«حماس» تحمل على «النهج الخاطئ» لأبو مازن
الإثنين، 26 أيلول، 2011
موقف «حماس» ما قبل خطاب الرئيس الفلسطيني في الأمم المتحدة، هو نفسه ما بعده، مع فارق بتشديد الضغط والانتقاد لأبو مازن والمطالبة بحلّ السلطة.
غزة| تبدو «حماس» مقتنعة بأن العمر تقدم بالرئيس محمود عباس، وتملكه اليأس من الموقفين الأميركي والإسرائيلي، فطغت العاطفة وعلو النبرة على خطابه أمام الأمم المتحدة، وكأنه يريد أن يودع العمل السياسي. لكنها لا تكتفي بهذا التوصيف، بل تطالب بمحاكمته وحل سلطته كلياً، بعد أربع سنوات من إطاحة قواته في قطاع غزة. وطالب النائب عن حركة «حماس» في المجلس التشريعي، يحيى موسى، أمس، الفصائل الفلسطينية بالتشاور في ما بينها للبحث عن بديل للسلطة الفلسطينية وحلها، لما أثبتته وأنتجته على أرض الواقع من دمار وانقسام بين الفلسطينيين. وقال إن «السلطة بقيادة محمود عباس سلكت نهجاً خاطئاً في التعامل مع الثوابت الفلسطينية وأثبتت فشلها في رعاية وصيانة البيت الفلسطيني والمحافظة على الحقوق، وساهمت كذلك في القضاء على المقاومة وتحجيم دورها في مدن الضفة الغربية المحتلة». وبرأي موسى، فإن خطاب عباس في الأمم المتحدة «كان جزءاً من خطة إعلامية وسياسية، لإظهاره بدور بطل في المرحلة الحالية»، مضيفاً أن «ما جرى في أروقة مجلس الأمن محاولة للعودة إلى المفاوضات مع إسرائيل، ولكن بطريقة التفافية».
وقال يوسف رزقة، المستشار السياسي لرئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية، إن خطاب عباس كان «بليغاً ومشحوناً بالعواطف، ولكنه ليس تاريخياً؛ لأن البدائل عن عشرين سنة من مفاوضات فاشلة هي المفاوضات. نحن أمام بلاغة في وصف المعاناة الفلسطينية بسبب الاحتلال، ولسنا أمام مواقف سياسية نترجمها على الأرض وفي الميدان لمواجهة الفشل والتهويد والاستيطان».
ورأى رزقة أن عباس ناقض نفسه، عندما نعى إلى الأسرة الدولية والشعب الفلسطيني المفاوضات على مدى عشرين عاماً مضت، حيث فشلت في تحديد مرجعية التفاوض، وحمّل إسرائيل مسؤولية الفشل بعدما أقر به بصراحة حيناً وبالتضمين حيناً آخر، لكنه في الوقت نفسه هدم موقفه بإبداء جهوزيته لاستئناف المفاوضات من جديد، ما يشير إلى «مناورة تكتيكية» هدفها العودة إلى المفاوضات. وقال إن عباس افتقر إلى الشجاعة في مواجهة الموقف الأميركي وتعريته، وآثر التعميم في خطوة غير موفقة، حين قال إن من لا يعطي صوته للعضوية الفلسطينية هو من لا ضمير له. وشكك رزقة بتمثيل عباس لكل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، مشيراً إلى أن مناصب عباس التي عددها في خطابه كانت تستوجب «إشراك قادة الشعب في الداخل وفي الخارج في ما سماه استحقاق سبتمبر، واستشارتهم، وأخذ إجماع مسبق منهم، وهو أمر قفز عنه عباس، فولد بقفزته هذه شكوكاً كبيرة، ومواقف متباينة».
وفي شأن تأثير الخلاف في الذهاب إلى الأمم المتحدة على المصالحة، قال القيادي في «حماس» صلاح البردويل: «نحن متمسكون بالمصالحة باعتبارها خياراً استراتيجياً لمواجهة الاحتلال ودفاعاً عن الثوابت، ولا نأخذ في الاعتبار أي تداعيات سلبية أو إيجابية لذهاب عباس إلى الأمم المتحدة، ومصرون على مواصلة مشوار المصالحة على أساس الشراكة الكاملة والتمسك بالثوابت». وأكد أنه «ليس لدى حماس أية شروط للمصالحة، لكن نحن نقول إن المصالحة الطبيعية هي التي تكون على أساس الشراكة الحقيقية لمواجهة الاحتلال، وعلى عباس أن يفهم هذه المعادلة، وألاّ يذهب في كل مرة بقرار فردي ثم يطلب من الآخرين مجاراته».
ونفى البردويل وجود أي ندم على موقف «حماس» الرافض لخيار التوجه إلى الأمم المتحدة أو أي اختلافات بين قادتها وكوادرها في الموقف من خطاب عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال: «نحن لا نشعر بأي ندم، لأننا لم نخطئ، وكان يجب علينا في هذه المرحلة التاريخية أن تكون لنا كلمة من أجل تبديد الوهم، يكفي شعبنا الفلسطيني أوهاماً وخداعاً. كل مرة يوهمونه بالدولة».
المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية