حـمــاس تطلـب تأجيـل اســتئنـاف المصـالحة: «3 لاءات» من فتح تعطّل الملف الفلسطيني الأبرز
الخميس، 28 شباط، 2013
كان من المقرر أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في القاهرة لمناقشة استكمال ملف المصالحة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، لكن حركة حماس فاجأت الجميع وطلبت تأجيل اللقاء من دون إبداء أسباب واضحة. الأمر الذي اعتبرت حركة فتح أنه لا يخدم المصالحة، كما أنها اتهمت حماس بالرضوخ إلى ضغوط أجنبية تسعى إلى عرقلة المفاوضات.
وطالب المتحدث باسم فتح فايز أبو عيطة حركة حماس بإبداء جدية أكبر لتنفيذ اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة. وقال «هناك وقت لتنفيذ اتفاق المصالحة، ومن المفترض أن يتم الالتزام بالسقف الزمني الذي حددته لقاءات القاهرة الأخيرة»، مؤكداً أن «تأجيل اللقاء مرتين خلال فترة وجيزة لا يبشر بالخير». ولكنه أعرب عن أمله بتحديد موعد قريب لتنفيذ التفاهمات والبدء بتشكيل حكومة التوافق الوطني، بالتزامن مع قرار عباس بتحديد موعد لإجراء الانتخابات، مشدداً على جهوزية حركته وتمسكها بإنجاز المصالحة.
إلى ذلك، عقد المسؤول الإعلامي لحركة فتح جهاد الحرازين مؤتمراً صحافياً في القاهرة، أكد فيه أن حماس تفرض «تعسفات» وتحاول منع المصالحة الوطنية، وذلك عن طريق تدخلها في شؤون حركة فتح «بالرغم من أن الأخيرة ما زالت تسير على خطى ثابتة نحو المصالحة وستحاول بذل كل ما في وسعها من أجل قضيتها».
من جهته، أوضح نائب رئيس المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق أن حركته طلبت تأجيل لقائها مع حركة فتح إلى موعد آخر من باب الحرص على أن يكون اللقاء ايجابياً.
أما مدير «مركز الدراسات الفلسطينية» إبراهيم الدراوي فكشف في حديث إلى «السفير» أن السبب وراء التأجيل يعود أساساً إلى خلاف نشب الأسبوع الماضي بين عضو اللجنة المركزية في فتح ورئيس وفدها لمتابعة ملف المصالحة عزام الأحمد من جهة، ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي في حماس عزيز الدويك من جهة ثانية، وذلك في آخر اجتماع عقد بينهما في رام الله.
أما سبب الخلاف، بحسب الدراوي، فيعود إلى تحديد الأحمد ثلاث قضايا غير مطروحة للنقاش أو التفاوض، وهي «لا عودة لإعادة فتح مؤسسات حركة حماس في الضفة الغربية»، و«لا وجود لمعتقلين سياسيين لحركة حماس في الضفة، أما الموجودون فهم معتقلون جنائيون»، وأخيراً «لا انتفاضة ثالثة».
وأشار الدراوي إلى أن حماس رأت أن هذه «اللاءات الثلاث» تقطع الطريق أمام أي تقدم في جهود المصالحة، موضحاً أنه كان هناك اتفاق على عقد لقاء يوم 12 شباط الحالي، وتم تأجيله أيضاً. وبحسب الدراوي فإن «ما فعله الأحمد هو محاولة لمعرفة نيات الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يزور المنطقة الشهر المقبل».
وكان رئيس حكومة حماس المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية قد قال منذ أيام إن الزيارة المقررة لأوباما أبطأت تطبيق المصالحة الوطنية. وأوضح في ختام مؤتمر «الحرب على غزة - تداعيات وآفاق المستقبل»، أن مصادر مطلعة ذكرت «أن تفاهم السلطة مع حماس سيعرقل أجواء الزيارة، وسيكون من الصعب على أوباما أن يقنع الكونغرس بالإفراج عن 700 مليون دولار دعماً للسلطة الفلسطينية».
المصدر: السفير