عبد الله العكر يخوض إضرابه عن الطعام وحيدًا في سجون السلطة
الإثنين، 04 حزيران، 2012
لا يجد المعتقل السياسي في سجون السلطة، عبد الله العكر، ما يساند إضرابه المفتوح عن الطعام غير عزيمةٍ صلبةٍ وثقةٍ عاليةٍ بالله عز وجل أن تكون معركته التي يخوضها لليوم الرابع على التوالي طريق حريته المنشود.
وبعد اختتام الأسرى في سجون الاحتلال إضرابهم عن الطعام والذي استمر 24 يومًا، لا تبدي وسائل الإعلام ومؤسسات حقوق الإنسان الاهتمام الكافي بقضية الأسير السياسي عبد الله القابع في سجن جنيد منذ أكثر من 30 شهرًا.
بعض المعتقلين السياسيين الذين أطلعهم عبد الله على دوافعه لإعلان الإضراب المفتوح عن الطعام نقلوا بوسائلهم الخاصة رسالته لعائلته وللأهالي في مدينته نابلس وفي الضفة الغربية بشكلٍ عامٍ مؤكدين أن مطلبه من الإضراب الذي بدأ يوم الأحد الماضي (27-5-2012) هو الإفراج الفوري عنه من سجون أمن السلطة في المدينة.
الصمت القاتل
رفاق قيد عبد الله الذين لم يعودوا قادرين على التواصل معه بعد نقله إلى قسمٍ يحتجز فيه عناصر الأجهزة الأمنية المعاقبون في سجن الجنيد أكدوا أن السيل بلغ بعبد الله الزبى بعد وعود متكررة بالإفراج عنه دون تنفيذ.
وبخلاف دعواتٍ أطلقها زملاؤه من طلبة الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح الوطنية ورددت صداها الكتلة الإسلامية في جامعات ومعاهد الضفة الغربية تلوذ مؤسسات حقوق الإنسان والمنظمات الطلابية بصمتٍ تعتريه كثيرٌ من التساؤلات حيال قضية الطالب في جامعة النجاح الذي بلغ من العمر 29 عامًا دون أن يتمكن من التخرج بسبب اعتقالات الاحتلال وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية.
القضية المستعصية
وتبدو قضية المعتقلين السياسيين ومن بينهم عبد الله، الذي يقضي حكمًا بالسجن لخمسة أعوامٍ، إحدى القضايا المستعصية على جولات المصالحة التي تتنقل جولاتها من عاصمةٍ عربيةٍ لأخرى دون تحقيق جديد في ملف المعتقلين السياسيين.
وتشير معطياتٌ غير رسميةٍ إلى أن أجهزة السلطة نفذت 79 عملية اعتقالٍ بحق أنصار حركة "حماس" في الضفة الغربية خلال شهر أيار (مايو) 2012، فيما تؤكد ذات المعطيات أن 26 معتقلاً أمضوا فتراتٍ تزيد عن العام في سجون السلطة وما زالوا رهن الاعتقال حتى الآن وهم من يطلق عليهم اسم "المعتقلين القدامى" ومن ضمنهم عبد الله الذي طالبت عائلته قيادة حركة حماس والشخصيات المستقلة والمؤسسات الحقوقية بالتدخل للإفراج عنه.
بطاقة شخصية
ولد عبد الله سالم جميل العكر بمدينة نابلس بتاريخ (24-6-1983)، وتربى تربية إسلامية وكان مسجد عمر بن الخطاب في شارع السكة بالمدينة بيته الثاني، حيث ترعرع على موائد القرآن وجلسات العلم والمعرفة.
بعد أن أنهى عبد الله دراسته الثانوية التحق بجامعة النجاح الوطنية ليدرس العلوم السياسية بكلية الاقتصاد فيها، وكان أحد نشطاء الكتلة الإسلامية، لكن في عام 2005 بدأ تغير يطرأ على حياة عبد الله بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني منزل عائلته لاعتقاله دون أن تجده.
أصبح عبد الله بعدها مطاردًا لقوات الاحتلال، وتكررت محاولات اعتقاله مراتٍ عدة حيث قام الاحتلال باعتقال والده وأشقائه للضغط عليه لتسليم نفسه، ولكن هذه المحاولات كلها لم تثن عبد الله العكر عن الاستمرار في طريقه.
سطور الحكاية
بعد سنتين من المطاردة تمكنت قوات صهيونية خاصة من اعتقال عبد الله عصر يوم (2-8-2007) عندما طوقت هذه القوات منزل ذويه بدعم من عشرات الآليات والدوريات الصهيونية، وحكمت سلطات الاحتلال عليه بالسجن لمدة 16 شهرًا دون أن تتمكن من إدانته بأيٍ من التهم الموجهة إليه.
وبعد الإفراج عن عبد الله من سجون الاحتلال كانت أجهزة الضفة الأمنية له بالمرصاد؛ حيث اعتقل لدى جهاز المخابرات بعد أسبوع من الإفراج عنه، وتعرض للتعذيب والشبح والضرب لمدة 70 يومًا في سجن الجنيد قبل أن يفرج عنه ليتم اعتقاله مجددًا من قبل قوات الاحتلال بعد يومين من إطلاق سراحه حيث حوكم بالسجن لمدة سبعة أشهر قضاها في سجن مجدو المركزي.
بعد خروجه من سجون الاحتلال في (23-8-2009) تمت ملاحقة عبد الله مجددًا من قبل أجهزة السلطة لكن قوات الاحتلال سبقتها إليه من اعتقاله في بلدة بيرزيت شمال مدينة رام الله بتاريخ (31-12-2009) ونقلته للتحقيق معه في مركز بيت حتكفا الصهيوني، لتضطر لإطلاق سراحه بعد حوالي شهر بعد عجزها عن توجيه أي تهمة إليه.
بعد الإفراج عنه، لاحقته أجهزة السلطة مجددًا وتمكن جهاز الأمن الوقائي من اعتقاله بتاريخ (25-4-2010) في بلدة أبو ديس قضاء مدينة القدس المحتلة؛ حيث نقل إلى سجن بيتونيا بمدينة رام الله.
تعذيب ومحاكمة
تعرض عبد الله العكر لتعذيب شديد في سجن بيتونيا وكان ذلك بقرار من المحكمة، وذكر أحد المعتقلين معه في شهادة خاصة أن عبد الله ذاق من التعذيب والضرب والشبح حتى أنه وصل لمرحلة اللاوعي عدة مرات جراء هذا التعذيب، وأن أحد الأطباء كان يرافق الضباط والمحققين خلال تعذيبه ويعمل على تحديد مسار التحقيق لا خوفًا على عبد الله من الموت بل طمعًا بالمعلومات التي يسعى المحققون للحصول عليها.
وبعد أيام طويلة من التعذيب في سجون بيتونيا نقل العكر إلى سجن الجنيد بنابلس ليتم إكمال التحقيق معه هناك، ولعدة أشهر بقي وحيدًا في زنزانة انفرادية لا تصلح لعيشة البشر.
وبعد جلسات وجلسات من المحاكمات، أصدرت المحكمة العسكرية في مدينة نابلس حكمًا بالسجن لمدة خمس سنوات على المجاهد عبد الله العكر بتهمة الانتماء إلى حركة حماس.
واليوم يتطلع عبد الله وهو ابن الحركة الفلسطينية الأسيرة لحريته من بوابة الإضراب عن الطعام، بوابةٌ أثبت رفاقه في سجون الاحتلال أن فتحها أكثر جدوى من انتظار جولات المصالحة.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام