحرير الأسرى هو صفقات تبادل ".
فلسطين أون لاين، 12/8/2013