حمد: لا فائدة من عقد قمم مصغرة للمصالحة
الرسالة نت - حاوره/ محمود هنية
اعتبر الدكتور غازي حمد وكيل وزارة الخارجية
الفلسطينية، تحقيق المصالحة الوطنية مدخلا أساسيا لتوحيد الموقف الفلسطيني،
والانفتاح بشكل أفضل على المجتمع الدولي.
ورفض حمد في حديث خاص لـ "الرسالة
نت" الخوض في تفاصيل تعثر عملية المصالحة، مشددا على ضرورة التعامل مع ملفات
المصالحة كرزمة موحدة.
ونوه الى انه لا توجد فائدة من عقد قمم مصغرة
لمناقشة المصالحة الداخلية، في اشارة للمقترح القطري تنظيم قمة مصغرة في القاهرة
بمشاركة دول عربية لبحث ملف المصالحة.
الموقف الأمريكي في عهد أوباما سيئ وسلبي
للغاية
واكد وكيل الوزارة حرص حركة حماس على اتمام
المصالحة بأقصى سرعة، واصلاح منظمة التحرير.
وانتقد حمد مناقشة ملفات المصالحة بمعزل عن
التوافق حول برنامج سياسي وطني موحد.
ورغم ان حمد دعا الى تشكيل حكومة وطنية تضم
شخصيات وطنية مهنية، فانه شدد على ضرورة عدم التعجل في تشكيلها، وقال: "لا
نريد الرجوع لتجربة حكومة الوحدة الوطنية واتفاق مكة، وما شابها من اخطاء بسبب
التعجل بتشكيل الحكومة دون التوافق الدقيق عليها".
ونوه إلى انه تم التوافق على تشكيل حكومة
فصائلية تضم القوى الوطنية كافة، حال تعذر اجراء انتخابات بعد ثلاثة أشهر من
تشكيلها.
العملية السياسية
وفي ملف العملية السياسية، اكد وكيل وزارة
الخارجية على فشل عملية التسوية التي تقودها السلطة الفلسطينية، داعيا حركة فتح
الى "بلورة استراتيجية وطنية لا تستثني أي وسيلة مدروسة تساهم في عملية
التحرير".
وعن الحراك الأمريكي في المنطقة، حذر حمد من
خطورة الموقف الأمريكي المنحاز لـ(إسرائيل)، موضحاً أن السياسة الامريكية هدفها
تعزيز مصالحها في المنطقة، ودعم التفوق النوعي (الإسرائيلي) في المنطقة.
واستطرد: "الموقف الأمريكي في عهد
أوباما سيئ وسلبي للغاية، ولم يتغير منذ عقود عدة في تعامله مع القضية
الفلسطينية".
على الغرب إنصاف حماس والاستماع لمواقفها
السياسية
ودعا حمد السلطة الى استثمار التغيير السياسي
في المنطقة وصعود بعض القوى الدولية الداعمة للقضية الفلسطينية، كمصر وتركيا.
وتابع: "يجب الا تبقى السلطة رهينة بيد
واشنطن وعليها أن تستثمر التغيير السياسي العربي في المنطقة، ووجود تركيا".
وعن التهدئة مع الاحتلال شدد حمد حرصهم على
تحقيق تهدئة متوافق عليها، مستبعدا في الوقت ذاته امكانية حدوث تصعيد (إسرائيلي)
خلال الفترة المقبلة.
ونوه الى أن "حماس" طالبت الجانب
المصري والاطراف الدولية بإرغام الاحتلال على ايقاف جرائمه واعتداءاته بحق الشعب
الفلسطيني بالقطاع.
التأثير العربي والدولي
وفي ملف علاقة حماس بمصر أكد وكيل وزارة
الخارجية أن العلاقة تمر في أفضل مراحلها، محذراً من محاولات البعض الايقاع بينهما.
وشدد على ان حركته تحاول استثمار التغيير
السياسي في المنطقة العربية ولا سيما في الدول المحيطة بفلسطين.
وفي سياق اخر نفى حمد انقطاع العلاقة بين
حماس وإيران بسبب الازمة السورية، مؤكداً على حرص حركته الاحتفاظ بعلاقة جيدة مع
اي دولة تساهم في دعم القضية الفلسطينية.
لا تصعيد محتملا مع الاحتلال خلال المدة
المقبلة
وأردف قائلاً: "يجب الاستفادة من الدول
ذات الثقل السياسي التي تمتلك توجهات جيدة اتجاه القضية الفلسطينية".
ورفض حمد الانتقاص من موقف حماس في التعامل
مع القضية السورية، مؤكداً أن حركته تتعامل بشكل إيجابي مع أي دولة تساند الشعب
الفلسطيني.
وقال إن حماس تتعامل مع الموقف السوري على
اساس احترام رغبة الشعب السوري وتطلعاته في التغيير السياسي.
وأشار إلى ان حركته قدمت مبادرات عدة للنظام
السوري، قبيل اندلاع الثورة السورية، "وأوصته بضرورة تجنب استخدام العنف في
التعامل مع الاحداث الجارية في سوريا، وهو ما رفض النظام السوري الاستجابة
اليه".
ونفى حمد أن تكون حركته قد تلقت أموالاً
سياسية مشروطة من قطر، محذرا في الوقت ذاته من خطورة اضعاف الموقف الفلسطيني جراء
الانقسام.
دول أخرى
وفيما يتعلق بطبيعة علاقة حماس بالأردن، أوضح
حمد أنها بدأت تتحسن بعد الظلم التاريخي الذي وقع على الحركة جراء الموقف السياسي
الاردني.
وناشد حمد الموقف العربي الرسمي، بضرورة
انصاف حماس والاستماع لمواقفها السياسية، مستطرداً: "الحركة حريصة على كل بلد
عربي كحرصها على فلسطين تماماً".
وعن موقف حماس من الغرب أشار إلى أنها تسعى
حالياً لرفع اسمها عن قائمة الارهاب الدولية، من أمريكا والاتحاد الأوروبي.
ورغم ان حمد وصف خطوات حماس في التعامل مع
هذا الملف بالمتواضعة، الا انه اكد انها بدأت بوضع خطط لتفعيل القضية بشكل افضل،
ولفت إلى أن حركته شكلت لجان قانونية متخصصة لمتابعة الملف مع الجهات والدول
المعنية كافة.
ولم يستبعد حمد زيارة قريبة من حكومته لدولة
" الفاتيكان" مشدداً على حرصها تشكيل علاقة طيبة مع المسيحيين في العالم.
وأخيراً أعرب حمد عن رضاه لتعامل حركته مع
المواقف الدولية المتعددة، مشدداً على أهمية تشكيل الوحدة الوطنية لتعزيز موقع
القضية الفلسطينية في مختلف المحاور الدولية.
الرسالة نت، 29/4/2013