شمال غزة: نفوق الماشية ودمار المزارع جراء العدوان
خلّف العديدين دون دخل

السبت، 30
أيار، 2015
لا تتوقف المواطنة هيام المصري (45 عاماً) عن
عرض منتجاتها القليلة من "الفطر" على المطاعم وزبائنها المعتادين في إطار
جهدها لتسويق منتجاتها وتوفير لقمة العيش لأسرتها المكونة من (18 فرداً).
وخصصت المصري التي تعاني أسرتها من الفقر، غرفة
صغيرة في منزلها الذي تعرض للتدمير خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، لزراعة
"الفطر" بوسائل وأدوات متواضعة، محاولة إنتاج نحو 30 كيلو جراماً شهرياً.
وقالت لـ"الأيام" إنها تعرض منتجاتها
أمام عدد محدود من أصحاب المطاعم وبعض الزبائن من الميسورين، بواقع 20 شيكلاً للكيلو
الواحد، موضحة أن ناتج بيع منتجاتها يوفر لقمة العيش لأفراد أسرتها.
وأضافت: إن خمسة من أفراد أسرتها يعملون لإنتاج
كمية محدودة هم: زوجها وأربعة من أبنائها، لكنها تحلم بتوسيع زراعتها على مساحة أكبر
وبأدوات أكثر تطوراً.
أوضحت "المصري" أنها تستخدم خمس سلال
مخصصة لزراعة "الفطر" وتنتج كل سلة نحو ستة كيلو جرامات فقط شهرياً، معربة
عن أملها بتلقي دعم من إحدى المؤسسات الأهلية، لمساعدتها في زارعة عدد أكبر من السلال،
وبالتالي زيادة إنتاجها بشكل يوفر مدخولاً مادياً أكبر لأفراد أسرتها.
وقالت: "إن العدوان الأخير تسبب بتدمير جزئي
لمنزلها وبالتالي تخريب جزء من السلال المخصصة لزراعة "الفطر، مقدرة قيمة الخسائر
التي تكبدتها جراء العدوان بنحو ألفي دينار أردني، إلا أنها تمكنت من ترميم زراعتها
بشكل محدود وبجهود ذاتيه، وتنتظر أن يتم مساعدتها ودعمها لتقوية زراعتها الناشئة.
زراعة أرض حدودية
أما المواطنة نعمة الكفارنة (42 عاماً) التي تمتلك
مساحة أرض صغيرة تقع بجوار الجدار الحدودي شرق بيت حانون، فقالت: إنها لم تعمل في أرضها
ولم تصلها أو تتفقدها، منذ أن أن جرفها الاحتلال قبل عشر سنوات.
وأوضحت لـ"الأيام" أنها تحلم بزراعة
أرضها والعناية بها، مشيرة إلى أنها حاولت مراراً الوصول إليها لكنها واجهت إطلاق نار
من جنود الاحتلال.
قالت "المصري": إنها تعاني من الفقر،
وزوجها لا يقوى على العمل، مبدية استعدادها لزراعة الأرض والعناية بها بأقصى جهد، أملاً
في أن تستطيع توفير لقمة العيش لأسرتها الممتدة، في الوقت الذي لا تجد هذه الأسرة من
يعيلها في ظل الظروف القاسية.
وأضافت: إنها توجهت أكثر من مرة للمؤسسات الأهلية
ووزارة الزراعة، لكي يتم مساعدتها في الوصول لأرضها وتأهيلها من جديد، لكنها فشلت في
أن تجد من يقف إلى جانبها.
يذكر، أن قوات الاحتلال تفرض منطقة عازلة تمتد
لمئات الأمتار بجوار الجدار الحدودي، ما أدى إلى حرمان المئات من المزارعين من العمل
في أراضيهم.
نفوق الأغنام
من جهتها بدت المواطنة صبحية العزازمة، بحاجة
ماسة لمساعدتها في توفير وتربية بعض المواشي، لإعالة أسرتها بعد أن تسبب الاحتلال في
نفوق أغنامها وتدمير مصدر دخل أسرتها الوحيد.
وقالت لـ"الأيام": إنها كانت تعتمد
على ناتج بيع حليب الأغنام وبعض الرؤوس، لتوفير ما يسد رمق أسرتها المكونة من سبعة
أفراد، إلا أن شظايا صاروخ أطلقته طائرات الاحتلال على أرض خالية قريبة من منزلها تسبب
بنفوق نحو عشرة رؤوس من الأغنام.
أضافت العزازمة: "منذ ذلك الحين لم يعد لي
مصدر دخل، ولم أجد أية وسيلة لتوفير لقمة العيش، مؤكدة حاجتها لمساعدة تقدمها أية مؤسسة
أهلية عاملة في مجال الزراعة تتمثل بتوفير عدد من رؤوس الأغنام.
وتقطن المواطنة العزازمة في منطقة خالية قريبة
من حاجز بيت حانون "إيرز" وهي منطقة زراعية من المناطق المهمشة.
وقالت: إنها لا تجيد ممارسة أي عمل سوى رعي المواشي،
لكنها دائمة البحث عن مساعدات عينية لتوفير ما قد يسد رمق أفراد أسرتها.
وتعاني نسبة كبيرة من نساء بيت حانون اللواتي
فقدن الفرصة في التعليم من واقع اجتماعي مهمش وحالة فقر شديدة، تسببت بضنك العيش لأسرهن،
ويقطنّ في مناطق زراعية تجاور الجدار الحدودي، كثيرة التعرض لمختلف الاعتداءات الإسرائيلية.
المصدر: الأيام