طالب
غزي يصمم طاحونة هواء لتوليد الكهرباء
غزة
- المركز الفلسطيني للإعلام
الأحلام
بالتخلص من مشكلة انقطاع التيار الكهربي في غزة قابلة للحياة ومصافحة الواقع رغم
الحصار، لكنها تحتاج لقليل من الإمكانات المادية ودعم وتبنٍّ رسمي من المؤسسات
المتخصصة.
يوم
أعلن مركز الأبحاث بالجامعة الإسلامية في غزة حاجته لثلاثة مهندسين كهربائيين
ورابع صناعي للقيام بالتجربة –توليد الكهرباء من طاقة الرياح- لم يتوقع الطالب
أحمد العالول (25 سنة) أنه سيبقى وحده في التجربة حتى النهاية.
يدرس
العالول في قسم الهندسة الصناعية بالجامعة الإسلامية وقد واظب على تجربة توليد
الكهرباء من طاقة الرياح عبر "طاحونة الهواء" متجشماً كثيراً من العناء
حتى نجح في النهاية.
يقول
العالول إن غزة تعيش أزمة كهرباء متواصلة من 8 سنوات وأن "طاحونة
الكهرباء" التي صممها تعطي كهرباء تخزن في بطاريات عبر "دينامو"
خاص .
ويضيف:
"كانت المشكلة فقط في "الدينامو" المحرك الذي منع الاحتلال وصوله
لي من الخارج بينما نجحت التجربة وحصلت على كهرباء من طاحونة هواء بعد عناء
شديد".
ويبلغ
ارتفاع عامود الطاحونة 12 مترا وقطر دائرتها 4.6 متر حسب تجربة العالول في بحث
تخرجه الجامعي وهي مصدر مجرب للطاقة يعمل بكفاءة في دول شمال أوروبا .
الصعوبات
عكف
العالول في سنة 2012 على دراسة قوة الرياح بغزة ثم بدأ العمل طوال سنة ونصف فكان
دائم التنقل بين مكتبه وورش الحدادة وقد واجه صعوبات كبيرة في ورش الخراطة للخروج
بأجزاء دقيقة للطاحونة.
عن
ذلك يتابع: "المخارط لم تتمكن في البداية من تطبيق التصميم بدقة وكنت أحتاج
لشرح الفكرة وأقول لصاحب الورشة اعمل كذا وكذا فليس لديهم خبرة دقيقة في الأمر
وبعد جهد جهيد ركبت الطاحونة وعملت بنجاح".
وكان
العالول قد حصل سابقاً على منحة بريطانية في الكترونيات السيارات، درسها في غزة
وفرت له الخبرة العملية في تطبيق التجربة العلمية "طاحونة الهواء" .
تأخر
مشروع التخرج الذي قدمه الطالب العالول لأكثر من ثلاثة فصول جامعية حتى عرضه أمام
الناس والجامعة في النهاية وسط تحفيز كل من علم بجهده المتواصل .
قوة
الرياح
ويقول
الدكتور أنور أبو ظريفة أستاذ الهندسة في الجامعة الإسلامية والمشرف على التجربة
إن توليد الطاقة الكهربية من حركة الرياح موجودة بكثرة في دول شمال أوربا خاصة
ألمانيا وبعض دول شمال أفريقيا.
ويشير
إلى أن المشكلة في غزة هي أن الرياح ضعيفة لذا كان لابد من تحليل قوة الرياح على
مدار السنة ومعرفة أكثر الشهور قوة ومعرفة اتجاهها وقد كانت 4.5 متر في الثانية
بينما تبلغ في منطقة مثل شمال ألمانيا على بحر الشمال "12-15 مترا في
الثانية".
ويعلق
أبو ظريفة على تجربة العالول فيقول: "المشكلة كانت في الدينامو، لابد من
استيراده من الصين لأننا بحاجة لمواصفات خاصة فالسرعة منخفضة ونريد دينامو
خاصًّا".
تطبيق
التجربة
وتنوي
الجامعة الإسلامية تركيب طاحونة هواء لتوليد الطاقة في مقر كلية الهندسي الجديد
بمحررة "نتساريم" وقد اختارت لها مكانا مرتفعا وسارية بطول 12 مترا لكن
المشكلة تتلخص في التوربين المطلوب جلبه من الخارج.
ويضيف:
"صحيح أن قوة الرياح بغزة لا تقارب دولا مثل شمال ألمانيا والدنمارك التي
أعطت بعضها من طاحونة هواء واحدة 1 ميجا وات أما بغزة فالتوربينات ضعيفة نوعاً ما
ورغم ذلك الفكرة طموحة لكن المطلوب رفع سارية الطاحونة 20-30 مترا عن سطح البحر
لتتولد طاقة أكبر والحالة الأفضل لما يناسب غزة هو وضع طاحونة هواء على عمق 5 ميل
في البحر" .
وحتى
تنجح التجربة بغزة يؤكد الدكتور أبو ظريفة أنه لابد من جلب توربينات متقدمة وكبيرة
ووضع الطاحونة على سارية بطول 15 مترا على الأقل في أماكن مرتفعة وعدم الاكتفاء
بطاحونة واحدة بل مطلوب "مزرعة" كاملة قد يصل عددها إلى 30-40 طاحونة.
ويرى
أن المكان الأمثل بالنسبة لغزة هو في البحر حتى لا تسمع ضوضاء الطواحين ونحصل على
رياح قوية من مكان مرتفع وقد طبقت تلك التجربة عربياً في شمال أفريقيا مثل تونس
والمغرب وساحل البحر الأحمر بمصر وولدت 30-50 ميجاوات.
أزمة
الكهرباء
ويؤكد
الخبير الاقتصادي بغزة عمر شعبان أن مشكلة الكهرباء أضحت أزمة مزمنة على كافة
مستويات الحياة والاقتصاد حيث تحتاج غزة إلى مشتريات من الوقود والكهرباء تبلغ نصف
مليار شيكل شهرياً.
ويضيف:
"على مدى 10 سنوات خلت تأثر قطاع غزة وتأثرت البنية النفسية وتأثرت قدرة
البشر على التحصيل العلمي والتواصل الاجتماعي والقطاع الخاص وتضررت المبادرات
الإبداعية".
وحول
تجربة الطالب العالول يوضح شعبان أن الطاقة اليوم محل بحث واهتمام عالمي خاصة
الكهربية، وأن الدول تخصص ميزانيات وأبحاث للحصول على بدائل للطاقة تراعي التكلفة
والبيئة.
ويتابع:
"في غزة أهم شيء المورد البشري وهناك إمكانية عالية لتطوير مصادر متميزة
لكنها بحاجة للدعم والتبني فهناك عشرات الإبداعات والمبادرات الفردية والريادية
لكن لا يوجد للأسف من يتعاطى معها، وللأسف لا يوجد مقارنة مع اهتمامات خارجية
بالإبداعات فلا موارد مالية ولا مخصصات حكومية ولا تعاون من القطاع الخاص يدعم
المبدع" .