"طلائع
الفتوة".. تدريب ميداني وإعداد روحي لجيش التحرير

غزة–
المركز الفلسطيني للإعلام
على
وقع أنشودة "قادم"، تقدم العشرات من الفتية والشبان لينتظموا في صفوف
عسكرية داخل أحد مواقع كتائب القسام وسط قطاع غزة، ويؤدوا الحركات العسكرية بدقة
وإتقان ضمن مخيمات طلائع التحرير، بينما يتردد صدى هتافهم "الله أكبر"
ليضج المكان بالحماسة والعزيمة.
المخيم
التدريبي الذي يضم أكثر من 300 مشارك هو واحد من عشرات المخيمات التي انطلقت في
قطاع غزة الثلاثاء الماضي، في واحدة من أكبر المشاريع التي تشرف عليها كتائب
القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"؛ بهدف تعزيز التربية الجهادية وغرس
قيم المقاومة وتعميق الوطنية والانتماء للوطن في نفوس هذه الفئة من الجيل
الفلسطيني.
إقبال
وحماسة المتدربين
وقال
أبو المجد -أحد المشرفين على المخيم- "لم نفاجأ كثيراً من حجم الإقبال من
مختلف فئات المجتمع، فهذا شعبنا الذي نعرفه حاضناً ومحباً للمقاومة، لكن ما لمسناه
خلال التسجيل وخلال أيام التدريب الماضية يشعرنا بالفخر بشعبنا وبهؤلاء الفتية جيل
التحرير المنشود".
وأضاف
"تخيل أن يأتي أب أو أم ومعه ابنه الذي بالكاد أتم 14 عاماً ليسجله في المخيم
ليتدرب على الرجولة.. والاستعداد لما هو آت".
ووفقاً
لدائرة المخيمات؛ فإن أكثر من 17 ألف شخص سجلوا للمشاركة في المخيمات، وهو الأمر
الذي دفع كتائب القسام إلى تنظيم المخيمات على فترتين صباحية ومسائية؛ لضمان تلبية
الرغبات المتزايدة بالانخراط في هذه المخيمات.
فصائل
وسرايا
داخل
معسكر التدريب، كان كل شيء يعكس العسكرية والاستعداد والتحمل لهؤلاء الفتية الذين
تم تقسيمهم إلى فئات متقاربة من حيث الأعمار التي تتراوح بين 15-21 عاماً،
وتقسيمهم إلى سرايا وفصائل، كل فصيل له اسم صحابي أو شهيد أو منطقة، بما يربط
الماضي بالحاضر ويعد الفتية لمعركة التحرير المستقبلية.
يمضي
الوقت، وينخرط المشاركون في مجموعات بحسب الفصائل التي قسموا إليها، ليبدأ
البرنامج اليومي الحافل بالتدريبات العسكرية والرياضية والإسعافات، فيما يبدو
الطلائع بزيهم العسكري الموحد رجالا مستعدين لتحمل المسئولية في القريب.
قفز
وزحف
في
أحد أركان المخيم سرعان ما اشتعلت النيران في إطارات سيارات ودوائر حديدية لتبدأ
إحدى المجموعات بالتقدم والقفز عبر الدوائر، أو الزحف أسفل النيران، فيما يدوي في
المكان النشيد الهادر "طالعلك يا عدوي طالع"، وبعد لحظات يصدح نشيد آخر
"على الحدود هبوا القسامية يأسر الجنود وتعلي المعنوية".
أما
في ركن آخر به أحد الأنفاق الذي يمتد مسافة بسيطة تحت الأرض، فيزحف عبره الأشبال
ويعلو صوت النشيد "تحت الأرض وفوق الأرض نار بتقدح في الميادين".
ويقول
أبو عبادة -أحد المدربين- الذي كان منهمكاً في متابعة المتدربين وهم يزحفون
ويقفزون أسفل النيران: "رغم حداثة سنهم، لكن حماستهم للتدريب كبيرة، غالبيته
قالوا لنا نريد أن نكون جنودًا في كتائب القسام، ولكن نحن نقول لهم، هذا مجرد
تدريب وإعداد ليكونوا في الجاهزية".
وأكد
أن المخيمات فتحت لجميع فئات الشعب، ولم تقتصر على المنتمين أو المؤيدين لحركة
حماس، وقال: "هنا ستجد من هو من أبناء فتح أو غيرها من التنظيمات، لأننا نريد
أن يكون كل الشعب منخرطًا في حالة المقاومة وجاهز ليكون في جيش التحرير".
نستعد
لمعركة التحرير
الفتى
محمود أبو زيد (16 عاماً) هو أحد المشاركين في مخيمات الطلائع، يقول إن والديه
شجعاه على المشاركة في المخيم بمنطقته، مضيفًا "أنا أحب القسام والمقاومة،
وأريد أن أكون مثلهم، لنواجه الاحتلال في أي معركة قادمة، نحن نتدرب لمعركة
التحرير وسنواجههم من النقطة صفر".
وتداول
النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حجم التغير الذي ظهر على أحد الفتيان بعد يوم
واحد من مشاركته في مخيمات الطلائع، إذ كان يحلق شعره على نظام الكابوريا ويدخن
ويمشي بميوعة ليفاجأ صاحب محل مجاور لسكنه بمظاهر الجدية التي بدت عليه، فإذا به
يقول له إننا نتعلم لنحرر القدس.
يقول
أبو المجد -أحد المشرفين في المخيم- "هنا يتلقى المشاركون مزيجًا من التدريب
الرياضي والعسكري، إلى جانب المحاضرات المركزة لزرع القيم، وإعادة التوازن لهذا
الجيل الذي هو جزء من هذا الشعب الحاضن للمقاومة والداعم لها".
تدريب
بالذخيرة الحية
حماسة
المشاركين في المخيم التدريبي بدت كبيرة عندما اصطفوا في طابور في المكان المخصص
لإطلاق النار، حيث حمل كل واحد منهم بندقية كلاشنكوف وأطلق عدة طلقات، بعضها أصابت
الشواخص المحددة ما يعكس التجاوب الكبير من المشاركين وسرعة تلقهيم واستعدادهم
للفهم رغم قصر الوقت والدورة.
وقال
الفتى عمار حمدان بعد قليل من إطلاق النار "نحن نحب المقاومة والقسام، ونتدرب
لنكون في جيش التحرير، وسنحرر القدس والأسرى، والعهد الذي كنا نخاف أو نهرب فيه لن
يعود، نحن ننتظر معركة ونحن أبطالها، واليهود القتلة لا يعرفون إلا لغة القوة،
ونحن نتدرب لنستطيع مواجهتهم كما فعل أبطال القسام في معركة العصف المأكول".
حماسة
المشاركين وتفاعلهم مع أنشطة المخيم تبدو كبيرة، وكذا تقبلهم السريع للأفكار
والتدريبات، وما يطرحونه من معانٍ ومواقف تعكس أننا أمام جيل يعد نفسه ليكون جيل
التحرير القادم.