«حماس» في ذكرى انطلاقها: من البحر إلى النهر! اعتـداء عنصري جـديـد على مسجـد في القدس
الخميس، 15 كانون الأول، 2011
شهدت القدس المحتلة أمس، اعتداء جديدا على أحد معالمها التاريخية والدينية العريقة بعدما قامت مجموعة من المستوطنين والمتشددين اليهود بتخريب مسجد عكاشة وكتابة عبارات عنصرية مهينة للعرب على جدرانه، فيما أكدت حركة «حماس» خلال احتفال جماهيري ضخم في غزة لمناسبة الذكرى الـ24 لانطلاقتها، التزامها بالعمل على تحرير فلسطين «من البحر إلى النهر».
وتعرض مسجد عكاشة في وسط القدس الغربية لاعمال تخريب. وكتب مجهولون شعارات معادية للعرب والمسلمين مثل «العربي الجيد هو العربي الميت» على الجدران الخارجية لهذا المسجد الذي يعود الى عصر الدولة الايوبية (القرن الثاني عشر) وحاولوا إضرام النار في مبنى مجاور بالقرب من شارع يافا الرئيسي في القدس. كما كتبوا بالعبرية «دفع الثمن» و«ميتسباه يتسحار» و«رامات غيلاد» وهما اسم نقطتي استيطان عشوائيتين تنوي الحكومة إزالتهما قبل نهاية هذا العام.
ويمارس المستوطنون المتشددون والمتطرفون اليمينيون سياسة انتقامية منظمة يطلقون عليها سياسة «دفع الثمن» تتمثل في مهاجمة اهداف فلسطينية كلما اتخذت السلطات الاسرائيلية اجراءات يعتبرونها معادية للاستيطان. ويأتي هذا الاعتداء في ظل تصاعد نشاط المستوطنين المتطرفين واوساط اليمين المتطرف. وقامت مجموعة من نحو 50 ناشطا من اليمين المتطرف بتخريب قاعدة للجيش الاسرائيلي بالضفة الغربية، في عملية استفزاز غير مسبوقة الحجم ضد الجيش.
وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد «حصلت خلال الليل محاولة إحراق مسجد مهجور في وسط المدينة. كمـا عـثرت الشرطة
على كتابات على جدرانه وفتحت تحقيقا» في الحادث. وقد استنكرت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث بشدة «جريمة إحراق مسجد عكاشة» الذي «تغلقه المؤسسة الاسرائيلية منذ العام 1948 ومنعت المؤسسة من ترميمه». وقالت هذه المؤسسة التابعة للحركة الاسلامية في الداخل والمعنية بالحفاظ على التراث الاسلامي في المدينة المقدسة «اننا اذ ندين إحراق المسجد والاعتداء عليه وعلى حرمته فإننا نحمل الحكومة الاسرائيلية كامل المسؤولية عن هذه الجريمة النكراء وكل الاعتداءات على مقدساتنا». ودعت مؤسسة الاقصى «كل الحاضر الاسلامي والعربي والفلسطيني للتحرك العاجل من أجل حماية مقدساتنا في القدس والداخل الفلسطيني».
من جانبه قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان «الاعتداء على مسجد اليوم في القدس وسلسلة الاعتداءات على المساجد والاماكن المقدسة يحمل في طياته مخاطر كبيرة خاصة انه يتم خلال اجتماع مندوبي اللجنة الرباعية اليوم في القدس وانه يتم تحت نظر العالم اجمع دون ان يحرك ساكنا». ورأى «ان تصاعد ارهاب المستوطنين بدعم ومساندة من الحكومة الاسرائيلية التي توفر الحماية الكاملة لارهابهم المنظم في عموم الاراضي الفلسطيني يبين وجاهة الطلب الفلسطيني بتوفير حماية دولية لشعبنا من الاحتلال ومستوطنيه».
كما اعتبر عضو الكنيست الاسرائيلي محمد بركة، رئيس الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة، في كلمة له أمام الكنيست ان «مسؤولية حرق المسجد لا تقع فقط على عصابة الزعران الفاشيين، الذين ارتكبوا الجريمة، وإنما أيضا على عاتق الرعاع من أعضاء الكنيست والوزراء، الذين يجلسون هنا». وتابع بركة قائلا «لا أستثني هنا من يجلس على رأس طاولة الحكومة (بنيامين نتنياهو) ولا آخر من يجلس على المقاعد الخلفية هنا».
ورغم اختباء الحكومة الاسرائيلية وراء وصف المعتدين بالمتشددين وملاحقتهم قضائيا، إلا أن القوانين المتداولة في الكنيست حول إسكات مآذن المساجد، والممارسات العنصرية المختلفة لحكومة الاحتلال تمنح الغطاء الكامل لهذه الاعتداءات.
واعتقلت الشرطة الاسرائيلية حسبما أعلنت 6 «متشددين» اتهمتهم بالاعتداء على المسجد. وتعهد نتنياهو «الردّ بقبضة من حديد على المتشددين»، لكنه رفض اقتراحا وزاريا بتوصيفهم بالارهابيين فيما انتقد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ما أسماه بـ«الإرهاب المصنوع محليا».
وأعلنت الشرطة الاسرائيلية عن اعادة فتح جسر باب المغاربة المؤدي الى المسجد الاقصى في القدس القديمة أمس، بعد اتخاذ تدابير سلامة اضافية مثل وضع جهاز اطفاء، وذلك بعد ان تفقد الموقع مهندس تابع للبلدية.
ذكرى «حماس»
وتجمع حشد كبير من انصار حركة حماس في مدينة غزة، لاحياء الذكرى الـ24 لانطلاقة هذه الحركة التي تعهدت بالمضي في «الكفاح المسلح لتحرير الارض من البحر الى النهر». وقالت «حماس» في بيان صحافي ان «مئات الالاف احتشدوا في ساحة الكتيبة» غربي مدينة غزة لاحياء هذه الذكرى، واقيمت منصة ضخمة على شكل سفينة يتصدرها مجسم للمسجد الاقصى تحت شعار «وفاء الاحرار، يا قدس اننا قادمون». وضم مسرح الحفل ايضا مجسما لميدان التحرير في مصر واخر لمدينة سيدي بوزيد في تونس، ومجسما ثالثا لساحة الشهداء في ليبيا، وهي بؤر انطلاق الثورات في هذه الدول التي رفعت اعلامها ايضا على منصة الحفل وبين المشاركين.
وتخلل الحفل فقرات غنائية احيتها فرقة «الوعد» اللبنانية التي وصلت الى قطاع غزة منذ يومين عبر معبر رفح البري مع الحدود المصرية، خصيصا لاحياء مهرجان انطلاقة «حماس». وشارك في المهرجان عدد كبير من قادة «حماس» وحكومتها، والقى رئيس وزراء الحكومة المقالة اسماعيل هنية كلمة اكد فيها ان «الكفاح المسلح هو الطريق والخيار الاستراتيجي لتحرير الارض الفلسطينية من البحر الى النهر وطرد الغزاة الغاصبين». وشدد على ان حركته «تسير في مسارات متلازمة متزامنة الدعوة والجهاد والحكم والسياسة، وهذا ابلغ رد على من يظنون أو يقولون أن حماس تراجعت عن خط المواجهة والمقاومة».
وعلى صعيد المصالحة الفلسطينية اكد هنية على ان «المصالحة الفلسطينية لا يمكن أن تكون على حساب الثوابت والحقوق أو على حساب الانتخابات التي لا نخشاها»، مطالبا السلطة الوطنية الفلسطينية بـ«العمل على تحرير القرار والإرادة السياسية من الضغوط الخارجية التي تهدف لإعاقة عجلة المصالحة الفلسطينية». كما اعتبر ان الثورات العربية «مرتبطة ارتباطا وثيقا بالقضية الفلسطينية والنتائج المترتبة عليها لها اثر كبير علينا».
من جانبها اعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس انها قتلت 1365 «جنديا صهيونيا» منذ انطلاقها قبل نحو ربع قرن في مقابل «1848 شهيدا». واوضح البيان ان كتائب القسام «استهدفت الكيان الصهيوني بـ11093 صاروخا وقذيفة، وتمكنت من قتل 1365 جنديا صهيونيا وجرح 6411 منذ الانطلاقة». وتابعت ان»حصيلة العمليات الجهادية التي قامت بها منذ الانطلاقة المباركة 1117، منها 87 عملية استشهادية». في المقابل، فان الكتائب «قدمت 1848 شهيدا من الابطال منذ الانطلاقة» حسب البيان.
من جانب آخر اشار البيان الى ان كتائب القسام «نفذت 24 عملية اسر لجنود صهاينة منذ الانطلاقة المباركة لحركة حماس وذلك سعيا منها لتحرير الاسرى، وقد نجحت جهودها بتحرير 1050 اسيرا وأسيرة من السجون الصهيونية الغالبية منهم من أصحاب المؤبدات في صفقة وفاء الاحرار المشرفة».
(أ ف ب، رويترز، أ ب، د ب أ)