خنساء فلسطين:
رحلة جهاد وتضحية
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام
بعد رحلة حافلة بالجهاد والدعوة، والعمل السياسي، رحلت القيادية
في حركة "حماس" والنائب في المجلس التشريعي مريم فرحات "أم نضال"،
التي نالت استحقاق لقب خنساء فلسطين، بعدما قدمت ثلاثة من أبنائها شهداء إلى جانب سيل
من التضحيات المتنوعة.
ولدت أم نضال في 24 ديسمبر
1949م لأسرة بسيطة من غزة، ولديها من الإخوة10 ومن الأخوات 5.
وتفوقت الحاجة أم نضال في دراستها,
وواصلت حتى تزوجت بفتحي فرحات (أبو نضال)، وكان ذلك في بداية الثانوية العامة, وقدمت
امتحانات الثانوية وهي حامل بمولودها الأول، وحصلت على 80% ودرست الثانوية في مدرسة
الزهراء.
وخنساء فلسطين هي أرملة وأم لستة
أبناء وأربع بنات، جميع أبنائها من مجاهدي كتائب الشهيد عز الدين القسام، استُشهد منهم
ثلاثة، نضال ومحمد ورواد.
وملكت أم نضال قلوب الفلسطينيين،
عندما ظهرت مطلع العام 2002 في شريط فيديو وهي تودع نجلها الشهيد القسامي محمد لتنفيذ
عملية نوعية في مغتصبة "عتصمونا"، حيث تمكن من قتل وإصابة عدد من الجنود
الصهاينة، لتكون أول حالة رسمية توثق وداع ابنها لعمل استشهادي.
رحلة أم نضال فرحات لم تبدأ عند
هذه النقطة، فقد سبقتها بسنوات، ففي عام 1992 آوت أم نضال في بيتها، القائد القسامي
عماد عقل، الذي وصفه الصهاينة "بذي الأرواح السبعة"، والذي استشهد في منزلها
بالرابع والعشرون من نوفمبر لعام 1993، بعد أن تحول إلى جبهة حرب بينه وبين ما يزيد
عن مائتي جندي صهيوني قبل اقتحامهم المنزل.
مسيرة التضحيات تواصلت، حيث اغتالت
قوات الاحتلال نجلها البكر نضال في العام 2003، وكان يعد أحد القادة الميدانيين في
كتائب القسام، وهو أحد المهندسين الأوائل لصواريخ المقاومة.
كما اغتالت طائرات الاحتلال في
العام 2005 ابنها الثالث الشهيد رواد بعد قصف سيارته في مدينة غزة، وأفرجت سلطات الاحتلال
عن نجلها وسام في العام 2005 بعد أن أنهى محكوميته البالغة 11 عاما.
جرى ترشيح أم نضال، عضواً في المجلس
التشريعي الفلسطيني، عن كتلة التغيير والإصلاح، وبعد فوزها في الانتخابات، خاضت مسيرة
المقاومة والسياسة لتكمل دربها ونضالها من أجل نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه كاملة وفق
قولها لوسائل الإعلام.
تعرض منزلها للتدمير أربع مرات دون أن يمنعها ذلك من مواصلة
مشوار العطاء والتضحية، حيث قامت بالعديد من الجولات الخارجية في إطار شرح وعرض القضية
وتسليط الضوء على المعاناة والبطولة الفلسطينية.