خليل الحية لـ"المونيتر": موقف
حماس من حزب الله موحّد.. وعناصرها لا تحارب في سورية
عدنان أبو عامر: تحدّث الدكتور خليل
الحيّة القائد البارز في حركة حماس في قطاع غزّة، عن جهود تبذلها الحركة للحصول
على دعم مالي وعسكري فقدته بعد تراجع ونقص الدعم الإيراني، بفعل الخلاف حول الموقف
من الأزمة السوريّة. وفي مقابلة حصريّة مع "المونيتور"، أكّد رئيس الكتل
البرلمانيّة للحركة في المجلس التشريعي الفلسطيني، أن هذا الدعم المرجو لن يكون
مشروطاً بأثمان سياسيّة.
وشدّد الحيّة (53 عاماً) الذي فقد
سبعة من أبناء عائلته خلال محاولة إسرائيليّة فاشلة لاغتياله في العام 2007، أن
رؤية حماس الأخيرة بشأن الموقف من حزب الله موحّدة وليس هناك أي اجتهادات أو
خلافات بشأنها، نافياً صحّة ما أشيع حول رسالة بعثت بها كتائب عز الدين القسّام
إلى الحزب ومشيراً في الوقت ذاته إلى عدم وجود عناصر مسلّحة لحماس داخل الأراضي
السوريّة تقاتل ضدّ النظام. وأكّد أن حماس ليست مسؤولة عن أي عنصر يتواجد هناك، إذ
هو يخالف يذلك قرارها.
وقال الحية إن إسرائيل حاولت استغلال
الصواريخ المنطلقة من غزّة، وهي بالمناسبة لم تصب أحداً من الإسرائيليّين. فأغلقت
المعابر وأطلقت النار على الصيّادين في البحر، لكن في النهاية أستطيع القول أن
التهدئة قائمة والفصائل ملتزمة بها، ومن مصلحتنا كفلسطينيّين الحفاظ عليها. ومن
جهتها، إسرائيل مطالبة بالالتزام بشروطها وضوابطها.
وأكد الحية أن علاقة حماس مع حزب
الله، نقول بكل وضوح كشعب صاحب قضيّة سياسيّة عادلة، نتمنى أن نتلقى الدعم المالي
والسياسي والعسكري من أي جهة في العالم غير مشروطة بما لا نقبله. وهو ما كان
سائداً في علاقتنا مع الحزب، إلا أننا اختلفنا في التعاطي مع الأزمة السوريّة. لكن
في ما يتعلق بالقضيّة الفلسطينيّة، فلا خلافات بيننا. ولذلك ندعوه أن تبقى بوصلته
وسلاحه مصوباً في اتجاه إسرائيل.
وأضاف الحية علاقتنا بالحزب ما زالت
قائمة سواء على الساحة اللبنانيّة أو في الاتصالات السياسيّة. وهذه سياسة تقرّها
قيادة الحركة وتلتزم بها جميع أجنحتها، وعلى رأسها كتائب القسّام.
أما عن التباينات الداخليّة بشأن هذا
الموضوع، فقال من الطبيعي وجود تنوّع في أي من المواضيع المطروحة، خصوصاً وأن حركة
حماس بحجمها واتساعها تسجّل في ضمنها اختلافات واجتهادات بين كوادرها وقادتها
ومناطقها الجغرافيّة. لكني أستطيع القول أن المواقف داخل الحركة منسجمة بصورة
كاملة طالما تمّ إقرارها من القيادة، وهذا يتعلق بالعلاقة مع إيران أو حزب الله
ودول الجوار والفصائل الفلسطينيّة وغيرها.
كذلك أكد على عدم وجود خلافات داخل
حماس حول التعامل مع الأزمة السوريّة، لأن حماس في اجتماعات قيادتها الأخيرة
ومكتبها السياسي، خرجت باتفاق شامل حول التعاطي مع جميع الملفات المطروحة. ولا
يوجد بيننا تباين، وإن كان قبل اتخاذ القرار رؤى واجتهادات، فجميعها تلتزم بما
تخرج به قيادة الحركة.
وحول الدعم العسكري من قبل إيران
وسوريا وحزب اللّه في خلال مواجهاتها مع إسرائيل.
قال الحية: لقد قلت أن حماس معنيّة
بحشد كلّ الجهود خدمةً للقضيّة الفلسطينيّة. ونحن في كلّ مرحلة من مراحل الحركة
التاريخيّة لم نقطع علاقاتنا مع أحد، ولم ننحاز إلى جهة على حساب أخرى. بالعكس،
فإن علاقاتنا السياسيّة متميّزة مع جميع الدول العربيّة، وأتى ذلك في إطار ما كان
يسمّى سابقاً محورَي "الاعتدال والممانعة"، وطلبنا الدعم من الجميع.
وأضاف إمكاني القول أن الدعم تأثّر
بصورة كبيرة وبشكل بالغ جراء تراجع إيران، ونحن الآن نحاول إيجاد البدائل من بين
كلّ الأطراف، من جميع الدول العربيّة والإسلاميّة ودول العالم. لكن ما ترفضه حماس
أن يكون الدعم القادم مرهوناً بشروط سياسيّة.
وقال الحية إن دولة قطر على سبيل
المثال، لها دور كبير في دعم القضيّة الفلسطينيّة، ونحن نقدره. لكن هذا الدعم ليس
له أي ثمن سياسي يتوجّب على حماس تسديده، كما كانت عليه الحال في ما يتعلّق بالدعم
الإيراني الذي لم نقدم مقابله أي ثمن سياسي. لذلك نحاول العثور على بدائل جديدة
تعوّض النقص الذي أصاب الحركة بعد توقّف دعم إيران.
وأكد الحية: لا مصلحة لحماس في
التدخّل في الساحات العربيّة، سابقاً ولاحقاً. لكن ثمّة من له مصلحة في الزج
باسمها في الاستقطاب السياسي الداخلي المصري، بهدف تحقيق جملة من الأهداف السيّئة
وهي: أولاً التأثير على التيار الإسلامي في مصر، وثانياً ملء الساحة الإعلاميّة
المصريّة بالأخبار الكاذبة في محاولة لاستجلاب التدخّل الخارجي، وثالثاً وهو الأخطر
التأثير السلبي من قبل الشعب المصري على القضيّة الفلسطينيّة، واعتبار
الفلسطينيّين عدواً لهم بدلاً من الإسرائيليّين! ويأتي ذلك من خلال بعض الفبركات
الإعلاميّة التي تحمّل حماس مسؤولية كلّ ما يحصل في مصر من مشاكل أمنيّة.
وحل استقالة حكومة الحمدلله، قال إن هذه الحكومة لم تكن شرعيّة ولا قانونيّة
أو دستوريّة منذ اليوم الأوّل، لأنها لم تحصل على ثقة المجلس التشريعي.
المونيتور، 27/6/2013