عباس: خاطفو الإسرائيليين الثلاثة يسعون لتدميرنا.. والتنسيق الأمني من
مصلحة السلطة
ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، 18/6/2014 من جدة، أن
رئيس دولة فلسطين محمود عباس، دعا منظمة التعاون الإسلامي إلى وقفة جادة لحماية
القدس التي تتعرض للتهويد والعدوان الإسرائيلي.
وقال الرئيس في كلمة بالدورة الحادية والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة
التعاون الإسلامي في مدينة جدة السعودية اليوم الأربعاء، إن منظمة التعاون
الإسلامي مطالبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى بوقفة صارمة وجادة إزاء ممارسات إسرائيل
في القدس الشريف.
وقال إن الدعوة الدائمة لزيارة القدس الشريف تأتي بهدف التأكيد على حق
العرب والمسلمين والمسيحيين في زيارتها والصلاة فيها، وإظهار الدعم لأهلها
الصامدين، مؤكدا أن زيارة السجين لا تعتبر تواصلاً مع السجان ولا تطبيعا معه.
وتحدث عباس عن حكومة الوفاق
الوطني، وقال بعد الانقلاب في غزة في 2007 التجأنا إلى جامعة الدول العربية، لأننا
نريد أن ننهي ذيول الانقلاب وأن ننهي الانقسام، ولم يكن أمامنا أي طريق إلا أن
نلجأ إلى الجامعة العربية التي أوكلت الملف لمصر باعتبار أنها ممكن أن ترعى
المصالحة للوصول لنتيجة طيبة. منذ عام 2007 إلى يومنا هذا ماذا حصل بعد الانقلاب
بأشهر قليلة، كانت هناك مبادرة كريمة من خادم الحرمين الشريفين حيث استدعينا جميعا
إلى مكة المكرمة وبجانب الكعبة أقسمنا على أن نسير في طريق المصالحة وبعد ثلاثة
أشهر وقع الانقلاب ولم يحصل شيء بعد ذلك، ثم استمر الحوار بيننا وبينهم إلى أن
وقعنا اتفاقين في آن معا، يعني اتفاقين مختلفين يحملان نفس الموضوع: النقطة الأولى
أن نشكل حكومة تكنوقراط من المستقلين، وبعد فترة قصيرة من 3 إلى 6 أشهر يمكن أن
تجري الانتخابات لا أكثر ولا أقل، وتم هذا الاتفاق في الدوحة وفي القاهرة ومضت 3
سنوات دون أن يتحقق شيء، ثم في فترة المفاوضات كان هناك حوار بيننا وبين حماس
ووافقت حماس على هذين البندين، ثم قامت القيامة لدى إسرائيل وأعلنت أن هذا لا
يمكن، وأن علينا أن نختار بين المفاوضات أو حماس مع أنها كانت تقول بالماضي مع من
نتفاوض مع غزة أو الضفة؟ وعندما توحدنا قالت عليكم أن تختاروا.
طبعا نحن اخترنا شعبنا ووحدتنا
وقررنا أن نسير في المصالحة رغم أن إسرائيل تعارض هذا.
شكلنا الحكومة دون أن يكون فيها أحد من أي تنظيم وبالذات من حماس، لا من
قريب ولا من بعيد، وبرنامجها ملتزمة ببرنامج منظمة التحرير الفلسطينية، وينص
البرنامج على أن الحكومة تعترف بإسرائيل ونحن معترفون بإسرائيل، والحكومة تنبذ
الإرهاب ونحن ننبذ الإرهاب، الحكومة تعترف بالشرعية الدولية ونحن نعترف بالشرعية
الدولية، ونحن أضفنا إلى ذلك أن الحكومة تؤمن بالمفاوضات وإن كانت لا تمارس هذه المفاوضات،
ثم الحكومة تؤمن بالمقاومة السلمية الشعبية، وهناك نقطة غير شعبية وغير محبوبة أن
الحكومة تؤمن بالتنسيق الأمني مع إسرائيل، حيث إن هناك من يلومنا على التنسيق
الأمني، ولكن هذا من مصلحتنا أن يكون هناك تنسيق لنحمي شعبنا حتى لا نعود إلى
الفوضى كما كان الحال في الانتفاضة الثانية. لا نريد أن نعود إلى وضع يدمرنا وهذا
لا يمكن أن نسمح به، وهناك تنسيق أمني في غزة وقع في عهد الرئيس محمد مرسي، هذه
السياسات تلتزم بها الحكومة، عندما سمعت أوروبا وأميركا أن هذه هي سياسات الحكومة
أعلنت أنها تؤيد حكومة الوفاق الوطني وكندا وأستراليا التي لنا كلمة عليها، أن
النائب العام الأسترالي الذي أعلن أن القدس ليست محتلة وهو مخالف للشرعية الدولية،
نأمل أن تتبنى أستراليا هذه الشرعية التي ترى أن الأراضي الفلسطينية محتلة بما
فيها القدس.
الآن ننتظر من الأميركان الرد على الأفكار التي بيننا وبينهم، أما بالنسبة
للحكومة الإسرائيلية التي تصعد حاليا، وهذا بحد ذاته مشكلة كبيرة حصلت لنا بسبب أن
3 شبان اختطفوا بجانب إحدى المستوطنات، وبطبيعة الحال رغم أن وجودهم في الأراضي
المحتلة في مناطق لسنا مسؤولين عن أمنها وهي مناطق 'سي'، وقد علمنا بالحادث بعد وقوعه
وهم أبلغونا به. رغم ذلك فنحن ننسق معهم للوصول إليهم، لأنهم بشر ونحن حريصون على
أرواح البشر، والأميركان أبلغونا أن أحدهم أميركي. قلنا لهم نحن حريصون على أرواح
كل البشر، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي وجدها فرصة مناسبة ليبطش بنا ويدمر كل شيء
وليعيث بالأرض فسادا خاصة في الخليل وليحملنا المسؤولية عن هذا الحادث.
نحن نبحث في هذا الحادث ومن قام بهذا العمل، الحقيقة من قام بهذا العمل
يريد أن يدمرنا، لذلك سيكون معه حديث آخر وموقف آخر أيا كان من قام بهذا العمل،
لأننا لا نستطيع أن نواجه إسرائيل عسكريا وإنما سياسيا، ونحن توازنّا معهم ولم
نتغلب عليهم، فقد أصبحت أميركا وأوروبا وكل دول العالم، تأخذ موقفا مناصرا للحق
الفلسطيني، هذا دليل على أن العالم بدأ يؤيدنا وأن إسرائيل بدأت تفقد سمعتها إذ
ليس لها مصداقية، وبدأ العالم يميل لنا ويصدق ما نقول ولذلك الحكومة الإسرائيلية
تتخذ مثل هذا الموقف المتعنت من المفاوضات، وحكومة الوفاق الوطني، وموضوع الثلاثة
المخطوفين هذا هو الجو العام.
أما في موضوع القدس، فأقول إن القدس الشرقية التي نصمم أنها عاصمة دولة
فلسطين وبدونها لا يوجد دولة مستقلة، ونوجه نداء لكل إخوتنا أن القدس في خطر وتهود
والمقدسات الإسلامية تقسم مكانيا وزمانيا كما حدث في الحرم الإبراهيمي.
وأضافت السفير، بيروت، 19/6/2014 نقلاً عن مراسلها حلمي موسى، أن عباس،
أكدً أن السلطة الفلسطينية تبذل جهودها "للمساعدة في العثور على المستوطنين
الثلاثة حتى نعيدهم إلى عائلاتهم، وسنحاسب من قام باختطافهم كائناً من كان".
وأضاف "المستوطنون المفقودون في الضفة بشر مثلنا، وعلينا البحث عنهم
وإعادتهم إلى عائلاتهم، ومن قام بهذا العمل يريد تدميرنا، ولذلك سيكون لنا موقف
منه مهما كان، لأننا لا نستطيع مواجهة إسرائيل عسكرياً". وشدد على أن
"حكومة التوافق" ملتزمة ببرنامج منظمة التحرير، وتؤمن بالتنسيق الأمني
مع إسرائيل، معتبراً أن التنسيق الأمني من مصلحة السلطة لكي تحمي الشعب الفلسطيني.
وأوضح "هذا ليس عاراً، وإنما واقع نحن نلتزم به، كما تلتزم به حكومة التوافق
الوطني".