«ستائر
العتمة» فيلم يجسد «ملحمة» الصمود الفلسطيني في السجون الإسرائيلية

الأربعاء، 26 آب، 2015
عرض في قصر رام الله الثقافي، الفيلم الفلسطيني،
«ستائر العتمة»، الذي يحاكي 90 يوماً من المواجهة الملتهبة بين أسير فلسطيني، ومحققين
إسرائيليين، في زنازين الإعتقال.
وشهد العرض الأول للفيلم الذي يبلغ طوله 70 دقيقة،
وهو من إخراج محمد فرحان الكرمي، بالتعاون مع هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية (التابعة
لمنظمة التحرير الفلسطينية)، حضوراً رسمياً وشعبياً، وأسرى محررين.
وقصة الفيلم هي ترجمة سينمائية للرواية الفلسطينية
«ستائر العتمة»، للكاتب الفلسطيني وليد الهودلي.
وعلى هامش العرض، قال الهودلي إن النسخة الأولى من
الرواية صدرت عام 2001، وطبع منها عشر طبعات، ولقيت اهتماماً ومتابعة كبيرين، لافتاً
إلى أن تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي، يرجع إلى إنحسار دائرة القراءة، واتساع لغة
الصورة والفيلم السينمائي.
وتدور أحداث الفيلم حول قصة المعتقل الفلسطيني «عامر»،
الذي اعتقل وتعرض للتعذيب الجسدي والنفسي، ووجهت له الشتائم من قبل ضباط التحقيق.
وظهر عامر، نداً عنيداً في مواجهة ضباط المخابرات
الإسرائيليين، الذين حاولوا جاهدين سحب اعترافات منه. وتعرض للعزل في زنازين قذرة،
لمدة تسعة أيام متتالية، ثم تناوب عليه عدد من المحققين، وهو مقيد اليدين، حيث انهال
عليه الضباط بالضرب، ووجهوا له شتائم وألفاظا نابية.
دخل (عامر) مراحل تحقيق عديدة، كان أبرزها إدخاله
في قسم خاص للجواسيس، الذي يطلق عليهم «العصافير»، وتظاهروا أنهم شرفاء ومعتقلون على
قضايا وطنية، لسحب الإعتراف منه، إلا أن عامر كان نداً لهم.
وأضاف الهودلي، الذي اعتقل لمدة 14 عاماً، في السجون
الإسرائيلية، أن «ستائر العتمة، ملحمة تجسد بطولة الأسرى ومعاناتهم في السجون الإسرائيلية،
تنقل صورة الأسرى للعالم، لتكون درسا لغيرهم».
ويأمل الهودلي ترجمة فيلمه إلى لغات أخرى، وأن يشارك
في مهرجانات دولية، ويعرض في العديد من الدول.
وأردف بقوله «الفيلم يجسد صراع الإرادات، إرادة المعتقل
الفلسطيني، الذي ينتصر لقضيته العادلة، وإرادة المحتل القوي المتجبر».
وخلص الهودلي إلى أن «ستائر العتمة، هي قصة 850 ألف
فلسطيني، وعربي، جربوا الإعتقال، وتعرضوا للتعذيب النفسي والجسدي، وللعزل والشتائم».
من جهته قال الكرمي، مخرج الفيلم، «تم تسجيل لقطات
الفيلم في مواقع متنوعة من الضفة الغربية، أبرزها مركز صالح خلف، شمال الضفة الغربية،
حيث كان المركز سجناً للجيش الإسرائيلي، ويعرف باسم «سجن الفارعة»، دخله آلاف المعتقلين،
وذاقوا مرارة الإعتقال والتعذيب.
والفيلم من تمثيل وتصوير فلسطيني، وبتمويل عدد من
المستثمرين الفلسطينيين.
ويضيف الكرمي «الفيلم محاولة لتعريف المشاهد بمعاناة
الأسرى من ناحية، وعرض أساليب التحقيق الإسرائيلية التي تنتهجها المخابرات الإسرائيلية».
والهودلي، فلسطيني لاجئ، ويسكن في مخيم «الجلزون»
للاجئين الفلسطينيين، قرب رام الله، اعتقل لمدة 14عاماً في السجون الإسرائيلية، تعرض
للتعذيب والشتم، كما اعتقلت زوجته «عطاف عليان» أيضاً لمدة 14 عاماً. وللمؤلف العديد
من الكتب والقصص والروايات.
المصدر: القدس
العربي