واشنطن تدين قصف مدرسة الأونروا
وتعتبر الانتقادات الإسرائيلية لكيري «مهينة»
عيد غزّة: مجازر ومقاومة
لم تهدأ حمم الموت الإسرائيلية عن
ارتكاب المجازر الدموية في اليوم الثالث والعشرين من العدوان الوحشي على قطاع غزة.
وفي خطوة مخادعة، عمدت حكومة بنيامين نتنياهو إلى إعلان هدنة من طرف واحد فنزل أهل
حي الشجاعية إلى السوق الشعبية، لتسقط عليهم القذائف وتخطف حياة 20 شخصاً على
الأقل إضافة إلى أكثر من 200 جريح.
وكان نهار المجازر أمس بدأ فجراً
باستشهاد 20 فلسطينياً معظمهم من الأطفال وإصابة مئة آخرين بجروح، بقصف مدرسة «أبو
الحسين للبنات» التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين
(أونروا) في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، حيث كان يحتمي نحو ثلاثة آلاف نازح من
المدنيين الذين هربوا من بيوتهم المهددة بالقصف في أي لحظة.
ففي مجزرة جديدة ترتكبها قوات
الاحتلال، سقط عشرات المدنيين شهداء معظمهم من الأطفال في مدرسة تابعة للأونروا مع
تواصل القصف الإسرائيلي لغزة. وقالت
مصادر فلسطينية في غزة إن قصفاً إسرائيلياً أودى بحياة 20 فلسطينياً كانوا يحتمون
في مدرسة تديرها منظمة تابعة للأمم المتحدة و20 آخرين قتلوا في قصف حيث كانوا في
سوق شعبية، بما يرفع عدد الشهداء أمس إلى ما يزيد على 130 شهيداً بمجموع يقارب
الـ1350 شهيداً في الأيام الثلاث والعشرين للعدوان، مع اعتراف الجيش الإسرائيلي
بسقوط ثلاثة قتلى من جنوده أمس، في تفجير قامت به المقاومة لإحدى الآليات التابعة
للقوات المهاجمة.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث
وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إن نحو 3000 فلسطيني بينهم الكثير من النساء
والأطفال كانوا يحتمون بمدرسة في مخيم جباليا للاجئين لدى تعرضها للقصف وقت الفجر
تقريباً.
وبعد أن زار ممثلو الوكالة الموقع
وفحصوا الشظايا والحفر التي أحدثها القصف والأضرار الأخرى، أصدر المفوض العام
للأونروا بيير كرينبول بياناً قال فيه «تقديرنا المبدئي هو أن المدفعية
الإسرائيلية هي التي ضربت مدرستنا».
وتناثرت الدماء على الأرض وعلى
الجدران داخل فصول مدرسة جباليا الأساسية للبنات وأخذ بعض الناجين يجمعون أشلاء
الجثث وسط الحطام لدفنها.
وقال كرينبول في بيانه «أدعو المجتمع
الدولي إلى القيام بتحرك سياسي دولي مدروس لوضع نهاية فورية لهذه المذبحة
المستمرة».
وقالت وزارة الصحة في غزة إن عدد
القتلى في المدرسة 15 بالإضافة إلى أكثر من 100 مصاب، ولكن ذكرت مصادر فلسطينية أن
عدد القتلى يقارب الـ20 شهيداً.
وذكرت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي
أن نشطاء أطلقوا قذائف مورتر من مكان قريب من المدرسة وأن القوات الإسرائيلية ردت
على النيران. وأضافت أن الحادث ما زال رهن التحقيق.
وقال كرينبول إن الوكالة أبلغت الجيش
الإسرائيلي 17 مرة بالموقع المحدد للمدرسة وبأنها تؤوي آلاف النازحين وكان آخرها
قبل ساعات فقط من القصف المميت.
وفي حادث منفصل، قالت «سكاي نيوز» إن
قصفاً إسرائيلياً قتل ما لا يقل عن 20 شخصاً وأصاب نحو 200 آخرين قرب سوق للفاكهة
والخضروات في حي الشجاعية الذي يتعرض لقصف عنيف والواقع على الأطراف الشرقية
لمدينة غزة.
وقال شهود عيان إن الحشد تجمع لرؤية
محطة بنزين تعرضت للقصف في وقت سابق وكانت النيران تشتعل بها من على بعد.
وقال فوزي برهوم المتحدث باسم
«حماس»، إن المذبحة تتطلب رداً مزلزلاً.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن 1323
فلسطينياً معظمهم مدنيون قتلوا منذ بداية الهجوم في الثامن من تموز بهدف معلن هو
وقف الهجمات الصاروخية من غزة.
واستشهد بالقصف الإسرائيلي أمس 131
فلسطينياً. وعلى الجانب الإسرائيلي قتل 56 جندياً وثلاثة مدنيين حسبما يقول الجيش
الإسرائيلي.
وقال محمد ضيف زعيم الجناح المسلح
لحماس في تسجيل صوتي أذيع الثلاثاء، إن الفلسطينيين سيواصلون المواجهة مع إسرائيل
حتى يتم إنهاء الحصار المفروض على غزة.
وترفض إسرائيل رفع الحصار عن قطاع
غزة في إطار أي اتفاق للتهدئة إلا إذا تم نزع سلاح حماس.
وقالت مصر الثلاثاء إنها تعكف على
إدخال تعديلات على اقتراح هدنة غير مشروطة كانت قد وافقت عليه إسرائيل ورفضته حماس
وإن الاقتراح الجديد سيقدم لممثلين فلسطينيين في اجتماعات تعقد في القاهرة.
ويطالب الجيش المدنيين بإخلاء أحياء
بأكملها قبل بدء عمليات عسكرية.
وتقول الأمم المتحدة إن القصف
الإسرائيلي خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة دمر أو ألحق أضراراً جسيمة بأربعة آلاف
منزل فلسطيني وعشرات المدارس ونحو 24 منشأة صحية.
وقالت الأمم المتحدة إن نحو 240 ألف
شخص في قطاع غزة لجأوا للحماية الى مدارس تابعة لها أو مع أقارب أو أصدقاء.
وفي البيت الأبيض دانت المتحدثة باسم
مجلس الأمن القومي برناديت ميهان قصف مدرسة تابعة للأونروا في قطاع غزة.
وقالت ميهان إن الولايات المتحدة
قلقة للغاية من أن الآلاف من الفلسطينيين ليسوا آمنين في الملاجئ المخصصة لهم
والتابعة للأمم المتحدة برغم إخلائهم منازلهم بطلب من الجيش الإسرائيلي.
وقالت ميهان إن «الولايات المتحدة
تدين قصف مدرسة للأونروا في غزة ما أوقع قتلى وجرحى في صفوف الفلسطينيين الأبرياء
وبينهم أطفال وموظفون دوليون».
وتعرضت المدرسة في مخيم جباليا
للاجئين الفلسطينيين في شمال غزة حيث لجأ اليها أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني، لقصف
مدفعي إسرائيلي فجر الأربعاء. وقتل 16 فلسطينياً على الأقل كانوا لجأوا الى هذه
المدرسة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان
كي مون إن القصف «غير مبرر» ودعا الى محاسبة المسؤولين.
وقالت المتحدثة إن واشنطن «قلقة جداً
لعدم توفير الأمان لآلاف الفلسطينيين الذين دعاهم الجيش الإسرائيلي الى إخلاء
منازلهم، في الملاجئ التي أمنتها الأمم المتحدة» في غزة. وأضافت «ندين أيضاً
المسؤولين عن تخزين أسلحة في مراكز الأمم المتحدة في غزة».
وأوضحت «كل هذه الأعمال وتلك التي
سبقت في هذا النزاع لا تحترم حياد الأمم المتحدة. أعمال العنف هذه تؤكد ضرورة
التوصل الى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن».
كما ندد الرئيس الفرنسي فرنسوا
هولاند بقصف مدرسة للأمم المتحدة في جباليا شمال غزة، مجدداً دعوة فرنسا الى وقف
فوري لإطلاق النار.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن
هولاند «ينضم الى الأمين العام للأمم المتحدة الذي اعتبر أن ما حصل «غير مبرر».
وأضافت الرئاسة أن «فرنسا تطالب بإعلان وقف فوري لإطلاق النار. ينبغي أن تصب كل
الجهود نحو هذا الهدف». وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اعتبر أن هذا
القصف «غير مبرر» وطالب بمحاسبة المسؤولين و«إحقاق العدالة».
واعتبرت وزارة الخارجية الأميركية
أمس أن الانتقادات الإسرائيلية الأخيرة ضد وزير الخارجية جون كيري والتي تتهمه
بدعم حركة حماس الفلسطينية «مهينة وفي غير محلها».
وفي حين شهدت العلاقات بين الحليفين
الإسرائيلي والأميركي فتوراً، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف أن
الولايات المتحدة قدمت لإسرائيل «دعماً لا سابق لحجمه في تاريخنا».
وبعيد عودته الى واشنطن نهاية
الأسبوع الفائت من جولة في الشرق الأوسط استمرت اسبوعاً، تعرض كيري لانتقادات
شديدة من الصحافة الإسرائيلية ومسؤولين إسرائيليين اعتبروا أنه استخدم القاهرة
قاعدة لتحركه ولم تؤد جهوده الديبلوماسية الكثيفة إلا الى تهدئة في غزة لاثنتي
عشرة ساعة.
ووصف البعض في إسرائيل وزير الخارجية
الأميركي بأنه يشبه «فيلاً داخل متجر خزف».
وقالت هارف إن «هذا النوع من
الانتقادات الصادر من أي حليف مهما كان، وخصوصاً إسرائيل، هو فعلاً في غير محله».
وأضافت «مع كل الساعات التي أمضيناها جميعاً مع وزير الخارجية في القدس في محاولة
لإحلال السلام في الشرق الأوسط ومحاولة حماية أمن إسرائيل، أعتقد أن الأمر مخيب
للأمل لهذا السبب بالضبط».
وكان كيري رد الثلاثاء بنفسه على
انتقادات إسرائيل مؤكداً أنه سبق أن تعرض لأمر مماثل في السياسة وقال «هذا لا
يقلقني. الأمر لا يتعلق بشخصي بل بإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها».
ووسط إراقة الدماء قالت سويسرا اليوم
إنها تستطلع إمكانية عقد مؤتمر للسلام بالشرق الأوسط في وقت لاحق هذا العام بعد
طلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقالت وزارة الخارجية السويسرية في بيان إن
سويسرا باعتبارها راعية لاتفاقيات جنيف 1949 التي تحدد قواعد الحرب فقد «نقلت هذا
الطلب إلى الدول الأعضاء وتجري حالياً مشاورات رسمية» لكنها أوضحت أن الأمر سيحتاج
إلى توافق واسع بشأن الصلاحيات والنتائج المتوقعة.
ا ف ب، رويترز، يو بي آي، سكاي نيوز،
«المستقبل»