القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 24 حزيران 2025

طائرات الأسد تُحدث مجزرة في مخيم اليرموك

طائرات الأسد تُحدث مجزرة في مخيم اليرموك
 
 
الإثنين، 17 كانون الأول، 2012
 
استخدمت القوات النظامية السورية، أمس، للمرة الأولى الطيران الحربي في قصف مخيم اليرموك في جنوب دمشق، وهو الأكبر للاجئين الفلسطينيين في سوريا، موقعاً عدداً كبيراً من الإصابات بين سكانه، وذلك غداة تحرير هذا المخيم من شبيحة "الجبهة الشعبية القيادة العامة" المتحالفة عبر علاقات قياداته التبعية مع نظام بشار الأسد وخصوصاً الأمين العام أحمد جبريل، الذي فر مع ابنه الى طرطوس حيث يملك امبراطورية أعمال تمتد الى كسب ومناطق أخرى في سوريا.

وسارعت القيادة الفلسطينية الى تحميل النظام السوري مسؤولية الدم في مخيم اليرموك. وقال ياسر عبد ربه، أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية لـ"رويترز": "نحن نحمل بشار الأسد ونظامه مسؤولية هذه الجريمة في مخيم اليرموك والتي تكشف بشكل واضح أن هذا النظام لا يعرف حدوداً لنهجه الإجرامي في القتل والتدمير".

وقال نشطاء في دمشق إن مقاتلات سورية أطلقت صاروخين على الأقل على اليرموك وإن عشرات الأشخاص قتلوا حين سقط صاروخ على مسجد عبد القادر الحسيني الذي يؤوي 600 نازح من أحياء دمشق الجنوبية، فروا من أعمال العنف هناك.

وقال عبد ربه: "إن المجازر في مخيم اليرموك وفي كل مكان في سوريا تستدعي اليوم قبل الغد أن يضع المجتمع الدولي حداً لنظام القتل والإرهاب في سوريا قبل أن يحرق المنطقة بأسرها".

أضاف: "إننا نتابع مع أبناء شعبنا في سوريا الأوضاع على الأرض وسوف نتخذ كل الإجراءات التي تمكننا من حماية شعبنا على كل الأصعدة".

ومخيم اليرموك بجنوب دمشق جزء من منطقة تمتد من شرق الى جنوب غرب العاصمة حيث تحاول قوات الأسد منذ أسابيع إخراج مقاتلي المعارضة من مشارف العاصمة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا "إثر الغارة الجوية التي تعرض لها مخيم اليرموك" في محيط مستشفى الباسل وحي الجاعونة في المخيم، متوقعاً ارتفاع عدد القتلى "بسبب وجود جرحى في حالة خطرة".

وأظهر شريط فيديو بثه المرصد على موقع "يوتيوب" الالكتروني حطاماً على طريق اسفلتية بينما يهرع المصور وأشخاص آخرون الى المكان المستهدف وسط صيحات "الله أكبر" و"يا الله". وفي ما يبدو أنه الباحة الخارجية للمسجد، يتجمع أشخاص حول عدد من الجثث الموزعة على الأرض والدرج المؤدي الى المسجد نفسه. ويسمع المصور يقول "مخيم اليرموك 16/12/2012. الله أكبر، مجزرة".

وأشار المرصد الى أن الغارة كانت واحدة من ست غارات شنها الطيران الحربي السوري أمس على مناطق في جنوب دمشق هي، إضافة الى اليرموك الذي يضم 150 ألف لاجئ فلسطيني، حيي الحجر الأسود والعسالي.

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع "فرانس برس" أن "القوات النظامية تشعر بحاجة الى تعزيز حملتها للقضاء على المقاتلين المعارضين في جنوب دمشق، ولا يمكنها محاربتهم من دون اللجوء الى قوتها الجوية".

وأصدر منشقون عن الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة في سوريا قراراً باعتقال أحمد جبريل، وذلك بحسب ما ذكرت قناة "العربية" من دون الإشارة إلى المزيد من التفاصيل.

تحرير اليرموك

وقبل تحرير مخيم اليرموك أمس، كانت اشتباكات عنيفة اندلعت منذ صباح أول من أمس الباكر بين الكتائب المسلحة التابعة للجيش الحر والعناصر الأمنية التابعة للجبهة الشعبية - القيادة العامة، حيث بدأت من شارع العروبة وامتدت بعد ذلك إلى محيط النادي الأهلي وأطراف حي التقدم، وشارع الثلاثين، وترافق ذلك مع تحليق للطيران الحربي فوق سماء المخيم، وبحسب شهادة أحد سكان المنطقة فإنه شاهد انتشار عدد كبير من القناصة في منطقة العروبة، عند شارع العروبة الرئيسي، وحي التقدم جانب فرن طيارة، كما سُجل سقوط عدد من القذائف على المخيم، قذائف عدة منها سقطت على حي التقدم وأطراف حي الحجر الأسود وإحداها قرب صالة طل القمر، كما سقطت قذيفة في شارع الـ15 جانب مركز القدس ونجم عنها العديد من الإصابات، وهز انفجار سيارة مفخخة منطقة التقدم وأدى ذلك إلى أضرار مادية كبيرة وسقوط عدد من الشهداء والجرحى، ولحالة نزوح كبيرة من منطقتي التقدم والعروبة الى داخل مخيم اليرموك.

وتسارعت الأحداث على أطراف مخيم اليرموك الفلسطيني في قلب العاصمة السورية دمشق، مع توارد الأنباء حول انهيار وشيك وسريع لقوات أحمد جبريل، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، وإرسال تعزيزات كبيرة من قبل الأمن السوري والشبيحة لاقتحام المخيم.

وحدثت في هذه الأثناء انشقاقات كبيرة قيل إنها تراوحت بين 60 و150 عنصراً من عناصر القيادة العامة، ألقوا سلاحهم وتم تأمينهم من قبل عناصر الجيش الحر الذي هاجم حواجز لجان جبريل "الشعبية" على أطراف المخيم انطلاقاً من الأحياء السورية الفلسطينية المختلطة، كالحجر الأسود والقدم والتضامن.

وفيما أصبحت منطقة مخيم اليرموك ومخيم فلسطين المتداخلتان جغرافياً مع أحياء دمشق الجنوبية (الحجر الأسود والتضامن والقدم) والمختلطة ديمغرافياً بين الفلسطينيين والسوريين، محررة عملياً، إلا أن ثمة مخاوف من أن يقوم جيش النظام والأمن والشبيحة باقتحام المخيم، لا سيما أن سقوطه يمكن الثوار من السيطرة على الأحياء الجنوبية لمدينة دمشق بالكامل، وقطع طريق الإمدادات باتجاه اتوتستراد دمشق- درعا الدولي، التي أعلنها الجيش الحر منطقة عمليات عسكرية، والمنطقة الجنوبية من سوريا برمتها، فيما سجل في اليومين الأخيرين تزايد حالات النزوح الجماعي من المخيم في ظل الاشتباكات التي حصلت، كما تتعاظم الأزمة الإنسانية داخل المخيمات وبالذات أزمة الخبز والمحروقات في ظل شتاء قارس، ومعارك لا ترحم أحداً.

لواء العاصفة

لواء العاصفة، وهو الاسم الذي تردد اسمه كمشارك فاعل في الأحداث الأخيرة، ونسب إليه الفضل في مواجهة لجان جبريل، كما يسميها الثوار والفلسطينيون في المخيمات، تنظيم فلسطيني مسلح قوامه مدنيون انضموا إلى الجيش الحر لمواجهة تجاوزات جبريل في المخيمات، والعمل على تحرير المخيمات من جماعته، وبحسب تسريبات من نشطاء فلسطينيين موالين للثورة السورية.

أعداد منتسبي "لواء العاصفة" قليلة، إلا أن ما يميزهم كونهم عبارة عن مدنيين فلسطينيين سبق أن حملوا السلاح إبان خدمتهم العسكرية في جيش التحرير الفلسطيني، أو شباب متحمسون لإثبات عدم تمثيل أحمد جبريل ولجانه الشعبية لمجمل الشعب الفلسطيني في موقفهم من الثورة السورية.

وجيش التحرير الفلسطيني، هو القوة الفلسطينية الوحيدة التي تمتلك سلاحاً فردياً ومتوسطاً، بالإضافة إلى جماعة أحمد جبريل، وحتى الآن لم يتم توريط هذا الجيش في الحرب الدائرة في سوريا، رغم تابعيته للجيش النظامي، وجرى منذ فترة قريبة في منطقة حران العواميد التي سيطر عليها الجيش الحر أخيراً، اتفاق لتحييد جيش التحرير الموجود في ذات المنطقة وعدم الاشتراك في الاشتباكات إلى جانب الجيش النظامي، وهو ما أدى إلى وقوفه متفرجاً وتجنبيه الاشتراك في المعركة للسيطرة على منطقة حران العواميد.

المصدر: المستقبل - براء الحلبي ووكالات