شؤون اللاجئين في حمــاس.. في الذكرى 64 للنكبة بدأ عهد الانتصار ودحر الاحتلال
الأربعاء، 16 أيار، 2012
تؤكد دائرة شؤون اللاجئين في حركة المقاومة الإسلامية – حماس أن أربعة وستين عاماً لم تنس شعبنا الفلسطيني حقه في أرضه رغم الشتات وبُعد السنين، بل أصبح أكثر مضاءً وإصراراً على مواصلة طريق الجهاد والمقاومة حتى دحر الاحتلال الغاصب عن آخر شبر من أرضنا المقدسة. وإن إرهاصات انقلاب الدائرة على عدونا واضحة وجلية: فحصار ست سنوات لشعبنا في قطاع غزة لم تجبره على الاعتراف بدولة الاحتلال. وانتصار معركة الفرقان مقدمة لانتصارات تالية. وإساءة وجه الاحتلال في عملية أسر أحد جنوده والاحتفاظ به لأكثر من خمس سنوات مؤشر واضح على ضعف الاحتلال، فقد ثبت أنه يُقهر، ويجُبر على إطلاق سراح المئات من مجاهدي شعبنا. ونجاح أسرانا البواسل في إجبار سجانيهم على الرضوخ لمطالبهم بعد معركة الأمعاء الخاوية الطويلة المؤلمة غير مسبوق في التاريخ، ودليل على اهتراء هذا الاحتلال وارتخاء قبضته. وحشود شعبنا على حدود الأرض المحتلة في ذكرى النكبة من العام الماضي واقتحام بعضهم للحدود فيه من العِبَر الكثير؛ فلم يعد شعبنا يخاف جلاديه، وما عادت دولة الاحتلال تخيف أحداً، وبدا شعبنا أكثر تمسكاً بأرضه وحقه وأكثر تحدياً للاحتلال. وواقع التغيرات الجذرية في دول الربيع العربي لا يبشر الاحتلال بخير، وعليه أن ينتظر ما هو أسوأ.
إننا في هذه الذكرى الأليمة، لنؤكد أننا سنمضي مع كل أبناء شعبنا، متوكلين على الله، يؤيدنا أحرار العالم، نحو فجر الحرية القادم، صابرين على الجراح، قاهرين لغربتنا، موحَّدين في نضالنا. وإننا لندعو شعبنا الفلسطيني البطل في ذكرى النكبة أن يعبِّر عن وحدته خلف حق العودة، وعن تمسكه بكامل أرضه وحقوقه، وعن رفضه لأية مساومة على ثوابته.
إن أحداث أربعة وستين عاماً لتؤكد باستمرار أن كنس الاحتلال من أرضنا طريقه الجهاد والمقاومة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ" (يونس 123)، فلا يفل الحديد إلا الحديد. ولن نكون بدعاً من الأمم التي تحررت من ربقة الاحتلال، فهذا طريق مضمونة نتائجه، جربته الأمم من قبلنا، وستمضي سُنة الله في المغالَبة: "قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ" (التوبة 14).
إننا في هذه الذكرى لندعو كل المنظمات العاملة من أجل حق العودة لتنسيق العمل، وتوحيد الجهود. وقد دعونا إلى تأسيس كونفدرالية (اتحاد) منظمات حق العودة على مستوى العالم. وندعو كل الشرفاء العاملين من أجل هذا الحق المقدس لإنجاح هذه المشروع الوطني، ونتشرف أن نكون رعاته، وعلى قدم المساواة مع الجميع. كما نؤكد على ضرورة الإسراع في إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية لتأخذ دورها الحقيقي في قيادة الشعب الفلسطيني لوضع إستراتيجية التحرير وضبط إيقاعات العمل الفلسطيني في ضوء هذه الإستراتيجية.
إننا على موعد مع النصر وتحقيق حق العودة وتقرير المصير وكنس الاحتلال "..وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" (يوسف 21)