غزة: المقاومة تستهدف طوافة للاحتلال بصاروخ «ستريلا»
كتب محرر الشؤون الإسرائيلية:
كشف المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أليكس فيشمان النقاب عن أنه للمرة الأولى في تاريخ الصراع مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، تم استخدام صاروخ مضاد للطائرات، وذلك في الجولة الأخيرة من القتال الأسبوع الماضي. وكتب أن التقديرات الإسرائيلية منذ ست سنوات حول وجود صواريخ مضادة للطائرات تحمل على الكتف من طراز «ستريللا» ثبت أنها صحيحة. وأوضح أن الصاروخ الذي أطلق نحو طائرة إسرائيلية لم يحدد نوعها أخطأ هدفه وأن أحداً لم يصب بأذى.
وأضاف فيشمان أنه خلال جولة القتال التي جرت الأسبوع الماضي بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في غزة، أطلق صاروخ باتجاه واحدة من الطائرات، وتم إبلاغ رجال سلاح الجو عن تشخيص مؤكد لإطلاق صاروخ «ستريلا إس إي 7» من جنوبي القطاع باتجاه الطائرة. ونقل عن جهات عسكرية قولها إنه كان هناك تأكيد عال بأنه من طراز «ستريللا»، لكن ليس مستبعداً أبداً أن يكون من طراز آخر.
وأوضح أن تعاظم مخزون الصواريخ المضادة للطائرات في قطاع غزة تسارع بشكل جوهري في أعقاب سقوط نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في ليبيا. وقد اختفى من مخازن الجيش الليبي حوالي ألف صاروخ مضاد للطائرات وصل بعضها إلى سيناء وقطاع غزة. وقد حاولت قوات أميركية في ليبيا تحديد مواضع هذه الصواريخ، لكنها لم تعثر إلا على بضع مئات فقط.
وأشار المراسل العسكري لـ«يديعوت» إلى أنه سبق وتم في الصيف الماضي تشخيص إطلاق صاروخ مضاد للطائرات أثناء عملية نفذتها مجموعة جهادية في سيناء قرب إيلات، ولقي فيها ضابط «أسطوري» في وحدة مكافحة الإرهاب مصرعه. واستخدم أفراد المجموعة صاروخاً مضاداً للطائرات أطلقوه على مروحية إسرائيلية لكنه أخطأ هدفه.
وبحسب فيشمان، فإن الفلسطينيين في قطاع غزة حاولوا قبل بضع سنوات استخدام صاروخ متطور مضاد للدبابات من طراز «كورنيت» ضد مروحيات إسرائيلية كانت تهبط قرب الحدود مع القطاع في الأراضي الإسرائيلية. ولكن منذ ذلك الحين لم تسجل محاولات لاعتراض طائرات إسرائيلية عبر إطلاق صواريخ.
وفي هذه الأثناء، تم اكتشاف وجود صواريخ حديثة أخرى ضد الدبابات من طراز «ميلان» الأوروبي الغربي.
عموماً يعتبر صاروخ «ستريلا» صاروخاً مضاداً للطائرات غير متميز في استخدامه لدى الجيوش لكنه بالغ الأهمية عند استخدامه من جانب فصائل المقاومة التي تعمل في ظروف ليس فيها إعلان حالة الحرب ولا تؤخذ الإجراءات الاحترازية المتبعة في الحروب. كما أن هذا الصاروخ يتميز بتكلفته الضئيلة، ورخص سعره ومحدودية التدرب عليه. ويحلق الصاروخ بسرعة 1800 كيلو متر في الساعة متجهاً نحو هدف حراري. ولا يزيد وزنه مع جهاز إطلاقه عن 15 كيلوغراماً، حيث يبلغ وزن الصاروخ 1,1 كيلوغرام. ويمكنه إصابة طائرات تحلق على ارتفاع 2300 متر. والصاروخ من صناعة روسية ويعود تاريخ إنتاجه إلى 40 عاماً، وهو متخلف مقارنة بصاروخ «ستينغر» الأميركي الذي يتسم تقريباً بالمزايا نفسها لكنه أكثر فاعلية.