القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

"طائرات الأمل" .. تحلق في سماء غزة تضامناً مع اليابان

بمشاركة ألاف الأطفال

"طائرات الأمل" .. تحلق في سماء غزة تضامناً مع اليابان


الثلاثاء، 10 آذار، 2015

أطلق أطفال غزة في مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الاثنين مئات الطائرات الورقية في سماء محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة، تضامنًا مع ضحايا الشعب الياباني، في ذكرى زلزال تسونامي الذي ضربها عام 2011م.

وصنع الأطفال تلك الأطباق بأيديهم، بأشكال وأحجام متفاوتة ومميزة، بحيث احتوت تشكيلاتها على الأعلام الفلسطينية واليابانية، وأخرى مزجت بين العلمين، فيما امتزجت بعضها بكلام حب وتضامن مع اليابان، بينما تسلم المسؤولون اليابانيون عدد من الأطباق كهدية مُقدمة من أطفال غزة.

وسبق إطلاق تلك الأطباق إطلاق أكثر من قبل أطفال اليابان في دولتهم، تضامنًا مع الشعب الفلسطيني وأطفاله الذين يعانون الويلات نتيجة الحصار والعدوان الإسرائيلي.

وشارك الأطفال اليابانيون نظرائهم الفلسطينيون تلك الفعالية عبر المشاهدة المباشرة من خلال برنامج سكايب.

وحضر حفل إطلاق الأطباق وفدًا رسميًا من "أونروا" ممثلاً بمدير عملياتها روبرت تيرنر، ووفدًا من السفارة اليابانية ومتضامنين يابانيين برئاسة السفير جونيا ماتسورا، وعدد من الوفود الأجنبية العاملة في المؤسسات المانحة في القطاع..

وضرب اليابان تسونامي وزلزال بقوة 8.9 على مقياس ريختر في الحادي عشر من مارس/ أذار عام 2011م، يعد الأعنف من نوعه في القرن الحالي، ما أدى لعدد لسقوط عدد كبير الضحايا والمصابين والمفقودين، وتدمير مناطق بأكملها..

رسالة تضامن

وقالت الطالبة المشاركة في فعالية (طائرات الأمل تحلق في سماء واحدة في غزة واليابان) ديما صافي "12 عاماً" لـ "صفا" : "جئنا اليوم لنعبر عن تضامننا العميق مع اليابان بسبب تسونامي الذي ضربها قبل سنوات، وقتل الكثير خاصة من الأطفال".

وأضافت صافي "نحن اليوم نشاركهم ما مروا به من معاناة ومأساة، كما شاركونا بالأمس في إطلاق هذه الأطباق في سماء دولتهم تضامنًا مع أطفال غزة الذي يعيشون الحصار والمعاناة نتيجة العدوان الإسرائيلي، فالمعاناة واحدة لكنها هناك من صنيع الطبيعة، وهنا من صنيع الاحتلال الإسرائيلي!".

أما الطالبة ولاء القدرة "12عاماً " فقالت : "جئت اليوم لأشارك أنا وزميلاتي في هذه الفعالية الرمزية والمعنوية مع أطفال اليابان، لنعبر عن حبنا لهم، وتقديرنا لجهودهم في التضامن معنا، ودولتهم التي تدعمنا، ونشاطرهم هذا اليوم الذي يشعرون فيه بالحزن لفقدانهم الكثير خلال تسونامي الذي ضرب بلادهم".

وفاء مُتبادل

بدوره، قال مدير عمليات الأونروا روبرت تيرنر: إنّ "فعالية طائرات الأمل الورقية يتم إحياؤها للمرة الرابعة في غزة لإظهار الدعم والتضامن مع ضحايا تسوماني والزلزال الذي ضرب اليابان عام 2011م، وتظهر كيف أن أهالي غزة ما تزال لديهم القدرة على إلهام العالم".

وأضاف تيرنر "تم إقامة هذه الفعالية أولاً في 22 مدينة حول العالم عام 2012م، وتم استلهامها من الفعالية التي اقيمت في غزة لتحطيم الرقم القياسي العالمي في موسعة غينتس للأرقام القاسية لتطيير الطائرات الورقية في عام 2011م".

وتابع " جهود الأطفال في غزة أدت إلى عدد من الفعاليات التي تم تنظيمها في اليابان لتقول شكرًا لأهل غزة على ما يقدموه من دعم، وإن حدث اليوم يسلط الضوء أيضًا على العلاقة الوثيقة التي تتمتع بها (أونروا) بغزة مع اليابان".

وبين أن اليابان قامت لسنوات عديدة بتقديم الدعم لبرامجنا التي تخدم اللاجئين الفلسطينيين في غزة، " حتى عندما كانت البلاد ما تزال تتعافى من أثار الزلزال وتسونامي، وذلك يتضمن تمويل أكثر من مشروع إسكان للاجئين الفلسطينيين ممن هدمت منازلهم في خان يونس".

وشدد تيرنر على أن "أونروا" تبقى ممتنة لليابان لدعمهم المستمر لأهالي غزة، وللعلاقة الوطيدة التي تربطنا معًا، بما في ذلك الإعلان عن المساهمة بقيمة 21 مليون دولار أمريكي للرعاية الصحية وإصلاح المأوي في غزة.

رسالة أطفال غزة

وأشار إلى أن ألاف الأطفال من مدارس "أونروا" يقفون عند الحي الياباني لإرسال رسائل ملؤها الدعم والتضامن مع أطفال اليابان، " كما ويشاركنا في هذه السنة حوالي 200 طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، فعلى الرغم من الصعوبات التي يواجهها الأطفال أرادوا أن يشاركوا بقية الأطفال ويطيروا طائراتهم الورقية ويرسلوا رسائل تضامن مع شعب اليابان".

وشدد على أن اللجوء التي عانى منه الأطفال هنا الصيف الماضي بسبب أحداث الصراع يجعلهم يدركون وبشكل كامل شعور عدم القدرة على العودة للمنزل، وهو نفس الشعور الذي يشعر به نفسه أطفال اليابان عندما دمر منازلهم تسونامي، الأسباب تختلف لكن للأسف تبقى النتيجة ذاتها.

وعبر تيرنر عن أمله أن تبعث هذه الطائرات الورقية المُحلقة في السماء اليوم رسالة لكل العالم بأن أطفال غزة يستحقون أن يتمتعوا بالطفولة التي يتمتع بها الأطفال الآخرين، وأن يعيشوا بكرامة واحترام كامل لكافة حقوقهم والتي فقط يمكن أن تتحقق بانتهاء الحصار.

المصدر: وكالة صفا