راي الدستور حريق الأقصى مستمر
الخميس، 23 آب، 2012
في الذكرى الثالثة والأربعين لجريمة إحراق الأقصى التي اقترفتها العصابات الصهيونية، نود أن نؤكد أن ذلك الحريق الإجرامي مستمر، بصورة ممنهجة متصاعدة، لتنفيذ المشروع الصهيوني بإقامة الهيكل المزعوم على انقاض المسجد.
"بشيء من التفصيل أقام العدو شبكة من الأنفاق تحت مبنى المسجد ما أدى إلى خلخلة الأساسات والأعمدة الاسمنتية، ما يعني - كما يقول المهندسون المختصون- إمكانية انهياره بفعل عوامل طبيعية، كالزلازل البسيطة، الى جانب هدم المباني الوقفية المحيطة بالمسجد لإقامة الكنس "14 كنيسا تمت إقامتها حتى الآن" وتوسيع ساحة البراق، التي يسمونها حائط المبكى زورا وبهتانا.
ولم يكتف العدو بتلك الإجراءات العدوانية، بل كشف عن نيته المبيتة، واهدافه الخبيثة، بإعلانه "ان الأقصى جزء من الأراضي الإسرائيلية، وان ساحات المسجد ليست جزءا منه"، ما يعني بصريح العبارة، العمل على تهويد تلك الساحات، للتضييق على المصلين، ومنعهم من الصلاة في المسجد، بخاصة في ضوء مواقفهم الشجاعة الأخيرة، اذ نفروا بأعداد كبيرة خلال ايام الجمع في شهر رمضان المبارك، وقد تجاوزت أعدادهم في الجمعة الأخيرة النصف مليون، ملأوا ساحات المسجد، وشوارع وأزقة القدس، متحدين عصابات الاحتلال، ومعلنين أنهم لن يتخلوا عن اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومستعدين للتصدي لرعاع المستوطنين، والمتدينين الحاقدين بصدورهم العارية، ومنعهم من تدنيس الأقصى.
في الذكرى الثالثة والأربعين، لتلك الجريمة البشعة نتذكر مواقف الأردن وقيادته الهاشمية، وجهودها الموصولة لترميم المسجد، وقبة الصخرة المشرفة، والعمل على انقاذه من براثن الصهاينة الحاقدين، حيث تمت اقامة "لجنة إعمار الأقصى"، التي تتولى الاشراف على المسجد، وصيانته، وتأمينه بكل ما يحتاج ليبقى شوكة في عيون المحتلين المجرمين.
حيث تمت إعادة منبر صلاح الدين على نفقة جلالة الملك عبدالله الثاني، وإعادة فرشه بالسجاد الفاخر، وتعيين حراس على مدى الساعة لحمايته ... إلخ، الى جانب ترميم مدارس المدينة الخالدة، بعد ما أطلقت جلالة الملكة رانيا العبدالله مبادرتها المعروفة لإنقاذ الطلاب العرب من الضياع.
مجمل القول: لن ينتهي الصراع بين الحق العربي والباطل الصهيوني المدعوم من أمريكا والغرب على المدى المنظور، وهذا يستدعي موقفا عربيا وإسلاميا جادا يتجاوز عبارات التنديد والشجب قادرا على لجم العدوان الصهيوني، وحماية المقدسات وإنقاذها من براثن الاحتلال، وذلك يستدعي إعادة الصراع الى المربع الاول، وتجميد الاتفاقات والمعاهدات ووقف التطبيع، بعد أن استغل العدو عملية السلام لفرض الأمر الواقع، وتهويد القدس والأقصى.
المصدر: جريدة الدستور الأردنية