عباس: "لن
أتنازل عن حقوق شعبي ولن أخون قضيته"
ذكرت
الأيام، رام الله، 12/3/2014، من رام الله، وعن وكالات، أن الرئيس
محمود عباس أكد مجددا التمسك بالثوابت الوطنية في ظل احتدام مأزق المفاوضات. وجاء
ذلك في خطاب مطول افتتح به الرئيس الليلة قبل الماضية اجتماعات الدورة الثالثة
عشرة للمجلس الثوري لحركة "فتح".
ووفقا
لعدد من اعضاء المجلس فقد قال الرئيس: لقد بلغت الآن من العمر 79 سنة ولن اتنازل
عن حقوق شعبي ولن اخون شعبي وقضيته.
وقال أحد
اعضاء المجلس الثوري لفرانس برس رافضا كشف هويته ان "الرئيس عباس وهو رئيس
حركة فتح القى خطابا سياسيا مهما بل تاريخيا امام المجلس الثوري لحركة فتح". واضاف:
"أكد عباس مرة اخرى رفضه الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل وقد وقف اعضاء المجلس
الثوري جميعا تصفيقا وترحيبا بالقرار الذي لقي تأييدا بالإجماع داخل هذا الإطار
القيادي الاعلى الذي يقر السياسات العامة للحركة".
وقال
الرئيس في خطابه بحسب المصدر نفسه ان "قضايا الحل النهائي يتم نقاشها
بالمفاوضات ولن يتم التنازل عن اقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية
على اراضي دولة فلسطين المحتلة منذ العام 1967". واضاف: "لا يمكن ان
اقبل بيهودية دولة إسرائيل ولا يمكن ان أفكر بقبول ذلك بتاتا وقطعيا رغم الضغوط
الكبيرة التي تمارس علينا". واشار الى امكان ان يتعرض الشعب الفلسطيني لحصار
مالي جراء هذا الموقف، متداركا "لكننا لن نرضخ لأحد الا لشعبنا وحقوقه التي
نحن مؤتمنون عليها". وقال نائب أمين سر المجلس الثوري فهمي الزعارير إن
الرئيس عباس قال لأعضاء الثوري: "أنا ملتزم بثوابت الشعب الفلسطيني الذي
ناضلت وإياه لأجلها، ولن اختتم حياتي بخيانة الامانة والتفريط بثوابتنا وحقوقنا
الوطنية".
وبحسب
ما نقل الزعارير ففقد بدا الرئيس غير معوّل كثيرا على النظام الدولي، وفي ذات
الوقت بدا أكثر إصرارا على التعهد بعدم الاعتراف بالدولة اليهودية تحت أي ظرف كان.
وتطرق
الثوري إلى المفاوضات وأجمع الحضور على أنه دون حل جميع قضايا الوضع النهائي
بطريقة عادلة، فلن تكون هنالك أية تسوية.
ولفت
الزعارير إلى أن الرئيس عباس أكد على تنظيم استفتاء شعبي بمشاركة كافة الفلسطينيين
في حال التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل. وناقش الاجتماع قضية المفاوضات ومحاولات
تمديدها من خلال اتفاق الإطار الذي تطرحه الادارة الاميركية.
وأوضح
الزعارير أن الرئيس جدد التزامه بالنظام الداخلي لحركة فتح وأنه يعمل لضبط الحياة
الديمقراطية لفتح، مؤكداً أن المؤتمرات الداخلية للحركة ستعقد في موعدها المحدد
صيف هذا العام. وأضاف أنه سيتم تشكيل لجنة تحضيرية للإعداد لهذا المؤتمر وأنها
ستناقش الوضع السياسي وبرنامج البناء الوطني للحركة. وأعلن المجلس الثوري خلال
جلسته التزامه بإجراء الانتخابات في كافة الاقاليم بالداخل والخارج كي تمثل
بالمؤتمر العام ولتهيئة ظروف انعقاد المؤتمر العام في حينه.
وبحث
المجلس ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية، وإلى أين وصلت الجهود المبذولة في هذا
الإطار، وكذلك التطورات الأخيرة التي طرأت على العلاقات بين مصر وحركة حماس
وانعكاساتها على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.
وأضاف
موقع عرب 48، 12/2/2014، أن مواقع فلسطينية نقلت عن عباس قوله "دون
حل جميع قضايا الوضع النهائي بطريقة عادلة، فلن تكون هنالك اي تسوية ". واضاف
" ناقشنا خلال خمسة وثلاثين لقاءا كافة الامور.. .. وإذا لم نتمكن من الحصول على حل ... فمن
حقنا الذهاب الى المنظمات الدولية والانضمام اليها ". واشار الى انه
في حال لم تفرج إسرائيل عن الدفعة الرابعة من الاسرى الفلسطينيين، في التاسع
والعشرين من هذا الشهر، فان ذلك سيعتبر خرقا إسرائيليا للاتفاق".
واشار
الرئيس عباس، الى انه سيلتقي الرئيس الاميركي باراك اوباما، في السابع عشر من هذا الشهر،
وستتضح بعدها الامور، كما قال. واكد على تنظيم استفتاء شعبي بمشاركة كافة
الفلسطينيين في العالم، في حال التوصل الى اتفاق مع إسرائيل.
وامتدح
عباس قرار مجلس الجامعة العربية الاخير بشأن رفض الاعتراف بــ" يهودية إسرائيل"،
وقال "اننا بدون ذلك كنا سنجد انفسنا كالعراة .. ولكن حتى لو بقينا عراة فلن
نستسلم".
وثمن
الرئيس عباس الموقف الاوروبي تجاه الاستيطان، وقال "ان مقاطعة منتجات
المستوطنات ..هو قرار اوروبي نأمل ان يشمل لاحقا ما لا يقل عن 70 دولة في العالم".
لكن عباس توقع ان يتعرض الشعب الفلسطيني خلال الشهور المقبلة لعقوبات اقتصادية، إذا
ما استمر في ثباته على موقفه، لكنه استطرد بالقول: "ورغم كل شيء
سننتصر".
وحول
ما يجري في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا حمل الرئيس عدة اطراف
مسؤولية المأساة الانسانية التي يتعرض لها اللاجئون الفلسطينيون هناك، واتهم
"جبهة النصرة .. والقيادة العامة .. وبقايا حركة حماس"، بالتسبب بتلك الكارثة،
وعرقلة المساعي الانسانية لحل الازمة، وزج الفلسطينيين في الصراع الجاري.