القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 17 كانون الثاني 2025

دراسة لواجب بعنوان: عضوية إسرائيل في الامم المتحدة {مناقشة علمية لعضوية "إسرائيل" في الأمم المتحدة}

دراسة لواجب بعنوان: عضوية إسرائيل في الامم المتحدة {مناقشة علمية لعضوية "إسرائيل" في الأمم المتحدة}

الإثنين، 07 أيار، 2012
إعداد الباحث : إبراهيم إسماعيل العلي

"عضــــوية "إســــــرائيل" في الأمــــــــم المتحــــــــدة:

الإطار التاريخي:

تعرضت أرض فلسطين إلى الكثير من الغزوات والحروب، والتي كان أخرها الاحتلال الصهيوني الغاصب الذي استطاع تسويق فكرته إلى العالم بكل وسائل الإقناع التي يتبعها المسوق الجيد لفكرة آمن بها فكرس جل جهده لتحقيقها متجاهلا ًحقوق الآخرين نابذا ًوراءه ظهره القيم والمبادئ مقنعا ًنفسه ومن يتبعه بأنه شعب الله المختار ولا يرق الآخرون إلا أن يكونوا خدما ًلهم، مستشهدين على ذلك بنصوص من التوراة المزيفة والتلمود والمقولات الباطلة التي تثب حقهم في الأرض العربية كمقولة ارض بلا شعب لشعب بلا ارض وأسطورة ارض الميعاد والعودة إلى صهيون ميراث أجدادهم المحرم على أي يهودي في العالم التفريط فيه لما في ذلك من مخالفة تستوجب غضب الرب الذي وعد إبراهيم ونسله في هذه الأرض عندما خاطبه (لنسلك أعطي هذه الأرض - لك أعطيتها ولنسلك إلى الأبد) .

بدأ التوغل الصهيوني في أرض فلسطين على شكل هجرات يهودية متواصلة وأخذ المغتصبون اليهود ببناء المغتصبات وتشكيل العصابات المسلحة التي مارست فيما بعد أبشع سياسات القتل والتنكيل للسيطرة على الأرض الفلسطينية بغية تنفيذ مشروعهم وإقامة كيانهم المزعوم، كما أن الذهنية التوسعية للمشروع الصهيوني جعلته لا يضع حدودا ًجغرافية لدولته الهادفة إلى استيعاب جميع يهود العالم في منطقة معينة وإقامة وطن قومي لهم، فقد عبر عن ذلك تيودور هرتزل في يومياته بقوله: (كلما زاد عدد المهاجرين اتسعت رقعة الأرض) ، بل ذهب بن غوريون إلى أبعد من ذلك حين وصف الجيش الإسرائيلي بأنه (خير مفسر للتوراة) ، فالجيش الإسرائيلي هو من سيرسم حدود الدولة القادمة وأن ما سيتم الاستيلاء عليه في المعارك سيبقى في أيديهم والمكان الذي لن يصل إليه الجيش سيكون سببا ً في البكاء لأجيال.

وارتفعت وتيرة السلوك الصهيوني الداعية إلى تهجير الشعب الفلسطيني حتى اندلعت حرب 1948 إثر إعلان قيام الكيان الصهيوني في 15 أيار التي انتهت باحتلال 77% من أرض فلسطين، وتهجير ثمانمائة وأربعة آلاف لاجئ فلسطيني خارج فلسطين بعد ارتكاب أربع وثلاثين مجزرة وتدمير ما يقرب من أربعمائة وثمان وسبعين قرية من أصل خمسمائة وخمس وثمانين, وتهجير سكان خمسمائة وإحدى وثلاثين قرية ، بالإضافة إلى حوالي ثلاثين ألفاً آخرين هجروا من قراهم إلى مناطق أخرى لا تبتعد سوى بضعة كيلومترات عنها, إلا أنهم لا يستطيعون الرجوع إليها؛ فالعصابات الصهيونية عمدت إلى تطبيق الفكر الصهيوني الذي ينفي علاقة الفلسطيني بأرضه ويعدّه عنصراً متحركا يمكن إجلاؤه عنها، بأي وقت وإلى أي مكان.

أما على الصعيد الخارجي فقد تابعت الحركة الصهيونية ما بدأته من الكذب لاستمالة عطف الكثير من الأمريكان والأوروبيين، ولا سيما بعد نجاحها في إقناع الحركة البروتستانتية القائمة على الفكر التوراتي بأن اليهود هم أهل فلسطين المشردين على الأرض الذين سوف يجمعهم الله في فلسطين لعودة المسيح المنتظر، فنجحوا بتوظيف السياسة البريطانية لخدمة مشروعهم ثم توجهوا وبخطوة عملية للاستفادة من الوجود الأوروبي في فلسطين من خلال القناصل الذين لعبوا دوراً هاماً في تقويض نظام الحكم العثماني الرسمي هناك وتوفير الأجواء المناسبة لتحقيق الرغبة اليهودية في الهجرة إليها.

فالمشروع الصهيوني كان حصيلة عدة عوامل أهمها الدعم الغربي الاستعماري الذي ظهر جليا ً في الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما ضغطت الولايات المتحدة الأمريكية على بعض الدول للتصويت على قرار تقسيم فلسطين بعد أن فشلت بدايةً من استصدار القرار.